فرصة للعمل من المنزل - شركة تطلب مسوقين من المنزل - بدون مقابلة شخصية - فقط سجل وسيصلك التفاصيل كاملة

ربات منزل - عاطل - حديث تخرج - طالب في كلية - بل وطالب في مدرسة - متقاعد - ضباط جيش أو شرطه - موظف فعلي بأي شركة أخرى

بشرط أن لا تقوم بالتسويق وأنت في مقر عملك لأن وقتك وقوانين عملك لاتسمح لك بأن تقوم بالعمل لشركة أخرى بوقت عملك - إلا بموافقة مديرينك وشركتك

سجل بياناتك من خلال الرابط التالي وسيصلك إيميل التأكيد في خلال دقائق وتكون موزع مع الشركة

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

فتوى حسان فى بيع الأوثان للدكتور خالد منتصر خطير جدا بقلم د. خالد منتصر ٩/ ١٠/ ٢٠١٠

للأسف الشديد لابد أن نعترف بأن ما يسيّر العقل الجمعى المصرى وأفكاره الدينية فى هذا الزمن ليس شيوخ الأزهر، ولكنهم دعاة الفضائيات الجدد محمد حسان والحوينى ويعقوب.. تأثير شيخ الأزهر نفسه والمفتى وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية لا يماثل واحداً على عشرة من تأثير هؤلاء الدعاة، والمشكلة أن المزاج المصرى الآن مزاج متطرف، متزمت،

يتبنى الفكر الوهابى السلفى، ولا يطيق سماع أى آراء دينية تتبنى المنطق والعقل وتضع النصوص الدينية تحت مجهر التحليل، هؤلاء الدعاة صاروا هم الأزهر الموازى، ودار إفتاء الظل الحاكمة والمسيطرة والمصدَّقة، صارت أحزاب حسان ويعقوب والحوينى هى الأحزاب الحقيقية، صاروا برلمان التشنج والهستيريا والخرافة الذى يجرنا إلى الخلف ويشدنا ويشلنا عن التقدم، ويجهض كل رغبة فى اللحاق بقطار المستقبل الذى غادر المحطة، ونحن مازلنا نسأل عن فقه الحيض والنفاس.

خرج علينا الداعية محمد حسان بفتوى بيع الآثار والتماثيل وطمس معالمها، وهى فتوى مخربة تنتمى إلى زمن القبلية وعالم الفتونة والخروج على القانون، مازال «حسان» يسمى التماثيل الفرعونية أصناماً، ومازالت فكرة التماثيل المحرمة، التى تجاوزها الزمن ورفضها العقل الحديث تسيطر كوسواس قهرى على أذهان هؤلاء الدعاة، ومازالت كراهية هذه الحقبة الفرعونية، التى تفضح تخلف الفكر الوهابى، الذى لم يضف إلى حضارة العالم أى منجز حضارى اللهم إلا إذا كان التفجير والقتل والأحزمة الناسفة وقطع الأيدى وفرض النقاب من المنجزات والمخترعات الحديثة!!

هذه الفتاوى المخربة لن تكون الأخيرة من هذه القنوات الدينية، التى ستحرق الأخضر واليابس، وأنا أعرف بشكل شخصى شباباً ضاع مستقبلهم بسبب غسل أدمغتهم وتزييف وعيهم من خلال دعاة هذه القنوات، هناك الشيف الطباخ، الذى ترك فندق الخمس نجوم فى شرم الشيخ وراتبه الضخم، الذى أنقذ عائلته من الفقر والتسول، تركه بسبب فتوى من داعية فضائى بأن السياحة حرام وخدمة الكفرة الذين يشربون الخمر فى هذه الفنادق حرام!!

وهناك صانع التماثيل الفرعونية بالأقصر، الذى ترك المهنة وصار من مجاذيب قنوات الفتنة والخرافة بسبب أنه يصنع أصناماً والعياذ بالله!!، وهناك خريج الجامعة الأمريكية، الذى هجر البنك الأجنبى وجلس عالة على أبيه وأمه فى البيت عاطلاً، ترك البنك لأنه يتعامل فى الربا، كما قال واحد من المؤلفة جيوبهم من دعاة الفضائيات الجدد.

هذه القنوات وهؤلاء الدعاة لا يتحدثون فى نواقض الوضوء أو مبطلات الصيام، لكنهم يتحدثون فى مستقبل بشر ومقدرات شباب، هم يهدمون أسراً وعائلات ويحطمون مستقبل مراهقين ومراهقات، هم يحرقون الأخضر واليابس، ويصحّرون عقل مصر، يتحدث «حسان» عن الركاز وبيع التماثيل ولا يطلب من السعودية أن تدفع زكاة الركاز عن البترول!!، يكفّر «الحوينى» مجتمع أوروبا الفاسق ويذهب هناك طلباً للعلاج!!، يتحدث يعقوب عن معجزات بول الإبل والنعجة المعجزة فى الميكروفون الألمانى وعلى الشاشة «اليابانى» وهو يرتدى الجلباب الصينى!! يستخدمون جميعاً منجزات الغرب للتحريض ضد هذا الغرب، الذى يرفلون فى نعيمه الحضارى.

ألف رحمة ونور عليك يا شادى يا عبدالسلام، يا من تحدثت فى رائعتك «المومياء» عن عمليات بيع الآثار، التى كان العقل المصرى يعتبرها سرقة ويرفضها ويستنكرها.. تعال اليوم لتسمع الشيخ حسان وهو يعتبر سارق الآثار فى فيلمك بطلاً، بل ولياً من أولياء الله الصالحين!

المصدر المصرى اليوم




التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة الدولة





كتبها مجدي خليل
الجمعة, 08 أكتوبر 2010 20:02
كأن التيارات الإسلامية بمختلف مشاربها لم تتعلم شيئا من تجربة إستغلال السادات لها ومن تجربة السجون والمعتقلات ومن المراجعات الفقهية التى أعلنتها، فعادت إلى سيرتها القديمة فى التمهيد للأنقضاض على الأقباط مرة أخرى.
حتى الآن 9 مظاهرات حاشدة فى القاهرة والأسكندرية تعلوها الشتائم والصراخ والهيجان والتهديد والوعيد ،يقودها السلفيون والوهابيون والأصوليون والمتطرفون تمهيدا للتسخين فى المعركة الكبرى التى بشرهم بها الدكتور محمد سليم العوا.، علاوة طبعا على البيانات النارية والبرامج التليفزيونية التى تهدد الأقباط بالويل والثبور وعظائم الأمور.

كنت أظن أن الإنسان يعتبر فترة السجن فترة مراجعة للذات ينفرد بها مع نفسه يعيد شريط حياته فى هدوء ،يعيد تقييم سلوكه وأهدافه،يتذكر الذين ظلمهم وتقوده شفافية نفسه فى ليالى السجن الطويلة المظلمة إلى الأعتراف بخطئه وطلب السماح ممن ظلمهم. كنت أنتظر من هذه المراجعات الفقهية أن تمتد لتشمل أعترافا صريحا من هذه التيارت بما اقترفته أيديهم فى حق الأقلية القبطية المسالمة، كنت أتمنى أن تشمل هذه المراجعات طلبا صريحا ممن قاموا بها بالاعتذار للأقباط عما بدر منهم وفتح صفحة جديدة من آجل السلام الاجتماعى والوحدة الوطنية. كنت على الأقل أنتظر أن يفهموا دروس التاريخ ولا يدعوا أحد يستغل حماسهم الدينى مرة أخرى من آجل أهدافه السياسية.

كنت أنتظر لحظة صدق مع النفس من هذه التيارات لتسأل نفسها ماذا فعل الأقباط المسالمين لكى يقوموا بكل ما أقترفوه من أثام ضدهم على مدار عقود.

منذ أن التقى الرئيس السادات بالسيد كمال ادهم رئيس المخابرات السعودية، خطط وعمل السادات لتحويل أتجاه مصر تماما ناحية الدولة الدينية لينضم وقتها إلى الحلف السعودى الباكستانى السودانى المرتبط بالولايات المتحدة.

أستدرج السادات الشباب المتحمس دينيا وبقايا تنظيم الأخوان المسلمين ليصنع منهم مليشيات دينية خاصة تدار بمعرفة الحكومة وتوجهاتها ، أما مباشرة عبر بعض المسئولين وقتها أم بطريقة غير مباشرة عن طريق الأجهزة الأمنية التى كانت تعلم جيدا كيف تستفز هذا الشباب وتحول مسار سخطه تجاه الأهداف التى تريد توجيه غضب وعنف هذه التيارات ناحيتها.

لأسباب كثيرة، منها خلاف السادات مع البابا لعدم حماسه لمشروع السادات للتطبيع مع إسرائيل وزيارة القدس، كانت أجهزة السادات ترى الأقباط هدفا مثاليا تستطيع أن تفرغ السخط العام وحالة الهياج المجتمعى تجاههم بدلا من توجيهها إلى رأس النظام واعمدته، وما أسهل أثارة هولاء الشباب تجاه الأقباط عبر الشائعات والأتهامات المرسلة والإدعاءات الكاذبة والحوادث المفتعلة. بلعت كافة التيارات الإسلامية الطعم وتوجهت بعنفها تجاه الأقباط، ولكن جزء من هذا العنف انطلق تجاه صدر السادات ذاته ليدفع ثمن مخططاته الخبيثة.

سيناريو نهاية السبعينات من القرن الماضى يتكرر مررة أخرى ولكن بصورة اسوأ، الجهات الأمنية والمخابراتية التى أدارت الملف هى نفسها التى تستخدم نفس آلياتها لتوجيه دفة الغضب فى الأتجاه الذى تريده. كبار الشيوخ المتخصصون فى التهييج يمارسون نفس الدور بمهارة، الشباب المتحمس والمتطرف والهايج هم انفسهم الأدوات التى يستعملها هؤلاء الشيوخ، وفى النهاية هناك جهة ما تدير كل هذا بالريموت كنترول من داخل مصر.

الفرق بين أجواء سبتمبر 1981 وما بين أجواء سبتمبر 2010 أن السخط هذه المرة موجه تجاه الأقباط بجملتهم وليس رأس الكنيسة وحده، وأن الاتهامات طالت الأقباط جميعهم، وأن نتائج هذه الفوضى إذا حدثت لا قدر الله ستكون أكثر بكثير مما يتخيله مخططوها .

والسؤال لماذا فى كل مرة تكون أدوات العنف ضد الأقباط هى التيارات الإسلامية؟.

هناك أسبابا كثيرة لذلك نختصر منها ثلاثة أسباب:

الاول: هى الكراهية الشديدة التى تكنها التيارات الإسلامية لكل ما هو غير مسلم، وهم مستعدون لعمل أى شئ وارتكاب أى جرائم ضد غير المسلمين وخاصة اليهود والمسيحيين.

الثانى: هو جبن هذه التيارات الإسلامية، فمن تعامل مع هذه التيارات يدرك تماما انها تتصف بالخسة والغدر والجبن، ولهذا فان الأقباط هدف سهل ومثالى بالنسبة لهم. لقد تم هزيمة هذه التيارات أمام الدولة مما اضطرها أن تقوم بصفقة يتم بموجبها تقديم مراجعات فقهية تعلن من خلال هذه المراجعات أنها اخطأت فى حق الدولة لتبنيها للعنف فى مقابل الأفراج عن معظم أفرادها من السجون،أى أن هذه التيارات ركعت أمام النظام ولم تكن مقتنعة بوقف العنف ولكنه إعلان للهزيمة، ولهذا فان رغبتهم العميقة فى ممارسة الكراهية والعنف لا مانع من توجيهها تجاه الأقباط ، وياللعجب بتوجيهات من أجهزة الأمن نفسها التى كانوا فى عداء معها، وهذا يمثل ضرب لعصفورين بحجر وأحد بالنسبة لهذه الأجهزة الأمنية ،بتوجيه فائض العنف تجاه الأقباط بعيدا عن أستهداف النظام كما فعل السادات، وثانيا لالهاء الناس عن الملفات الخطيرة مثل ترتيبات نقل الحكم والأنتخابات القادمة، وثالثا لتأديب الأقباط الذين علا صوتهم من وجهة نظر أجهزة الأمن.

الثالث: أن هذه التيارات الإسلامية تتسم بالإضافة إلى الخسة والندالة والجبن فهى أيضا لا تؤمن بالكذب فقط كوسيلة للتشنع على الخصوم ولكنها تعشق الكذب وتتنفس الكذب وتحيا على الكذب ولا تستطيع أن تحشد زبائنها بدون هذا الكذب، فليس لديها نصيب من المنطق ولهذا تبنى نشاطها على جبال الأكاذيب، ولهذا تلتقط خيط الشائعات التى تسربها أجهزة الأمن لتبنى عليها جبال من الأكاذيب فى توزيع أدوار لا تخطئه العين بين الطرفين.

أن اللعب بات على المكشوف ، وقداسة البابا فى أحاديثه فى الفترة الماضية المح إلى فهم الأقباط للعبة وتسائل فى التليفزيون المصرى مع عبد اللطيف المناوى،أين الأمن القومى من هذا كله؟ وهو اتهام واضح لأجهزة الأمن والمخابرات بأنها تدير اللعبة برمتها .
الحل فى يد عقلاء الأمة من المسلمين والأقباط، فالمشكلة ليست فى فعل الأشرار وأنما فى صمت الأخيار كما يقول مارتن لوثر كنج... فهل يصحو الأخيار قبل فوات الأوان... هذا ما نتمناه وندعوا اليه


الأقباط الأحرار

عفواً.. إخوتى المسلمون والمسيحيون.. إننى حقا ساذجة

زينب عبداللاه

عفواً.. إخوتى المسلمون والمسيحيون.. إننى حقا ساذجة

الجمعة، 8 أكتوبر 2010 - 19:16

Bookmark and Share Add to Google

لم أكن أتخيل حين كتبت مقالى السابق الذى حمل عنوان "عفوا والدى العزيز.. لقد غيرت دينى" أنه سيحدث كل هذا الجدل وردود أفعال القراء المتباينة التى رفعنى بعضها إلى السماء وألقانى بعضها الآخر إلى أسفل سافلين، فاتهمنى بالكفر والنفاق وشكك فى دينى الذى أعتز وأفتخر به وأحمد الله أننى ولدت وسأموت عليه، جعل أصحاب هذه التعليقات من أنفسهم آلهة أو ملائكة يحاسبون البشر على نواياهم وانبرى كل منهم ليؤكد أننى اشترى مكسبا دنيويا رخيصا مقابل غضب الله وأننى "حاشا لله" أبيع دينى مقابل لقمة العيش وتنطبق على الآية الكريمة "يوم يعض الظالم على يديه ويقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا" صدق الله العظيم، وأخف هذه الاتهامات أننى ساذجة أو مغيبة.
شعرت بالحزن الشديد ولم يكن هذا الإحساس لأننى لا يتسع صدرى للنقد واختلاف الرأى ولكن لأن محتوى التعليقات الذى هاجمتنى جعلنى أشعر أننى حقا ساذجة، فقد كنت دائما أشعر بالحزن والقلق على هذا الوطن الذى أعشق ترابه حين أرى هذا التعصب الذى يفيض من تعليقات القراء مسلمين ومسيحيين على أى موضوع يتناول أحداث الفتنة الطائفية وردود أفعال الجانبين ولم أكن أتمنى يوما أن يكون ما أكتبه سببا لاستفزاز هذا الغضب الذى تحمله الصدور، كنت أتمنى أن تكون كلماتى بردا وسلاما على القلوب الغاضبة تذكر بأننا إخوة وشركاء وطن وأن نيران الغضب إذا اشتعلت ستحرقنا جميعا.
حقا إننى ساذجة لأننى دائما أؤمن أن كل مشكلاتنا يمكن أن تجد حلا ويمكن أن تتغير حياتنا إذا ما وضع كل منا نفسه مكان الآخر وشعر بآلامه، إذا وضع الطبيب نفسه مكان المريض وإذا وضع المسئول نفسه مكان المواطن وهكذا، وحين كتبت مقالى السابق الذى تحدثت فيه عن فيديوهات الأسلمة والتنصير التى تظهر من خلالها الفتيات سواء مسلمات أو مسيحيات لتعلن أى منهن أنها غيرت دينها وعن تأثير هذه الفيديوهات ونشرها على نطاق واسع على الأسرة من ناحية وعلى إثارة الغضب والفتنة من ناحية أخرى دون أن أحدد أو أقصد فيديو أو فتاة بعينها ويعلم الله بنيتى وليس البشر الذين حاكمونى وجلدونى باتهاماتهم والذين تحدث كل منهم وكأنه يعلم الغيب والسرائر ليقسم بالله أننى أعنى فقط الفيديوهات التى تظهر فيها الفتيات المسيحيات وهن يعلن إسلامهن وأننى أقصد تحديدا فتاة قنا، وبنى كل منهم تعليقه على هذا الافتراض حتى الإخوة المسيحيين الذين أبدوا إعجابهم بالمقال بعضهم أعتقد نفس الاعتقاد رغم أننى كنت أعنى الحالتين إعلان فتاة مسلمة أنها اعتنقت المسيحية وإعلان فتاة مسيحية أنها اعتنقت الإسلام، فكما أن هناك فيديوهات للفتيات اللاتى يعتنقن الإسلام هناك فيديوهات أخرى لفتيات مسلمات تعلن كل منهن أنها اعتنقت المسيحية تبثها قناة ذكريا بطرس التنصيرية وتبث تقريبا نفس الرسالة بأنها كانت على باطل وأنها الآن عرفت طريق الحق وتدعو أهلها وأصدقاءها لاعتناق المسيحية.

ولكن يبدو أن حالة الاحتقان الطائفى التى وصلنا إليها جعلت كل منا يعتقد أنه لابد وأن ينحاز كل من يتعرض لمثل هذه الموضوعات لطرف على حساب الآخر وأنه من المستبعد أن يتحدث أى منا بحيادية عن مشاعر إنسانية نشعر بها جميعا إذا مررنا بنفس الموقف وهو ما وقعت فيه بسبب السذاجة التى اتهمنى بها البعض، فقد تحدثت عن مشاعر أسرة الفتاة- أى فتاة مسلمة كانت أو مسيحية- حين يرون هذه الفيديوهات على اليوتيوب وحين تصبح ابنتهم مثارا لحديث الناس.
هذه المرة - وبكل سذاجة أيضا- أدعو من هاجمونى أن يشعر كل منهم بمشاعر والد أسماء الفتاة التى تنصرت منذ سنوات، والتى سبق وكتبت عنها وعن حالة والدها ذاك الرجل المسكين الذى تعاملت معه عن قرب ورأيت كيف أصبح حطام إنسان ترى انكسار عينيه ودموعه وصوته الضعيف وهو يتحدث عن ابنته الغائبة التى بثت فيديو مثل هذه الفيديوهات على قناة الحياة وعن الحرب الدائرة على غرف "البال توك" بين مجموعات مسلمة وأخرى مسيحية تتنافس كل منهما فى اجتذاب شباب من الجانبين لاعتناق الإسلام أو المسيحية وكيف وقعت ابنته ضحية لهذه المجموعات.

وكيف أصيبت والدتها بكل الأمراض حزنا وكمدا على ابنتها وعلى ما لحق بالأسرة مما يعتبره كل المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين عارا إذا غابت الفتاة عن بيتها وكان ذلك مصحوبا بإعلانها تغيير ديانتها وزاد عليه أن تعلن هذا فى فيديو يشاهده الملايين ولا يتيح للأب أن يخفى الخبر- الذى يعتبره عارا - عن الأهل والجيران وأقرب الأقارب حفاظا على ماء وجهه بادعاء أنها خطفت أو غابت أو تاهت أو حتى أنها ماتت. بكل سذاجة فإننى أعلنت فقط عن رفضى لهذه الفيديوهات على الجانبين لأننى شعرت بمأساة والد أسماء وإحساسه بالانكسار أمام كل من يعرفهم ولا أرضى لأى أب أو أم أن يشعروا بهذه الأحاسيس المؤلمة.
حقا إننى ساذجة أيها العقلاء لأننى أتذكر دائما أن ديننا الذى نعتز به أوصانا بالوالدين وبالإحسان إليهما والرحمة بهما ومراعاة مشاعرهما حتى وإن كانا مشركين فى قوله تعالى: "وصاحبهما فى الدنيا معروفا"– فما بالنا لو كانا مسيحيين ممن وصفهم القرآن بأنهم الأقرب الينا مودة– وكما أوصت بهما نصوص المسيحية التى تقول "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَى تَطُولَ أَيَّامُكَ، وَلِكَى يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ علَى الأَرْضِ". فهل يكون نشر هذه الفيديوهات للفتاة المسلمة أو المسيحية ما يمكن اعتباره إكراما وإحسانا بالوالدين حتى وإن كانت الفتاة قد استخدمت أرق الكلمات؟ وإذا كان البعض قد أكد أننى كنت سأقوم بنفس الإجراء إذا كنت مكان أى من هؤلاء الفتيات لحماية نفسى فأؤكد له أننى لم أكن لأفعل ذلك حتى وإن كانت حياتى هى الثمن لأننى أعرف أننى بذلك قد أتسبب فى صدمة لأبى وأمى قد يدفع أى منهما حياته ثمنا لها. وإننى بهذا الفيديو أكون قد قطعت ما يمكن أن يوصل فيما بعد بينى وبينهم.

وإذا كانت بعض التعليقات أكدت أن نشر هذه الفيديوهات يحمى الفتاة إذا اعتنقت الإسلام حتى تثبت أنها اعتنقته بمحض إرادتها أمام الادعاء بأنه تم اختطافها وأنها بذلك تحمى نفسها من أن يتم تسليمها رغما عنها للكنيسة فى ظل ضعف الدولة بعدما حدث لوفاء قسطنطين وكاميليا زاخر، مؤكدين أنه لو كانت كل منهما سجلت فيديو تعلن فيه إسلامها لما تمكنت الكنيسة والدولة من الادعاء بأنهن مسيحيات، فإننى بحكم سذاجتى أسأل هؤلاء العقلاء إذا افترضنا كل هذه الافتراضات فهل حقا سيكون نشر هذا الفيديو وسيلة لحماية الفتاة؟ ألم نشاهد جميعا فيديو لكاميليا فى بداية الأزمة وهى ترتدى الحجاب تعلن فيه أنها أسلمت بمحض إرادتها، وبعد أن تسلمتها الكنيسة رأينا فيديو آخر لها يبدو فيه أنها تتحدث أيضا بمحض إرادتها لتؤكد أنها مسيحية ولم تعتنق الإسلام؟ وأخذ كل فريق يشكك فى فيديو الفريق الآخر ويؤكد أنه مفبرك، فأى الفريقين نصدق؟ وإذا افترضنا ضعف الدولة أمام الكنيسة والتزامها بتسليم من تعلن إسلامها فهل تعجز الدولة فى هذه الحالة عن أن تقبض على الفتاة إذا عرفت مكانها وأن تسلمها للكنيسة وتدعى أن الفيديو الذى سجلته مفبرك؟ لتظهر لنا الفتاة فى فيديو آخر تؤكد فيه أنها مسيحية!

ولأننى حقا ساذجة أسأل العقلاء هل نترك أمن الوطن مرهونا بهذه الفيديوهات التى تشعل أكثر مما تطفئ؟ وإذا كانت الفتاة ترى أن هذا الفيديو يساعدها لتأمين نفسها ألم يكن يكفيها إرسال نسخة منه إلى أسرتها وإخفاء نسخة أخرى فى المكان الأمين الذى تعيش فيه أو مع من تثق بهم لإظهاره إذا حدث لها مكروه طالما أنها تؤكد أنها تعيش فى أمان، وما الداعى لاستفزاز الأسرة بنشره على هذا النطاق الواسع وبما يثير الفتنة ولا يمنع كما ادعى البعض الطرف الآخر من التظاهر بدعوى أن الفيديو مفبرك وأن الفتاة تم التغرير بها.
وإذا كان البعض اتهمنى بأننى تجاهلت قضية وفاء قسطنطين فإنه لا يعلم أننى كثيرا ما كتبت عن وفاء وواجب الدولة فى حمايتها وخطأ تسليمها للكنيسة أو احتجازها فيها إن كانت قد أعلنت إسلامها أو حتى ظلت مسيحية، فالكنيسة ليست مكانا للاحتجاز أو الحبس وعن ضرورة إظهارها للرأى العام حتى تهدأ الفتنة المثارة حولها، أما كاميليا فلا يزال الغموض يكتنف مصيرها وأتشكك فى كل ما يثار عنها من الجانبين وأتفق مع كل الآراء التى أكدت أن السبب وراء كل ذلك هو ضعف الدولة وعدم حسمها لهذه الأمور.
إننى أتعاطف وأشفق على هؤلاء الفتيات وكنت أتمنى أن توفر لهن الدولة الحماية اللازمة حتى لا نقع جميعا فريسة لهذه المهاترات، ولكن هل نطلب الحماية فقط للمسيحيات اللاتى يعتنقن الإسلام أم نطلبها أيضا للفتيات اللاتى يتنصرن من المسلمات؟ سؤال لساذجة أتمنى أن أجد الإجابة عنه عند العقلاء الذين اتهمونى بكل التهم والذين لوح بعضهم باستخدام حد الردة مع المتنصرات دون أن يدرك شروط وظروف تطبيق هذا الحد الذى وجد فيه من قاموا بتنصير أسماء وغيرها خير وسيلة لتخويفها من العودة لأسرتها وليقطعوا عليها هذا الطريق بالفيديو الذى سجلته وأذاعته قناتهم التنصيرية.
وفى النهاية أعلنكم أيها العقلاء الذين اتهمتمونى بما أنا بريئة منه أننى سأظل دائما متمسكة بما ترونه سذاجة حتى أظل دائما أشعر بآلام غيرى.

فى فضيحة كبرى و تحدى لقانون البلد محمد حسان يدعو الى بيع الاثار وتحطيم الاثار اذا كانت تماثيل فيديو



الاربعاء 6 اكتوبر 2010 11:43:47 ص

هاجم عدد من الصحفيين المصريين على موقع التواصل الاجتماعي الشهير (فيسبوك) الشيخ محمد حسان، رئيس مجلس إدارة قناة الرحمة الدينية، واتهموه بالتحريض على طمس الأثار المصرية، وذلك بعد فتوى أكد فيها جواز بيع الأثار الذهبية وتحطيم التماثيل إذا وجدها الإنسان في أرضه. ويعكف الصحفيون على تجميع أكبر عدد من التوقيعات لتقديم بلاغ للنائب العام.

وقال محمد حسان في فتواه رداً على سؤال ما حكم بيع الآثار: "إذا كانت في أرض تملكها أو في بيت لك فهذا حقك وزرقك ساقة الله لك ولا إثم عليك ولا حرج وليس من حق دولة ولا مجلس ولا أي أحد أن يسلبك هذا الحق، سواء كان ذهباً أو كنزاً. أما إذا كانت تلك الآثار تجسد أشخاصاً فعليك أن تطمسها، لأن النبي نهى عن بيعها، ومن حرم بيعه حرم ثمنه. وأما إن كانت هذه الآثار في أرض عامة تمتلكها الدولة فليس من حقك أن تأخذها أو تهربها أو تسرقها وتبيعها، فهذا حرام ومالها حرام".


وقال الصحفي ياسر الزيات إن هذه الفتوى تفتح الباب واسعاً أمام تدمير تاريخنا العريق وبيعه لكل من هب ودب، بعد أن أصبح مالها حلالاً على يد الشيخ حسان، معتبراً أن هذه الفتوى مدمرة وتهدم الاقتصاد بعد أن هدم هؤلاء المشايخ العقول.

ووقع عدد كبير من الصحفيين على بيان ضد قناه الرحمة وصاحبها محمد حسان لتقديم بلاغ إلى النائب العام للتحقيق معه، وأشاروا إلى أنهم سيقاضون حسان ولن يكفوا عن تقديم البلاغات لإنقاذ الآثار المصرية من هذه الفتوى المدمرة، وحمل البيان عنوان "إنقاذ آثار مصر من فتوى حسان".

وأشار الزيات الذي يقوم حالياً بجمع التوقيعات من الصحفيين عبر"الفيسبوك" إلى أن البيان سيكون متاحاً للتوقيع حتى مساء الأربعاء 6-10-2010 حتى يتخذوا إجراء سريعاً ضد حسان.
وقالت انتصار غريب، الباحثة في الحضارة المصرية القديمة والعربية، إن عمرو بن العاص عندما دخل مصر قال: "لا تهدموا التماثيل ولا المعابد، وهو عكس السائد من أن العرب هم الذين حطموا الآثار، لكن الحقيقة التاريخية تقول إن العصور السابقة هي التي حطمت الآثار المصرية القديمة".

واستشهدت بقول الله تعالى "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"، متسائلة "لمصلحة من اغتصاب الذاكرة؟ ولمصلحة من العمل على ضياع التاريخ الذي هو جذورنا؟ كما أن التاريخ علم والإسلام أوصى بالعلم، بالإضافة إلى أن علم التاريخ ذكر في القرآن. ألم يحدثنا القرآن الكريم عن قوم عاد وثمود وهم من العرب البائدة التي تعرفنا عليها من حفائرنا وعلم الآثار؟ ألم يتحدث القرآن عن فرعون ذي الأوتاد؟ والأوتاد هي المسلات. أليس من المفيد أن نتعرف على هذه المسلات وعظمتها لنعرف لماذا ذكرت في القرآن.

واعتبرت انتصار أن هذه الفتوى "جريمة واضحة وليست وجهة نظر"، فالتحريض على سرقة الآثار وطمس معالمها جريمة يعاقب عليها القانون المصري، حسب قولها.

وأبدى عدد من الصحفيين انزعاجهم من تلك الفتوى، واصفين حسان بـ"الشيخ الغريب" الذي يتحدث بسطحية ويدعي معالجة مشاكل الأمة.

وقال أحد المتضامنين على "الفيسبوك" ضد فتوى حسان "إن الآثار المصرية أي كان العصر التي تتبعه هي جزء من التاريخ المصري ووسيلة تعبير عن مجريات الأحداث في هذا العصر، ومن المؤكد أنها جزء من التاريخ الإنساني، فهي ملك للإنسانية وليست ملك لمصر وحدها، معتبراً أن هذه الفتوى "جريمة ضد الإنسانية".

من جهة أخرى، نظم عدد من نشطاء "الفيسبوك" صفحة حملت اسم الحملة المصرية لإغلاق قنوات التطرف، مطالبين فيها بإغلاق قنوات الرحمة والناس والحافظ تحت زعم أنها تدعو إلى الكراهية والعنف والتطرف.

ولم يتسن لـ"العربية.نت" الاتصال بالشيخ محمد حسان بسبب إغلاق هاتفه .

المصدر
جريدة البشاير

الكنيسة تصدر قراراً بمنع التظاهر بـ"الكاتدرائية" الأربعاء، 6 أكتوبر 2010 -

فى أول رد فعل على توقيع بيان الكنيسة والأزهر لمواجهة الاحتقان الطائفى، أكد مصدر مطلع بالمقر البابوى، أن الكنيسة قررت مساء اليوم، الأربعاء، منع التظاهر داخل ساحات الكاتدرائية بالعباسية.
كاتدرائية العباسية كاتدرائية العباسية
وقال المصدر، إن القرار جاء لمنع مظاهرة التأييد التى كان آلاف الأقباط يعتزمون إقامتها داخل الكاتدرائية، رداً على مظاهرات الأسلمة فى المساجد التى تهاجم البابا شنودة.

وأضاف، أن القرار يستهدف إخماد محاولات الفتنة الطائفية التى يثيرها البعض وتساهم مثل هذه المظاهرات فى إشعالها، واصفاً قرار المنع بـ"الحكيم" والذى صدر فى وقته.

وكشف المصدر، أن هذا القرار تم التوصل له بعد لقاء البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مع الدكتور على السمان رئيس لجنة حوار الأديان بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

موضوعات متعلقة..
شيخ الأزهر والبابا شنودة يصدران بياناً لإدانة الفتنة
بيان شيخ الأزهر والبابا شنودة لـ"وأد" الفتنة يلقى ترحيباً من عنصرى الأمة.. مهنى: قوة التاريخ تجمع بين المسلمين والمسيحيين.. وجبرائيل: البيان رسالة لكل المصريين

بيان شيخ الأزهر والبابا شنودة لـ"وأد" الفتنة يلقى ترحيباً من عنصرى الأمة.. مهنى: قوة التاريخ تجمع بين المسلمين والمسيحيين.. وجبرائيل: البيان رسالة لكل

بيان شيخ الأزهر والبابا شنودة لـ"وأد" الفتنة يلقى ترحيباً من عنصرى الأمة.. مهنى: قوة التاريخ تجمع بين المسلمين والمسيحيين.. وجبرائيل: البيان رسالة لكل المصريين

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010 - 18:43

الدكتور على السمان رئيس لجنة حوار الأديان بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدكتور على السمان رئيس لجنة حوار الأديان بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية

كتب علام عبد الغفار ولؤى على

Bookmark and Share Add to Google

علم اليوم السابع أن البيان المشترك الذى صدر اليوم من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا شنودة بطريرك الكرازة المرقصية، كان العامل الأساسى والوسيط فيه هو الدكتور على السمان، رئيس لجنة حوار الأديان بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، الذى أكد لليوم السابع أن الفكرة كانت موجود لدى كل من الطرفين لدى الإمام وقداسة البابا، ولكن بقى أن تتبلور، وأنه لعب دور المنسق والوسيط فى إصدار ذلك البيان، موضحاً أنه تم الاتفاق على المبدأ أمس وتبادل الأفكار والنصوص، مضيفاً أن المنسق من الكنيسة كان الأب ارميا سكرتير البابا، مشيراً أن أهمية إصدار البيان كان لرغبة الطرفين الصادقة والأمينة أن يوضع خط أحمر يحمى القيم و الرموز الدينية.

كان اليوم السابع قد انفرد بنشر خبر البيان المشترك بين كل من الدكتور أحمد محمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية، الذى هنئا فيه الرئيس مبارك والشعب المصرى بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، مناشدين المصريين جميعاً أن يلتزموا بوحدتهم الوطنية الجامعة شعبا واحدا فى وطن واحد.

وأكد إدانتهما الكاملة لكل "من يحاول إثارة الفتنة سواء بالإساءة للمقدسات أو بالانتقاص من حقوق المواطنة التى يستوى فيها المصريون جميعا بغير تفرقة أو تمييز"، كما أكدا على ثقتهما فى صوت العقل والضمير المصرى وشواهد التاريخ المشترك أنهما سيظلان قادرين على وأد محاولات الفتنة وإخماد شرورها، فى ظل القيادة الحكيمة للرئيس مبارك، حسبما نقل البيان.

الدكتور محمود مهنى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ثمن جهود شيخ الأزهر والبابا شنودة لاحتوائهما الأزمة الأخيرة وتأكيدهما على أن التعرض للرموز الدينية خط أحمر، مضيفاً أن البيان لم يخطئ عندما ذكر أن هناك شواهد تاريخية مشتركة تجمع المسلمين والمسيحيين، مطالباً الشعب المصرى الالتزام بنص البيان والحفاظ على الوحدة الوطنية.

أما الشيخ عبد الفتاح علام، عضو مجمع البحوث الإسلامية، قال لليوم السابع إن جميع المصريون مسلمين ومسيحين يحبون بعضهم البعض وأن ما يحدث من مجموعة لا تذكر من الجانبين لمحاولة التأثير على امن واستقرار البلاد وخلق فتنة طائفية ،إنما هى جميعها محاولات باءت جميعها بالفشل الزريع، مشيداً بحكمة الإمام الأكبر والبابا شنودة فى التعامل مع تلك المواقف.

من جانبه، قال أكد المستشار نجيب جبرائيل محامى الكنيسة، إن البيان هو رسالة هامة لكل المصريين بأن هناك من ينشد الحفاظ على الوحدة الوطنية، وهذه المناشدة تأتى من شيخين جليلين هما فضيلة الإمام الأكبر، وقداسة البابا.

وأضاف جبرائيل، قائلاً: "لكن هناك أمور كثيرة نرى فيها أكثر أهمية من هذا البيان، وهى أن يتم عقد مؤتمراً مشتركتين قيادات الكنيسة والأزهر يضم كبار العلماء من المسلمين ورجال الكنيسة بما فيهم أولئك الذين اسند اليهم إثارة الفتنة مثل كل من الدكتور محمد عمارة والدكتور سليم العوا والدكتور زغلول النجار والأنبا بيشوى.

وبرر جبرائيل عقد المؤتمر، قائلاً: "حتى يروا الناس أن أولئك الذين تسببوا عن قصد أو دون قصد عن محاولة احتراق الشارع المصرى، أنهم يقدمون اليوم فى وجود القيادات الكنسية والأزهر اعتذارا مسلمين وأقباطاً.

طالب جبرائيل بعدم ألا يكون الحوار ليس فقط على مستوى الأزهر والكنيسة، بل يمتد للمستويات الدنياوية فى القرى والنجوع لأن المشاكل الطائفية تنتشر فى الريف أكثر من المدن ،كما ينادى كل من الأزهر والكنيسة لجنة للحوار المشترك لإيجاد حلول للمسائل وحرية الاعتقاد فى مصر، سواء من ناحية التحول عن الدين ولا تترك هذه المسائل عشوائية كما حدث فى قضية كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين ومن يعتنقون المسيحية.

وتضم اللجنة ممثلين عن صفوف الأزهر والكنيسة لبحث هذه المشاكل ليتم أمر التحول إلى الدين باستعلام وعدم تعتيم حتى لا يستغل البعض من المغرضين هذه المسائل ويحققون منافع من وراء هذا التصعيد فى مسائل محظورة.




مقال سليم العوا الذى رفض نشرة المصرى اليوم ونشرة الدستور ومازال يهاجم الكنيسة والبابا

> منذ سنين ناقشنا في الفريق العربي للحوار الإسلامي - المسيحي سبل التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في الوطن الواحد وفي أوطان شتي. وانتهينا يومئذ إلي إصدار وثيقة سميناها (العيش الواحد) أصبحت هي دستور عمل الفريق، ووصفت في تصديرها ـ بحق ـ بأنها «دعوة للناس، وشهادة بينهم، وميثاق للعمل العربي الإسلامي ـ المسيحي».

> وكان مما قررته تلك الوثيقة أن الحوار ينطلق «من احترام حق الآخر في اعتقاده، وتعزيز الأسس الدينية للعيش الواحد في وطن واحد» وهذا الحوار لا يستقيم «بغير احترام الخصوصيات والمشاعر والرموز والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية. ولا يقتصر ذلك علي سلوك أهل كل من الدينين تجاه أهل الدين الآخر، وإنما يعبر عن نفسه كذلك في وقوف الطرفين معًا ضد أي امتهان لمقدسات أيِّ منهما أيًا كان مصدره» «الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، الحوار والعيش الواحد، بيروت 2001».

> وفي سنة 2008 أصدر الفريق العربي نفسه وثيقته الثانية بعنوان «وثيقة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان». وقد نصت هذه الوثيقة في فقرتها رقم (7) علي أنه: «ينبغي علي أهل كل دين ألا يخوضوا في خصوصيات دين آخر. وينطبق هذا علي أهل المذاهب المختلفة والفرق المتعددة في الدين الواحد... وإشاعة أمر التعارض أو التناقض، بين عقيدة وغيرها من العقائد، لا يؤدي إلا إلي البغضاء والشحناء وإغراء الناس بعضهم ببعض...».

> ونصت الوثيقة نفسها في فقرتها رقم (9) علي أنه: «من حق أهل كل دين أو عقيدة أن يتوقعوا من مخالفيهم تصحيح ما يرتكب في حقهم من خطأ، والاعتذار عما يصدر من هؤلاء المخالفين أو بعضهم من إساءة أو إهانة أو قول أو فعل لا يليق. ولا يجوز لمن وقع منه الخطأ، غفلة أو هفوة، أن يستكبر عن تصحيحه أو يبحث عن تأويله وتبريره» «الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، وثيقة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان، بيروت 2008».

> وهذه المبادئ التي صاغها الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي للتعبير عما تراه جموع المؤمنين بالدينين حافظًا لوحدتهما الوطنية، وعاصمًا لهما من الفرقة، وحائلا بينهما وبين التعصب الممقوت، لو اتبعها رجال الكنيسة المصرية في تناولهم للمسائل المتعلقة بالإسلام والمسلمين لما وقعت فتن كثيرة اصطلي بنارها المصريون جميعًا أقباطًا ومسلمين. والفتن، وحوادث التعصب وما يصاحبها من تطورات حمقاء من أيِّ من الطرفين، مهما خمد أوارها وأطفأت جهود (المصالحة) نارَها، واعتذر المتسبب فيها، أو من يتحدث باسم جهة ينتمي إليها، عما كان منه ــ مهما وقع ذلك كله فإن الفتن المتوالية تتراكم آثارها في النفوس، وينشأ علي ذكريات كل منها جيل أو أجيال من أبناء الوطن وبناته يفتقدون صفاء النفس نحو المخالف لهم في الدين، وينظرون إليه نظرة العدو المتربص لا نظرة الشريك في الدار، ولا نظرة الأخ في الوطن.

> فإذا تكلم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري (المصري اليوم: 2010/9/15) عن الجزية ضاربًا عُرض الحائط بكل ما انتهت إليه الدراسات الإسلامية في شأنها، وكأن شيئًا منها لم يكن، فإن هذا الحديث لا يؤدي إلي شيء إلا إلي إثارة ضغائن الأقباط علي إخوانهم المسلمين، وبعث فتنة لا مسوغ لها، تعمل عملها في هدم بناء الوطن بتحطيم علاقات الأخوة فيه. سيذكر الأقباط كلام الأنبا بيشوي عن الجزية وهم لم يدفعوها ـ ولا هو دفعها ـ قط، وسينسون كل علاقات المودة والرحمة بينهم وبين المسلمين المعاصرين لهم وهم لم يقبضوا الجزية قط!! فما الذي يستفيده نيافة الأنبا من هذه المسألة؟ وما الذي يعود علي الشعب المصري من ذكرها؟

> وعندما يتحدث عن الاستشهاد، ويؤيده فيما قال رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا شنودة، مفسرًا الاستشهاد بأنه في المفهوم المسيحي الموت في سبيل المبدأ أو العقيدة دون قتال، لأن الاستشهاد في القتال موت وقتل وليس استشهادًا بالمعني المسيحي. (حديثه مع الإعلامي عبد اللطيف المناوي، الحلقة الثانية، 2010/9/27).

أقول عندما يتحدث أنبا موقر والبابا نفسه عن هذا المفهوم فإن من واجبهما أن يراعيا، مع المفهوم المسيحي الذي يقولان به، المعني العربي اللغوي، والمعني الإسلامي، للاستشهاد، وهو الموت في سبيل الله؛ الذي قد يكون في قتال وقد لا يكون، كما في الرجل يقول كلمة حق عند سلطان جائر فيقتله، وقد سمي في الحديث النبوي (سيد الشهداء) وقرن بحمزة بن عبد المطلب (، فكيف غاب هذا عن الرجلين، وغيرهما، وهما يتحدثان عن الاستشهاد.

ثم إن هذا الذي يموت في سبيل العقيدة، بغير قتال، يموت بلا شك مظلومًا مضطهدًا، فأين هي مظاهر هذا الاضطهاد الذي سيصل بمن يقع عليهم إلي حد القتل في سبيل مبدئهم؟؟ إن الاعتذار عن التهديد بالاستشهاد بإيراد معناه في المسيحية لا يزيد الطين إلا بلة لأنه يتضمن اتهامًا للمسلمين باضطهاد الأقباط، وهو اتهام باطل قطعًا فلا المسلمون في مصر يضطهدون الأقباط ولا الأقباط يضطهدون المسلمين، لكنه التلاسن السياسي الذي لم يستطع أحد أن يدرك ماذا أراد منه الأنبا بيشوي عندما أورده خارج سياق حديث (المصري اليوم) معه، وعندما نبهته الصحفية التي كانت تحاوره إلي السياق الصحيح للسؤال ذكرنا بأحداث سبتمبر 1981 ولم يصحح جوابه عن سؤالها.

> وأحداث سبتمبر 1981، فيما يخص الكنيسة القبطية، قطع كل قول فيها حكم محكمة القضاء الإداري في الدعوي رقم 934 لسنة 36ق التي كانت مقامة من البابا شنودة الثالث ضد رئيس الجمهورية وآخرين، والعودة إلي أوراق هذه الدعوي، وأسباب حكمها، لا تفيد نيافة الأنبا بيشوي ولا تفيد البابا. والحكم منشور في مصادر كثيرة يستطيع الرجوع إليها من شاء، إذ ليس المقام هنا مقام تذكير بأخطاء الماضي، لكنه مقام تصويب لما لا يصح من مقولات الحاضر.

> كما أقحم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، سكرتير المجمع المقدس في حديثه مع (المصري اليوم) حكاية (الضيوف) وذكر أحداث 1981، أقحم في بحثه المعنون (الميديا وتأثيرها علي الإيمان والعقيدة) فقرة من 4 صفحات كاملة تتحدث عن القرآن الكريم، ومعاني بعض آياته، ومدي تناسق ما تذكره بعضها مع ما تذكره آيات أخري. والبحث أعده صاحبه ليلقيه في مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 13 الذي عرف إعلاميًا باسم مؤتمر تثبيت العقيدة. واعترض علي كلمة (تثبيت) البابا شنودة في حديثه مع الأستاذ عبد اللطيف المناوي (2010/9/26).

> ومما اتخذتُه سبيلاً في علاقتي بإخواني غير المسلمين جميعًا ألا أدخل معهم في نقاش حول ديني أو دينهم، لأنني أعتقد أن الأديان والمذاهب مُطْلقاتٌ عند أصحابها، لا تحتمل التبديل ولا التغيير، ولا يقبل المؤمنون بها احتمال خطئها، صغيرًا كان الخطأ أم كبيرًا. إن الجائز بين أهل الأديان هو الإجابة عن سؤال أو شرح مسألة لمن لم يعرفها، إذا وُجِّه ذلك السؤال أو طُلِبَ هذا الشرح. وما سوي ذلك لا يجوز. وهذا هو مضمون ما تقرره وثيقتا: العيش الواحد، والاحترام المتبادل اللتان ذكرتهما آنفًا.

لذلك لن أعيد ما قاله الأنبا بيشوي في بحثه المذكور عن القرآن الكريم، فاعتقادي أنه ليس من حقه مناقشة القرآن ولا الجدل في شأن كيفية تفسيره، ولا محاولة التوفيق بين معاني بعض آياته ومعاني العقيدة المسيحية كما يؤمن بها هو ومن يتبعون مذهبه.

> غير أن كلام الأنبا بيشوي عن القرآن الكريم فيه مسائل تحتاج إلي بيان. ولست أوجه هذا البيان له وحده، ولكنني أوجهه إلي كل من قرأ بحثه أو استمع إليه، أو تابع ما نشرته الصحف وأذاعته وسائل الإعلام عنه.

- المسألة الأولي: أن الأنبا بيشوي نقل كلامًا نسبه إلي الفخر الرازي (أبو الفضل محمد فخر الدين بن عمر بن الحسين الرازي المتوفي سنة 606) في كتابه: التفسير الكبير، قال الأنبا بيشوي إن الفخر الرازي يقول عن تفسير قوله تعالي: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم) «النساء:157» بأن المصلوب شخص غير عيسي ابن مريم عليه السلام: «إنها إهانة لله أن يجعل شخصًا شبهه يصلب بدلا منه، لأن هذا يعني أن الله غير قادر علي أن ينجيه. وهكذا فقد أورد لنا أدلة لم نذكرها نحن من قبل... وقال أيضًا: ما ذنب الذي صلب في هذه الحالة إن هذا يعتبر ظلم (كذا)....» «ص43 من بحث الأنبا بيشوي والنقاط الثلاث من أصل نصه».

> ولا يقتضي الأمر أكثر من الرجوع إلي التفسير الكبير ليتبين القارئ الكريم أمرين: الأول، أن الألفاظ التي زعم الأنبا بيشوي أنها من كلام الفخر الرازي لا توجد في كلامه قط. الثاني، أن الفخر الرازي أورد الأقوال في شأن قوله تعالي (ولكن شبه لهم) وردَّ عليها، واختار أصحها في نظره، وأنه لما ناقش كيفية إلقاء شبه المسيح عليه السلام علي الشخص الذي صلبه اليهود والرومان ذكر أربعة أقوال في شرح تلك الكيفية وانتهي إلي أن «الله أعلم بحقائق الأمور». ولم يرد في كلامه في أي موضع تعبير (إن هذا يعتبر ظلمًا) ولا تعبير (أن هذا يعني أن الله غير قادر علي أن ينجيه). «تفسير الفخر الرازي، ج11، ط المطبعة المصرية، القاهرة 1938، ص 99 ورقم الآية من سورة النساء هو 157 وليس 156 كما ذكره الأنبا بيشوي».

وأنا أترك للقارئ أن يحكم علي هذا الصنيع ومدي صلته بالعلم، الذي من بركته عندنا الدقة في نسبة كل قول إلي قائله، ومدي صلته بواجب الأحبار والرهبان في حفظ أمانة الكلمة وتأديتها إلي الذين يتحدثون إليهم.

- المسألة الثانية: أن الأنبا بيشوي يحكي قصة حوار بينه وبين الملحق العسكري المصري في منزل سفير مصر في قبرص (لم يذكر اسم السفير ولا اسم الملحق العسكري) وينتهي منها إلي أن الملحق العسكري وافقه علي تفسيره قول الله تعالي (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسي ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئًا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعًا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله علي كل شيء قدير) «المائدة:17».

ودون دخول في تفصيلات الحوار الذي ذكره الأنبا بيشوي، أقول إنه حوار لا معني له ولا جدوي منه، ودار ـ إن صحت الرواية ـ بينه وهو غير مختص ولا متخصص وبين رجال مثله غير مختصين ولا متخصصين، فكان حاصله صفرًا، لا يقتضي تعقيبًا ولا يستحق ردًا. لكن المهم في الأمر كله أن محاولة إعادة فهم القرآن الكريم علي خلاف ما فهم منه علي مدي التاريخ الإسلامي كله محاولةٌ مآلها الإخفاق، ونتيجتها إثارة الفتنة بين الأقباط والمسلمين إذا ردد الأقباط فهم الأنبا بيشوي وفهم الملحق العسكري!! وقد كان حريًا بالأنبا بيشوي ألا يقتحم هذا المجال أصلا فليس هو من رجاله ولا أهله. ومما يحسُنُ بالمرء ألا يهرف بما لا يعرف وبخاصةٍ إذا ترتب علي ذلك أن تحدث وقيعة بين أبناء الوطن الواحد يحمل وزرها الذين يجادلون فيما ليس لهم به علم.

- المسألة الثالثة: أن الأنبا بيشوي يتساءل عما إذا كانت الآية الكريمة (وصفها من عندي) «قيلت أثناء بعثة نبي الإسلام، أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوي وجعله تحريريًا (؟)، لمجرد وضع شيء ضد النصاري» ويتساءل قبل ذلك عما إذا «كانت قد قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن أم أنها أضيفت فيما بعد، في زمن متأخر».

والتساؤلان غير مشروعين، وفي غير محلهما، ووجها إلي من لا شأن له في الجواب عنهما.

فالنبي لم (يقل) القرآن إنما تنزل عليه القرآن من لدن عليم حكيم. وأنا لا أريد من نيافة الأنبا، ولا من أي مسيحي، أن يقر لي بنبوة محمد ( لأنه إن فعل ذلك خرج من عقيدته الحالية، وليس هذا مطلبي. لكنني أتوقع منه ألا يهين كتابنا الكريم (القرآن) وينسبه إلي مخلوق، ولو كان هو النبي نفسه، لأن في ذلك إهانةً لا تقبل، ومساسًا لا يحتمل بالإسلام نفسه.

والخليفة الثالث، عثمان بن عفان، لم يحوّل القرآن من شفهي إلي تحريري. بل كان القرآن الكريم يكتب فور نزوله علي النبي ( آية آية، وقطعة قطعة، وسورة سورة، وهذا كله مبسوط في كتب علوم القرآن التي لو طالعها أي ملمٍ بالقراءة والكتابة لم يقل مثل الكلام الذي كتبه الأنبا بيشوي في بحثه.

