اعتذر رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس للمرة السادسة عن نشره على صفحته بتويتر رسمًا يصور رجلاً ملتحيًا وامرأة منتقبة في زي ميكي ماوس، وهو الأمر الذي أثار غضب كثير من التيارات المحافظة في مصر، وهدَّد مستقبل ساويرس السياسي في مصر، إضافة إلى انسحاب أكثر من 90 ألف مشترك في موبينيل خلال ساعات قليلة، بما انعكس سلبًا على الخطط المستقبلية لاستثماراته. ورغم اعتذار ساويرس للمرة السادسة فإن تيارات محافظة رفضت الاعتذار،
ومنها التيار السلفي الذي أعلن على لسان المتحدث الرسمي له عبد المنعم الشحات، أن الاعتذار مرفوض و"ساويرس لم يُقْدم على هذه الخطوة إلا بعد أن تصاعدت خسائره المادية جرَّاء حملة مقاطعة كثير من المسلمين لشركته (موبينيل) الخاصة بخدمات المحمول".
وقال خبراء إن ساويرس دفع ثمن الخلط بين السياسي والاقتصادي، وهو الدور الذي أتاحه نظام مبارك لرجال الأعمال، فدخل الأخير السياسة وهو لا يحمل أدواتها، فلا يملك حصافة السياسي ولا حذره، متخيلاً أمن المال يمكن أن يشكل درعًا ضد هجمات خصومه.
وبحسب معلقين فإن أزمة ساويرس، سياسية بالأساس، فمع تشكيله لحزب سياسي توقع له مراقبون شعبية كبيرة، وأن يكون بمثابة قنطرة بين المسلمين والمسيحيين، استغلت تيارات متشددة الأمر، ومارست اغتيالاً معنويًّا بحقّه للقضاء على فرص حزبه المصريين الأحرار في الانتخابات القادمة، مستخدمة ضعف خبرته السياسية.
ومارست جماعة الإخوان المسلمين عملية اغتيال سياسي منظِّم لساويرس، من خلال عدة منابر أبرزها صفحات تويتر وفيسبوك، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وامتد الأمر لتعليق لافتات تدين تصرفه وتدعو لمقاطعته لأنه "يهاجم الإسلام"، مستغلة الحشد التنظيمي للجماعة في الأقاليم.
ساويرس يعتذر
وقال خبراء إن الجماعة تواصل حربها الخفية ضد خصومها، لينضم ساويرس إلى مجدي الجلاد وائتلاف شباب الثورة، ومن نادوا بوضع الدستور أولاً، فاستخدمت بحقهم مصطلحات من قبيل "علمانيين"، "من أرادوا الوقيعة بين الشعب والجيش"، "شياطين الإنس".
وكان ساويرس أثار انتقادات متشددين إسلاميين، فقال مثلاً في تبرير عدم معارضته لنظام مبارك: "كنت أخشى أن ينتقموا مني ويلوثوني مثل البرادعي، وعندما تشتد الضغوط باعمل عيشة (أي يتحول للاستكانة مثل النساء)".
لكن متشديين اعتبروا ذكره لاسم عيشة (أي عائشة) مساسًا بمعتقداتهم، لأنه اسم إحدى زوجات النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وساويرس مسيحي، وهو ما يعكس مناخًا طائفيًّا ممتلئ بالتصيُّد.
وانتقد محللون دور ساويرس السياسي، لأنه بحسب رأيهم يكرر ما فعله مبارك، وكان الأجدى به أن يقف وراء حزب ويدعمه لا أن يصبح هو نفسه الحزب، فتتكرر مأساة الحزب الوطني ومبارك، لافتين إلى أن اعتماد الحزب على شخص واحد رئيسي كفيل بإنهاء مستقبله.
وقال ساويرس في اعتذاره الأخير على محطة فضائية يملكها (أون تي في): "لم أكن أعلم المدلول الديني للصورة، واعتذرت أكثر من مرة وليس بسبب مقاطعة موبينيل.. وأعتذر مرة أخرى على الهواء.. دعونا من الحديث في الأمور التافهة ولنلتفت للأشياء الهامة".
وتعرض ساويرس لانتقادات في أثناء الثورة فمع مشاركته للثوار في ميدان التحرير إلا أنه قبل الانضمام إلى لجنة الحكماء، وعقب انتهاء أحد اجتماعاتها مع نائب الرئيس السابق عمر سليمان، طالب بترك مبارك حتى نهاية فترته مع عدم محاكمته، وهو ما اعتبره ثوار التحرير تفريطًا.
لكن بعد نجاح الثورة أعلن عن تأسيس حزب المصريين الأحرار، لافتًا إلى أن هدفه تمتُّع المصريين بممارسة السياسة بعد عقود من حرمانهم منها، واعتبر أن تكوينه للحزب يسد الفجوة الطائفية التي عمل نظام مبارك على توسيعها، واستفاد منها فقال ساويرس: "طلبت من كل مسيحي ينضم إلى حزب المصريين الأحرار أن يأتي في يديه باثنين من إخوانه المسلمين.
ويمتلك ساويرس مؤسسات ضخمة في مجالات الاتصالات والبناء والإنشاءات، إضافة إلى مؤسسات إعلامية ومحطات فضائية ويساهم في عدة صحف ناجحة ومنها المصري اليوم.
ويقول متابعون إنه (ساويرس) واحد من طبقة تضم أثرياء استفادوا من نظام مبارك، وتسهيلات قدمها لهم.
الشحات يرفض اعتذار ساويرس
وأهَّلت أموال ساويرس وأذرعه الإعلامية رجل الأعمال المثير للجدل إلى ممارسة دور سياسي لكن افتقاره إلى مهارات السياسي أوقعته في أخطاء ساذجة، خاصة أنه يواجه كيانات قوية ولها جذورها، ومنها جماعة الإخوان المسلمين التي يمتد تاريخها إلى عام 1928 ويتعدى عدد أعضائها مليوني شخص، وتتمتع بشبكة اقتصادية وسياسية غامضة ومعقدة، إضافة إلى فلول الحزب الوطني والكيانات الاجتماعية القوية في أقاليم مصر.
ومن بين الضربات التي واجهها ساويرس انسحاب عدد من أعضاء حزب المصريين الأحرار بعد اختراق عدد ممن يعرفون بفلول الحزب الوطني لصفوف الحزب.
للمزيد اعتذر للمرة السادسة ولم يُقبل اعتذاره من السلفيين.. ساويرس يدفع فاتورة "سذاجته" السياسية وينضم إلى قائمة استهداف الاغتيال المعنوي للإخوان المسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة