فرصة للعمل من المنزل - شركة تطلب مسوقين من المنزل - بدون مقابلة شخصية - فقط سجل وسيصلك التفاصيل كاملة

ربات منزل - عاطل - حديث تخرج - طالب في كلية - بل وطالب في مدرسة - متقاعد - ضباط جيش أو شرطه - موظف فعلي بأي شركة أخرى

بشرط أن لا تقوم بالتسويق وأنت في مقر عملك لأن وقتك وقوانين عملك لاتسمح لك بأن تقوم بالعمل لشركة أخرى بوقت عملك - إلا بموافقة مديرينك وشركتك

سجل بياناتك من خلال الرابط التالي وسيصلك إيميل التأكيد في خلال دقائق وتكون موزع مع الشركة

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

مجدي خليل يكتب: مصر وتقرير الحريات الدينية 2010

مجدى خليل

فى اوائل عام 1998 رصد الدكتور سعد الدين إبراهيم أكثر من خمسين مقالا تسب وتلعن أمريكا لأنها فكرت فى إصدار قانون يتعلق بدعم الحريات الدينية عالميا، وذلك علاوة على بيانات المثقفين وفاعلياتهم وتصريحات الرسميين وتشنجات الإسلاميين. وقد شكك سعد الدين إبراهيم وقتها فى أن أى من هؤلاء لم يقرأ القانون اصلا ولا يعرف تفاصيل ما جاء فيه. عام 2010 عادت التشجنات بشكل أكثر حدة ، وخاصة الرسمية منها، فى عقب صدور التقرير الأخير يوم 17 نوفمبر 2010، وأظن أيضا أن كثير ممن علقوا على هذا التقرير لم يقراوا تفاصيل ما جاء فيه، وخاصة وأن القسم المتعلق بمصر هو الاطول عنها منذ صدور التقرير الأول عام 1999 .بدلا من هذه التشجنات الرسمية، على الحكومة المصرية أن تشعر بالعار والخزى مما جاء من تفاصيل مقززة عن أنتهاكاتها الجسيمة للحريات الدينية،خاصة وأن وزيرة الخارجية قد أعترفت علنا أن الخارجية تعاونت للحصول على هذه التفاصيل مع منظمات حقوقية مصرية ونشطاء فى الداخل والخارج وشكرتهم على تعاونهم هذا، وقد ذكر التقرير العديد من أسماء هذه المنظمات وكلها ذات سمعة محترمة فى مصر. رغم التشنجات والبيانات العنجهية ،لم تستطع الجهات الرسمية المصرية نفى معلومة واحدة من المعلومات الغزيرة التى جاءت فى تقرير هذا العام، وخاصة أن التقرير ربط ما حدث فى الأعوام الثلاثة السابقة بطريقة الفلاش باك.