وأخشي ما أخشاه أن يفهم المسلمون الذين يقرأون كلام الأنبا بيشوي أن المقصود هو التسوية بين النص القرآني المتواتر بلا خلاف وبين نصوص دينية أخري لم تدون إلا بعد أكثر من مئتي سنة من انتهاء عصر الأنبياء المنسوبة إليهم.

ومثل هذه المحاولة تعني التشكيك في تواتر القرآن. والتساؤل عما إذا كانت آية ما أضيفت إلي القرآن الكريم «في زمن متأخر» تكذيب لا يقبله مسلم، بقول الله تعالي (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) «الحجر:9».

> ولذلك فقد أحسن البابا شنودة عندما قال في حديثه مع الأستاذ عبد اللطيف المناوي: «آسف إنه يحصل جرح لشعور المسلمين، ونحن مستعدون لأي ترضية» (الحلقة المذاعة في 2010/9/26).

والترضية الواجبة لا تكون إلا بأن يعتذر الأنبا بيشوي نفسه عما قال وفعل وكتب. إن البابا شنودة، وهو رأس الكنيسة لا يجوز أن يتحمل أوزار المنتسبين إليها. ولا يُسْتَغني بأسفه الشخصي عن اعتذار المخطئ من رجال الكهنوت خطأً يثير الفتنة ويحتمل أن يدمر بسببه الوطن. والبابا شنودة أسِفَ وهو لم يقرأ كلام الأنبا بيشوي، ولا استمع إليه، ولا رأي الأنبا بيشوي نفسه منذ نشر كلامه المسيء إلي الإسلام والمسلمين (حلقة 2010/9/26 مع عبد اللطيف المناوي) فأسفه كان لمجرد مشاعر نقلها إليه، برقةٍ بالغةٍ ولطفٍ ملحوظٍ، الأستاذ عبد اللطيف المناوي، وهو أسَفٌ حسن لكنه لا يغني عن المطلوب، الواجب، المستحق للمسلمين المواطنين عند الأنبا بيشوي نفسه، شيئًا. ولا يشك أحد في أن البابا بسلطته الروحية والإدارية علي جميع رجال الكنيسة قادر علي إلزام الأنبا بيشوي بإعلان اعتذاره بلا مواربة ولا التفاف حول الأمر بكلمات هي معاريض لا تسمن ولا تغني من جوع. وما لم يتم ذلك فإن الترضية التي أبدي البابا استعداده لها لا تكون قد تمت، ويبقي الجرح مفتوحًا حتي تتم فيلتئم، وتعود العلاقة مع الكنيسة سيرتها الأولي، ويتجنب الوطن زلزالا لا يبقي ولا يذر.

> فإذا أبي الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، سكرتير المجمع المقدس ذلك، فإنه لا يبقي أمامنا إلا أن نطبق ما يأمرنا به قرآننا فنقول له:

(الحق من ربك فلا تكن من الممترين. فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين) «آل عمران: 60-61».

> لقد أحسن البابا شنودة ـ أيضًا ـ عندما قال للأستاذ المناوي: «الآية التي ذكرت كانت آية يعني مش أصول أن ندخل في مفهومها» (حلقة 2010/9/26) «مش عارف إزاي حصل سرد لحاجات زي دي، ربما كان المقصود أن يعرضوا آيات ليصلوا إلي حل للخلاف اللي فيها لكن ما كانش أصول إنها تعرض خالص، كما أنهم ظنوا أن هذا مؤتمر للكهنة فقط فكأنه ناس بيفحصوا بعض أمور جوه البيت مش للخارج. بعض الصحفيين حضروا وأخذوا الحاجات وبدأوا ينشروا» (الحلقة نفسها).

> وليس خفيًا أن الكهنة مهما علا كعبهم لا يستطيعون أن يصلوا إلي حلول للخلاف بين العقيدتين الإسلامية والمسيحية الذي تعبر عنه بعض آيات القرآن الكريم. فلا هم مؤهلون لهذا، ولا هو من علمهم أو شأنهم، ولن يستمع إلي ما يقولونه أحد من المسلمين. فلماذا يذكر القرآن أصلا في مثل هذا المؤتمر؟؟

والخلاف بين العقيدتين واقع أبدي لا يزول، فالبحث في التوفيق بينهما عبث يجب أن ينزه العقلاء أنفسهم عنه، ويصونوا أوقاتهم عن إضاعتها فيه.

وأن الأمر كان «داخل البيت» لا يسوغُ قبولُه مع ما نشرته الصحف التي ذكرت الموضوع من أن النص «وزع علي الصحفيين».

وكم غضبت الكنيسة والأقباط كافة، من كلام كتب أو قيل داخل البيت الإسلامي، ومن كلام يقال داخل المساجد، بل من كلام قيل وكتب لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف (كلام الدكتور محمد عمارة في تقريره العلمي عن كتاب: مستعدون للمواجهة، الذي أحاله المجمع إليه لكتابة تقرير عنه فلما كتبه قامت الدنيا ولم تقعد ـ وكاتب هذا الكتاب ينتحل اسم سمير مرقس، وهو قطعًا لا علاقة له بهذا الاسم، فصاحبه المعروف هو صديقنا المهندس سمير مرقس، وهو رجل وحدة وطنية بامتياز).

لقد كان كلام الدكتور محمد عمارة داخل المجمع، ونشر ملحقًا بمجلة الأزهر، وكان ردًا ولم يكن كلامًا مبتدأً، ومع ذلك كله فقد ثارت الكنيسة علي نشره وطلبت سحبه من التداول وفعل الأزهر ذلك، محافظة علي مشاعر الأقباط، وحرصًا علي وحدة أبناء الوطن. فهل يأمر البابا شنودة الأنبا بيشوي بأن يفعل مثلما فعلت القيادة الدينية الرسمية للمسلمين؟ أرجو مخلصًا أن يفعل.

> سأل الإعلامي المعروف الأستاذ عبد اللطيف المناوي ضيفه البابا شنودة الثالث عما سبب تغيير الأجواء، التي كانت سائدة بين المسلمين والأقباط، من الحوار والأخوة الوطنية ونحوهما إلي التوتر والاحتقان الحاليين؟ وكان جواب البابا: «المسألة الأولي بدأت من مشكلات كاميليا... هل سيدة معينة يمكن توجد خلافًا علي مستوي البلد كله... لماذا هذا الضجيج كله من أجل موضوع يمكن يكون شخصي خاص بها وبزوجها... المسألة تطورت من فرد معين إلي هياج كبير جدًا جدًا، استخدمت فيه شتائم وكلام صعب إلي أبعد الحدود، ونحن لم نتكلم وسكتنا... حدثت مظاهرات تؤذي مشاعر كل مسيحي.. لم تحدث مظاهرات من جانبنا» وعندما حاول الأستاذ المناوي تلطيف الجو بقوله «كان هناك جرح متبادل» رد عليه البابا بحزم: «الجرح مش متبادل.. أرجوك».

> والواقع أن الإجابة عن سؤال: ما الذي حدث فأدي إلي تغيير الأجواء؟ بأن المسألة «بدأت من مشكلات كاميليا» إجابة غير صحيحة جملة وتفصيلا. كاميليا وقصتها كانت آخر ما أثار مشاعر الجماهير المسلمة التي انفعلت لما أشيع من أنها أسلمت وأنها سُلِّمت إلي الكنيسة كسابقاتٍ لها في السنين السبع الأخيرة.

وأول هؤلاء اللاتي سلِّمن إلي الكنيسة كانت السيدة/ وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة (أبو المطامير) آنئذٍ. وواقعة السيدة وفاء قسطنطين حدثت في سنة 2004 وهي سلِّمت إلي الكنيسة التي أودعتها دير الأنبا مقار بوادي النطرون (حسبما أعلن في الشهر الحالي، سبتمبر 2010، الأسقف الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة ومطروح والمدن السبع الغربية). وهي لا تزال تحيا فيه حبيسة ممنوعة من مغادرته حتي اليوم. وقد ثار شباب ورجال أقباط علي بقاء السيدة/وفاء قسطنطين في حماية الدولة من أن تقع في قبضة من يقيد حريتها بغير سند من القانون، وتظاهروا في مقر الكاتدرائية بالعباسية، وألقوا حجارة علي رجال الأمن فأصيب منهم (55) من بينهم خمسة ضباط، واعتُديَ بالضرب علي الصحفي مصطفي سليمان، من صحيفة الأسبوع وانتُزِعَتَْ منه بطاقته الصحفية وآلة تصوير، واعتديَ بالتهديد علي الصحفية نشوي الديب، من صحيفة العربي، ولولا حماية رجل قبطي، ذي مروءة، لها لكان نالها مثل ما نال زميلها. وقد نشرتْ تفاصيل مسألة وفاء قسطنطين منذ إسلامها إلي تسليمها جميع وسائل الإعلام المصرية، وكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية «كتابنا: للدين والوطن ص 207-275».

> وقد تزامن مع تسليم وفاء قسطنطين تسليم السيدة/ ماري عبد الله التي كانت زوجة لكاهن كنيسة بالزاوية الحمراء إلي الكنيسة، بعد أن أسلمت. وفي أعقاب هاتين الحادثتين المخزيتين سلمت إلي الكنيسة (مارس 2005) طبيبتي الامتياز ماريا مكرم جرجس بسخريوس، وتيريزا عياد إبراهيم في محافظة الفيوم وأعلن الأنبا أبرام وكيل مطرانية سمالوط أن الفتاتين «هما الآن تحت سيطرتنا» «المصدر السابق ص277».

> وتبع هاتين الحادثتين تسليم بنات السيدة ثناء مسعد، التي كانت مسيحية وأسلمت ثم قتلت خطأ في حادث مرور، إلي زوجها المسيحي، بقرار من النيابة العامة ليس له سندٌ من صحيح القانون «التفاصيل في كتابنا سالف الذكر ص 258».

> كان تسليم المسْلِمات إلي الكنيسة، وإصرارها علي ذلك، والمظاهرات العنيفة التي قامت في القاهرة والبحيرة والفيوم (وليتأمل القارئ كلام البابا شنودة لعبد اللطيف المناوي الذي يصطنع فيه تفرقة بين المظاهرات، التي يقوم بها المسلمون، والتجمعات الاحتجاجية التي يقوم بها الأقباط. ولمن شاء أن يسأل هل كان الاعتداء علي رجال الشرطة، وجرح 55 منهم بينهم 5 ضباط، مجرد تجمع احتجاجي!!). كان ذلك التسليم هو بداية الاحتقان المستمر، حتي اليوم، بين الكنيسة من جانب وأهل الإسلام في مصر من جانب آخر.

> وهذا الاحتقان له سببه المشروع عند المسلمين. فذلك التسليم تم للمرة الأولي في تاريخ الإسلام (1444سنة)، لم يُسْبَقْ إليه شعب ولا دولة ولا حكومة. والقرآن الكريم ينهي عنه نهيًا قاطعًا (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلي الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن...) «الممتحنة:10».

> وقد طالب المسلمون، بألسنة مفكريهم وعلمائهم وأقلام كتابهم، بتصحيح هذه الأخطاء فلم يستمع إليهم أحد!! وأحدث هذا الإهمال لما يوجبه الدين تأثيره في جماهير المسلمين، وهو تأثير مستمر حتي اليوم، يزداد الشعور به كلما وقعت حادثة جديدة، أو أشيعت شائعة عن وقوعها، أو اتخذ موقف أو قيل كلام من جانب رجال الكنيسة يحرك حفيظة المسلمين.

فما يقوله البابا شنودة عن أن أصل المسألة هو موضوع كاميليا شحاتة كلام غير صحيح. إن أصل المسألة هو انتهاز الكنيسة فرصة ضعف الدولة بإزائها، وتغولها علي النطاق المحفوظ بغير جدال لسلطاتها الرسمية، واتخاذها محابس لمن لا ترضي عنهم من الناس بغير سند من القانون، وبالمخالفة للدستور، مع سكوت الجهات المختصة في الدولة كافة علي هذا السلوك العجيب. ويزداد الأمر شدة وصعوبة كلما ادعت الكنيسة علي لسان قياداتها أن ما حدث، ويحدث، هو ممارسة لحقوقها وحماية لمن أسلمن ـ بزعم عودتهن عن هذا الإسلام ـ ممن قد يصيبهن بأذي!!

> لقد كان بيان هذا الأمر لازمًا لوضع الأمور في نصابها، ولتذكير الحَبر الجليل البابا شنودة الثالث بدور الكنيسة، تحت قيادته، في إحداث الاحتقانات المتتالية بين المسلمين وغير المسلمين. وقد كان آخر فصول هذا الدور هو تصريحات الأنبا بيشوي، ومن تبعه من الكهنة ذوي الرتب الكهنوتية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة عن مسألة (ضيافة) الأقباط للمسلمين، وعن مسألة (الجزية) ثم تصريحات الأنبا بيشوي ـ التي نفي البابا شنودة علمه بها ـ عن تفسير آيات القرآن الكريم بما يوافق العقيدة المسيحية كما يعتنقها الأنبا بيشوي، وحديثه عما إذا كانت بعض آيات القرآن قد أضيفت في زمن متأخر في عهد الخليفة عثمان بن عفان ).

> > > > >

> إن حياة المسلمين والمسيحيين علي أرض مصر قدر لا فكاك منه لأحد الفريقين. والعمل من أجل تأكيد معاني العيش الواحد الذي يجمع بينهم في وطنهم الواحد، والتوعية بها، هو المخرج الوحيد من الفتن المتتالية التي نعاني منها منذ نحو أربعة عقود.

إن معني العيش الواحد في الوطن الواحد أن يكون بين المختلفين، دينًا أو ملة أو طائفة أو أصلا عرقيًا أو هوية ثقافية، نوع احتمال لما لابد منه من الاختلاف بين الناس، ومعيار هذا الاحتمال الواجب أن ينزل كل طرف عن بعض حقه، الواجب له، رعاية لمرضاة أخيه في الوطن.

وفرق ما بين ذلك وما بين العيش المشترك الذي يضم المختلفين دينًا أو ملة أو طائفة أو أصلا عرقيًا أو هوية ثقافية ويعيشون في مناطق مختلفة من العالم، أن معيار التعامل في العيش المشترك هو الحقوق وحدها، تُطلب وتُؤدي علي ما توجبه العقود أو الاتفاقات أو القوانين.

في العيش الواحد ليس بين الناس كرامات، وإنما بينهم أخوة وتعاون، ينزل هذا عن بعض ما يريد ويترك ذاك بعض ما يستحق، لأن الناس في العيش الواحد عائلة واحدة يحمل بعضها بعضًا، ويعين بعضها بعضًا، وينصر بعضها بعضًا. لكن في العيش المشترك يتقاسم الناس خيرات الأرض، وما خلق الله لهم فيها مما يسعهم جميعًا، فإذا زاحم أحدهم الآخر في حقه أو ملكه أو سيادته لم يقبل ذلك منه. في العيش الواحد علاقات مودة وأخوة مصدرها قول الله تعالي: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) «الممتحنة:8».

وفي العيش المشترك واجبات تؤدي وحقوق تُستأدي معيارها قول الله تبارك وتعالي: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا) «البقرة:29»، وقوله تعالي: (الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) «الجاثية: 12-13».

> > > > >

> والذي ندعو إليه إخواننا المسلمين والأقباط جميعًا هو إدراك هذه الحقيقة الأزلية: أننا للعيش علي أرض هذا الوطن الواحد خلقنا.

> وأن أحدًا منا لن يستطيع أن ينفي الآخر مهما كان له من القوة، أو ظن بنفسه من البأس، أو استشعر من مناصريه التصميم علي ما يحرضونه عليه، أو يدفعونه إليه، أو يستحسنونه من قوله وفعله.

> والدين الحق حائل بين صاحبه وبين العدوان علي غيره.

> والإمساك عن العدوان باللسان واجب كالإمساك عن العدوان بالسنان.

> والعود إلي داعي العقل أحمد.

> والعمل بموجب الرشد أسَدُّ.

> ومن نكث فإنما ينكث علي نفسه، ومن أوفي بعهده فله الحسنيان، في الأولي والآخرة.

والله من وراء القصد.

عندما لا يكتمل الحب دقة قلب الاقباط .com


عندما نفقد الحياة وينتحر الامل ….تتجلى قصتي قصة حب لم تكتمل… … قصة حب اتخذت من حياتي مسرحية…أبدع الحزن فيها بطلا واخلاصي ضحية… … عشقتها منذ أن وقعت عيناي عليها……أذهب عنها مبتعداً وقلبي وجهته إليها… … تربينا معاً منذ أيام الطفولة…..كانت ترقبني بأعينٍ ناعسة وخجولة… … فكان قلبي يتفطر حباً وهيام……ولساني تتعثر حروفه أثناء الكلام… … خطبت كحيلة العينين معسولة اللسان……لكن زفافنا شرطه إتمامها العقدان… … …فرقتنا الظروف والسنون……وظللت في حبها مجنون… … بعد عقد من الزمن الاقليلا…..تغير حالي وحال من كان لي خليلا… … فقد جاءت تُبشرني بتمام عامها العشرين...... فتفتقت في داخلي اطلالُ حبٍ دفين... سقطت مني دمعة رقراقةً كالدرِ الثمين... ... قالت وهي تمسح دمعتي......ويلي ثم ويلي ياويلتي... بدلت بالحسراتِ كل فرحتي... ... قلت لاتثريب عليكِ أيتها الحسناء......فالداءُ دائي وعلي البحثُ عن الدواء... فافترقنا والكلُ ينتظرُ بلهفةٍ موعدَ اللقاء... ... التقينا...في ليلةٍ بردها قارس مظلمة وبالمطر غزيرة... فاختلطت.... دموع حبي بدموع سحبٍ متفرقة كثيرة... ... فتشكل بحرُ حبٍ كبيرٍ صادقٍ......يتغذى من قلبِ حبيبٍ عاشقٍ... يضطربُ مع كلِ خفقةِ خافقٍ... ... قالت هلمَ بنا نخوضُ غِمار امواج حبٍ عاتية... لننسى بعضاً من ظروفِ حياةٍ قاسية... ... قلتُ مهلاً ياحياتي ترفقي......فكري بعقلك قبل أن تتعلقي... ... نظرت إليّ بمقلتين براقةً تملؤها الدموع... فأطرقتْ برأسها حزينةً يغشاها الخضوع... ... ...قلت لها آن الآوانُ لنا أن نفترقْ...قلتها ونيران الشوق في داخلي تحترقْ... قلتها وبدموع الحزنِ قلبي بعدها قد غرقْ... ... قالت ماأقساك وقلباً تحمله...كيف هانَ عليكَ حبي والسنين... تمتمتُ إن قلبي بهدوءٍ أقتـله…كي أخففَ الشوقَ إليكِ والحنين… … صرخت قائلة..هكذا أنتم دوماً يامعشرَ الرجال... ليس لوفاء الحبِ والإخلاص عندكم أي مجال... … غصصتُ بآه مكبوته تبحث في داخلي عن مخرج لها… والدنيا من حولي ممقوته فقدت طعم السعادة التي بها… … ركضت وقلبي المجروح يركض معها ركضت مبتعدة… ركضت بعد أن خلفت في داخلي آثار نار متقدة… … بعدها دار في داخلي هذا الحوار…بين قلب جريح وعقل حائر… قلبي يقول أخبرها لما الانتظار…أخبرها لمااتخذت قرارك الجائر… … عقلي يرد بعد أن مكث ملياً مطرقاً صامتا… لا لــن أقول وسأظل على موقف صامدا… … قلبي يردد ماذنبي وذنبها أن نقاسي آثار عنجهيتك المشؤومة… عقلي يرد أنت لي وانا لها لكن ظروفنا وأقدارنا جداً محكومة… … عـقـلي يتمـتم مــاذا عساي أن أقـول… اخترت لها أفضل مالدي من الحلول… والشرح عليها وعـليّ سـوف يطـول… … أخترت لها الكتمان عن ماكان…رفقاً بها وبماتحمله من الجنان… ورفقاً بحبها الذي يتشرف فيه بنو الإنسان…فموقفي لايختلف فيه واحد فكيف اثنان… … هذا مادار وماجرى بينهما فإلى هنا تنتهي دفة الحوار… مع اشراقة شمس يوم يفتقرُ للامل والعزيمة والاصرار… … عندها ذهبتُ إلى أخيها وهو صديقي ….كي أشكو وأبث إليه همي… استقبلني بإبتسامه عريضة جميلة… أزال بها بعضاً من آثــارغمي… … قال لي أعتقد أن من حقها أن تعلم كل تفاصيل الحكاية… رددت باقتضاب أرجوك لا….لا تخبرها حتى النهاية… … فغداً سأسافرمع إخوتي للخارج فكل شيء معد ومرتب وجاهز… سأتصل بك من هناك كي أطمئن عليها فهي المشجع لي والحافز… … ودعته باكياً على أمل أن التقي به مرة أخرى… وذهبتُ إلى أمي كي أخدعها وأزف إليها البشرى… … بشرى قبولي في الجامعة هناك للدراسة والتعليم… وفي الحقيقة أنني ذاهب للخبراء هناك للفحص والتقييم… … فأنا مسافر في رحلة علاج..أعاني من مرض ليس له أدنىعلاج… خدعت أمي ومن بعدها حبيبة قلبي… … سافرت معتمداً عليهم بعد الله في بث روح الامل فيّ من جديد… وصلت هناك وبعد الكشف عليّ تقرر واتضح لي أنه لا جديد… … فالمرض مسيطر على جسدي النحيل…والموت يرقبني على بعد خطوة أو قليل… … اتصلت على صديقي كي اخبره وأطمئن عليه وعليها… كلمته فتحدث لي عنها… فكاد يقتلني الشوق إليها… … قال لي إسمع ياعزيزي… لقد اتخذت قراراً جريئا… سوف أخبرها بالقصة التي أنت من أحداثها بريئا… …>