تعالوا نستعرض مقتطفات بنصها مما جاء فى هذا التقرير الهام.
ينص الدستور على حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية، بالرغم من أن الحكومة تضع قيودا على الممارسة العملية لهذه الحقوق. إن وضع إحترام الحكومة للحرية الدينية ما زال سيئأ.ً إن المسيحين و أعضاء الطائفة البهائية التي لا تعترف بها الحكومة يتعرضون لتمييز شخصي وجماعي، خاصةً فيما يتعلق بالتعيين الحكومي والقدرة على بناء وتجديد وإصلاح أماكن العبادة. الممارسات الحكومية، خاصةً تلك المتعلقة بالتعيين الحكومي، التي تميز ضد المسيحيين، مما يسمح بترسيخ أثار هذا التمييز وتأثيره على قولبة المجتمع. صدر حكم لمحكمة ابتدائية في يناير 2008 يفسر كفالة الدستور للحرية الدينية على أنها غير قابلة للتطبيق على المواطنين المسلمين الذين يرغبون في التحول لديانة أخري. وقد حكمت المحاكم في سنوات سابقة ان كفالة الدستور للحرية الدينية لا تنطبق على البهائيين. بالرغم من عدم وجود حظر قانوني على التحول الديني، إلا ان الحكومة لا تعترف بتحول المسلمين للمسيحية أو للديانات الأخرى، ومقاومة المسئولين المحليين لهذه التحولات – من خلال رفض الإعتراف القانوني بالتحول. ومع انه ليس هناك حظر قانوني على تبشير المسلمين، فإن الحكومة تقيد مثل هذه الجهود. وكانت الشرطة قد احتجزت أو ضايقت المتهمين بالتبشير بناءا على تهمة الإساءة إلى الأديان السماوية أو التحريض على الفتنة الطائفية. بموجب الشريعة الإسلامية كما يتم تطبيقها في مصر، فإنه يُحظر على المسلمات التزوج برجال غير مسلمين. الزوجة غير المسلمة التي تتحول للإسلام يجب أن تقوم بتطليق زوجها غير المسلم على الفور وتمنح حضانة الأطفال للأم. لا تتمتع المسيحيات الأرامل لأزواج مسلمين بحقوق تلقائية للميراث ولكن يمكن أن تنص عليها وثائق الوصية. بموجب الشريعة الإسلامية، يفقد المتحولون من الإسلام كل حقوق الميراث، هذه الممارسة تتفق مع التفسير الحكومي للشريعة الإسلامية، التي تنص على "عدم ولاية غير المسلم على المسلم." .عندما يتزوج رجل مسيحي بإمرأة مسلمة خارج البلاد، فإن زواجهم غير معترف به قانوناً في مصر. بالإضافة لذلك، فإنه يمكن القبض على المرأة واتهامها بالردة، وأي أطفال تثمر عنهم هذه الزيجات يمكنهم اخذهم ووضعهم تحت وصاية ذكر مسلم. يتمتع مركز البحوث الإسلامية التابع للأزهر بصلاحية قانونية لرقابة – ومنذ عام 2004 – لمصادرة أي مطبوعات تتعرض للقرآن والأحاديث الشريفة. وقد اصدرت وزارة العدل قرارا في 2003 يُصَرِح للأزهر بمصادرة المطبوعات والشرائط والخطابات والمواد الفنية المتعارضة مع الشريعة الإسلامية. خلال الفترة التي يشملها هذا التقرير، كانت السلطات أحيانا تسمح بأن تنتقل الوصاية على أنثى مسيحية قاصر تتحول للإسلام الي يد وصي مسلم، يحتمل أن يوافق على زواج يرفضه والدي الفتاة المسيحيين. . وصرحت المحكمة أيضا أن مصر دولة لايحكمها فقط القانون المدني، وانها قد أقرت الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وضمانات الحرية الدينية الواردة فيه، "مع الأخذ في الاعتبار بنصوص الشريعة الإسلامية وغياب التناقض بين هذه النصوص وبين الميثاق،" مما يعني أنه في حالة حدوث تناقض فإن الأولوية تعطى للشريعة الإسلامية. ينص الدستور على حقوق ومسئوليات عامة متساوية دون تمييز على أساس الديانة أو العقيدة؛ مع ذلك، فإن الحكومة تمارس التمييز ضد غير المسلمين. لم تقم الحكومة بملاحقة الجناة الذين ارتكبوا أعمال عنف ضد المسيحيين الأقباط في عدد من الحالات، بما في ذلك البهجورة وفرشوط ومرسى مطروح ،بل استمرت الحكومة في رعاية "جلسات الصلح" التي تعقب الإعتداءات الطائفية بدلا من ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الأقباط. وردت تقارير متفرقة عن ملاحقة الشرطة للمتحولين من الإسلام للمسيحية. قامت قوات الأمن الحكومية بإعتقال 200-300 شخص شيعي. في 2 يوليو 2009، قاموا باحتجاز الشيخ الشيعي المعروف حسن شحاتة بتهمة تكوين منظمة بغرض نشر الأفكار الشيعية التي تستهين بالإسلام والعقائد السنية. في يونيو 2009، قامت قوات الأمن والشرطة، حسبما ذكر، بإثارة صدام طائفي في البشرة قرب بني سويف عندما منعوا المسيحيين من الصلاة في كنيسة غير مرخصة. في عام 2008، قبض المسئولون الأمنيون بالمطار علي سيدة متحولة من الإسلام للمسيحية هي وزوجها وأبناهما اللذان يبلغان سنتين و 4 سنوات من العمر وهم يحاولون ركوب الطائرة المتجهة لروسيا. وقد أخبرت المتحولة المسئولين الأمريكيين أن مسئولي أمن الدولة قد قاموا بإغتصابها مرات عديدة