>أطرقت صامتاً معتقداً أنه سيظهرله في صمتي الرجاء ألا يبوح… لكنه أصر على موقفه فطفقت أتوسـل إليه بصوتي الجريح والمبحوح… ولسـوء حظي تجاهلني ممـازاد الام قلبي الضعيف والمجروح… … أغلقتُ سماعة الهاتف……وأنا أرتجف ارتجاف الخائف… … كيف ياترى…كيف سيقع عليها هول الخبر… كيف سأتحمل حزنها مع ماأعانيه من الضرر… … مضى يوم تِلو أيام…لم أعرف الراحة فيها ولا المنام… هاجسٌ يرافقني في اليقظة والاحلام… … انتهينا من إجراءات العودة من السفر… حاملاً هموما أثقل عليّ من نقل الحجر… … فلما وطئت رجلي أرض وطن الحبيب… استقبلني فيها الأب والصاحب والقريب… وأنا اقف من بينهم حزيناً حائراً كالغريب… … فجاءة أبصرتُ صديقي قادماً من بعيد يجرُ قدميه متصنعاً الابتسام… حدقت فيه بعيون يائسة …عاتبته بالكثير والكثير من الملام… … سألته أخبرني بما جرى ومادار من الاحداث… سلم عليّ ولم يعطي لأسئلتي أي اكتراث… …. كررت عليه الاسئلة فقال لي لقد أخبرتها لكنها لـم تحتمل الصدمة… وعلى إثرها سقطت أرضاً فكان من آثارالسقوط على الرأس كدمة… … والان لاتزال حبيبتك طريحة الفراش حتى هذه اللحظة… خفق قلبي وجِلا..فتسارعت النبضات نبضة تلو نبضة… … ذهبت إليها يسبقني الشوق كي يزفُ بشرى مقدمي… ياحبيبة قلبي المسكين إني احس بالالام قبلك فاعلمِ… … دخلت عليها..فرأيت القمر هزيلاً مضطجع… فبكت وبكيت وبكى كل من كان هناك مجتمع… … فارتشفت دمعاً طاهراً من عيون ساحرة… ارتشفته بعد أن غرقنا بدموع صدق طاهرة… … بعدها بدأت تخاطبني بكلمات تملؤها بحروفٍ من عتاب وملام… ثم اعقبتها بتنهيد وزفيروأنين تزيد عليها شهيقاً أثناء الكـلام… … لقد قضينا ليلة اشبعتها لوماً وعتاب… بعدهـا أيقنت أن طعم الحب حلوٌ بعذاب… … خرجتُ من عندها وأنا ضعيف مكسور الجناح… بعد أن ظللتُ ليلي اطلب منحة العفوِ منها والسماح… … لكن الدموع والاهات لم تدع لها مجال أن تتكلم حتى بحرف… سحرتني دموعها بعد أن غسلت وجهاً بريئا لاتستطيع أن تغض عنه الطرف… … خرجت وانا يحدوني الأمل أمل في أن نجتمع معاً يوماً من الأيام… لكن كل البشائرحولي تحتم عليّ أن أقتنع بأن هذا ضرب من الاحلام… … عند ميلاد فجر يومٍ جديد … يرن جرس الهاتف… يرد عليه أخي وأنا أرقبه وجسدي يرتعش وجلا وخائف… … قلبي تتسارع خفقاته…حبيبتي الصغيرة فـي خطر… دمعي تتخالط دفقاته…دمعتي بيضت عندي النظر… … التفت عليّ أخي ووجهه يشع نوراً وفرحاً وسرور… إن الفرح اشتاق إلينا بعد أن غاب عنا اعواماً ودهور… قال لقد كلمني المشرف على حالتك الصحية وهو مبهور… … لقد أخبرني أن هناك لبس وخلل في الموضوع… خطأ غير مقصود وهو في العرف الطبي ممنوع… … يقول أن تحليلك سليم لكنه اختلط مع تحليل أخر لمريض… فعليك السفر غداً للكشف لمجرد التأكد فقط أنك لست مريض… … ذهبنا وبعد الفحوصات ثبت أنه ليس هناك مرض ولا داء عضال… كل مافي الأمر هو سوء تدبير أو قلة خبرة كما هو معهود أن يقال… … ياإلهي…سوء تدبير , قلة خبرة, خطأ وكأن الخطأ مقبول في مثل هذه الامور… لكن فرحتي بالعافية جعلتني أغض الطرف كما هي عادتنا منذ أزمانٍ ودهور… … ركضتُ في ردهات المشفى مسرعاً أحدث نفسي كالمجنون… أريد تبشير من حكمت عليّ أن أظل بين قضبان حبها مسجون… … عندما وصلت إلى سماعة الهاتف حاولت جاهداً تنظيم أنفاسي… اتصلت فردت علي بصوت هزيل خافت يخبرني بماتعانيه من الألم وتقاسي… قلت لها أشهدك وأشهد من حولي أنكِ روح قلبي أحبك ياتاج رأسي… … قالت لي ضاحكةً أعلم أنك تريد مني شيئاً قل ماتريد دون مقدمات… قلت لها وأنا ابكي والذي زرع بذورحبك في قلبي أنتي لي أصلُ الحياة… وسأظل مخلصا لك طِوال ماامتد بي العمر وسأخلص لك بعد الممات… … قالت صوتك يطربني دوماً لـكنه ازداد طـربا فالحانه اليـوم مختلفة… فأنت فرحٌ مسرور بشرني يامن أجبرني على أن أكون بحبه معترفه… … قلتُ ابشري ياحياتي وانعمي….فلقد اتضح أني سليم معافى من الاسقام… قالت بالله عليك لاتقل لي كلام كي تستخف بعقلي ففي قلبي بحار من الالام… … قلتُ صدقي ياحلوتي فأنا اليوم قـادمٌ بـاذن الله لكِ… فأنا سأعيش حياتي معتمداً على الله سبحانه ثم بكِ… … قلت لها هذا الكلام بعدها أغلقت سماعة الهاتف وطفقتُ جرياً نحو المطار… ومن كان حولي يستغرب من فعلي واحس بعيونهم تنهشني فأنا محط كل الانظار… … رجعنا إلى ارضنا سالمين بفضل من الكريم المنّان… فسجدت له سجدتين تعبيراً عن الشكر له والعرفان… بعدها ذهبت إلى من سلب لي عقلي والوجدان… … وصلت إلى منزلهم ياإلهي أرى الناس أمامه مجتمعه…. ترى ماخطبهم لما أرى على وجوههم حزناً وأثار دمعة… … كان تفكيري أنهم فرحوا بعودتي سالما بموفور من الصحة والعافية… لكن كان اجتماعهم يحمل اخبارحزن اثاره على وجوههم طافية… رغم ماعانوه من ان تظل دموع أعينهم عن عيوني خافية… … هرعت مسرعاً إلى غرفة من طيرت لي لب عقلي لكنني فوجئت بأنها خالية… بحثت وقلبت بين اشياءها لكنني لم أجد غيرملابس وألعاب طفلة صغيرة بالية… … عندها أربكني الخوف وأحسست بالحزن ممسكاً بتلابيب قلبي الضعيف… احسست باحساس قاسي لااعلم ماهي معالمه لكن الاكيد أنه احساس مخيف… … دخل علي صديقي وهو يقول لي من عينيه كلاماً لستُ أفهم معانيه… أخبرني بأن قلب قلبي تقف على جانب اخر من بحر بعيدة هي موانيه… … قال لي إنها غادرت دنيانا ففي الامس أكملت يومها الاخير… بعد ماكلمتها أنت مـن هنـاك وهي تكـاد من فرط فرحتها أن تطير… أصرت أن تتجمل لك فقامت وهي تتهاوى بيني وبين أمي تحاول أن تسير… بعد أن تجملت لك خرجت علينا وهي في أبهى حلة يمكن للعروسة فيها أن تصير… … قالت ابتعدوا عني ساحاول أن اسير وحدي واثبت لحبيبي أنني من أجله قد تعافيت… تركناها كما رغبت لكنها سقطت مرة أخرى وقالت وهي متألمه احملوني لقد اكتفيت… … حملتها وهو تتأوه ألماً إلى المستشفى القريب… أسف لقد وصلت متأخراً هذا ماقاله لي الطبيب… … أمي بدأت تلطم خدها ومن ثم طفقت شقا في الجيوب… وأنا ابكى ألماً لتأخري كيف لي أن أنسى كيف لمثلي أن يتوب… هذا ماقاله لي وأنا مع كل حرف من كلامه قلبي يتقطع حزنا بل أراه الان يذوب… … قلت لهم إن عقلي زال من هول الخبر إنني الان قد ثملت… دلوني على قبرها أريده فأنا الان على عمري وحظي قد ندمت… … فذهبوا بي للمقبرة ذهبوا بي إلى مكان كل من على الارض لابد له من أن يزوره… قلت لهم اتركوني وحدي فنزلت مني دموعا أغرقت ماكان في يدي من بقايا لصورة... … مرت أمامي صور لذكرى لها كانت جداً مليئة بالسعادة… فبدأت اتجرع الحزن واشرب الهم واليأس يبيد أملي إبادة… … الأن أنا أعيش حياة ليس لها روح بل إنها تخلو من الطعم… حياة كل مافيها مجرد أطياف للحزن يزيدها ألم فيها قد عم… … خرجت بعد أن دفنت إلى جوارها قلباً صدوقا مخلصا… لن أجد له من يستحقه فقليل هو من يكون صادقا منصفا… … إلى هنا ويسدل الستارعلى أحداث الرواية …بعدأن فقدت من كانت لي اصل لكل غاية