وألحقوا بها أنواع أخري من الإيذاء البدني والمعنوي أثناء احتجازها في يناير 2009 للضغط عليها لتعود للإسلام. وبالرغم من أنه قد تم الإفراج عن زوجها وطفليها بعد إحتجازهم 4 أيام، فقد تم احتجازها حتي 22 يناير 2009 حين وافق القاضي على الإفراج عنها بكفالة. قبل الموافقة على الكفالة، حسبما ذكر، فإن أحد القضاة قد أخبرها بأنه كان سيقتلها لو كان القانون يسمح بذلك. وحسبما ذكر، فعند الإفراج عنها تم إلقائها من سيارة متحركة وقد إختبأت بعد ذلك، حيث لاتزال مختبأة حتى نهاية الفترة التي يشملها التقرير. بداية من 15 مارس 2010، قام مسئولو الأمن الحكوميون بإعتقال 11 فرد من أعضاء الطائفة الأحمدية المسلمة بمصر. لم تتخذ الحكومة أي إجراء لتنفيذ حكم صادر في عام 2008 للمحكمة العليا للعدل الإداري حيث أمرت الحكومة بإصدار وثاق هوية قومية لـ12 شخص متحول للمسيحية كانوا في الأصل يدينون بالمسيحية ثم تحولوا للإسلام. بنهاية الفترة التي يشملها التقرير، لم تكن الحكومة قد قامت بمحاكمة أي من القرويين البدو الذين اعتدوا على دير أبو فانا في 2008، ولا هؤلاء الذين قاموا في نفس الوقت بإختطاف الرهبان والحاق الإيذاء البدني بهم، وقاموا، حسبما ذكر، بمحاولة إجبارهم على التحول للإسلام. وقد ذكر دعاة حقوق الإنسان أن هذا الحادث هو مثال لنمط سائد حيث تقوم السلطات الحكومية بإعتقال الأقباط في أعقاب الهجمات الطائفية واما تقوم باحتجازهم دون اتهامات أو تهديدهم باتهامات كاذبة وبإنه سيصبح لهم سجل بالشرطة؛ والإعتقالات هي بمثابة اداة لإبتزاز القيادة القبطية لتتوقف عن المطالبة بالمحاكمة الجنائية للجناة ولكي تثني الضحايا و/أو أسرهم عن اللجوء للقضاء لطلب تعويض عن الأضرار. امر النائب العام في عام 2008 بالإفراج عن 25 عضو من أعضاء مذهب الأحباش الإسلامي دون توجيه اتهامات لهم، بما فيهم ثلاثة لبنانيين وكازاخستاني، تم اعتقالهم في 2007 بتهمة العضوية في منظمة غير مشروعة وازدراء الأديان. في يناير 2009، تم الحكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات على 6 أشقاء مسيحيين بتهمة "مقاومة الإعتقال" و "الإعتداء على السلطات". أكد النشطاء الأقباط أنه قد تمت ملاحقة الأشقاء لرفضهم إغلاق المقهى الخاص بهم أثناء شهر رمضان. في عام 2008، حكمت محكمة الجيزة الجنائية على الكاهن القبطي ميتاوس وهبه بالسجن 5 سنوات مع الأشغال الشاقة لقيامه بعقد مراسم زواج قبطي ومتحولة للمسيحية. في ابريل 2009، قامت قوات الأمن الحكومية بهدم مبنى كانت المطرانية القبطية بمرسى مطروح قد اشترته منذ وقت قريب ليستخدم كمركز للخدمات الإجتماعية للأبرشية. امرت الحكومة بإعدام الخنازير الموجودة في البلاد والتي يقدر عددها ب400,000 بدءأ من 1 مايو 2009. بعد تصريح منظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء والزراعة بأن ذبح الحيوانات لن يكون له تأثير على انتشار فيروس A/H1N1، فإن وزارة الصحة قد اقرت، وفقاً لجريدة المصري اليوم وجرائد أخرى، بأن الدولة قد استغلت الانتشار العالمي للفيروس من أجل وضع حد لما أطلقت عليه تربية الخنازير. إعدام الحكومة للخنازير كان له تأثير اقتصادي شديد على العائلات القبطية التي تعتمد على الخنازير وجمع القمامة كمصدر أولي للدخل. في مارس 2009، قام المجلس المحلي بمغاغة، بمحافظة المنيا بهدم جزء من المدافن المسيحية التي تبلغ سعتها 10 فدان، مما أدى لتدمير بعض المقابر. في 2008، قامت السلطات بهدم مبنى قبطي للخدمات الإجتماعية تملكه الكنيسة القبطية بالأسكندرية. هدمت السلطات المحلية المبنى بدعوى انه قد تم بنائه بدون تصريح. في 30 مارس 2010، رفضت محكمة إدارية بالأسكندرية دعوى قضائية تم رفعها بالنيابة عن صبيين ولدوا على الديانة المسيحية الأرثوذكسية ويرغبون في أن يتم الإعتراف بهم كمسيحيين بالرغم من أن والدهم قد تحول للإسلام في عام 2005. إن رفض المحكمة للدعوى القضائية يساند السياسة التمييزية للتغيير القسري للإنتماء الديني للأطفال الذي يسجل في الوثائق الرسمية حين يتحول الأب للإسلام، حتى حين تظل حضانة الأطفال مكفولة للأم. في 27 يوليو 2009، منحت محكمة الأسرة بالقاهرة الحضانة القانونية للطفل آسر اسامة صبري، وهو ابن لوالدين بهائيين، لعمته المسلمة.

في يونيو 2009، أشارت منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إلى تقرير صدر في 2007 لمنظمة Human Rights Watch التي أكدت انه في 2007 كانت هناك 89 حالة لمواطنين مصريين تم تغيير انتمائهم الديني في الوثائق الرسمية رغماً عن ارادتهم، بعد تحول الأباء للإسلام.

رفض مسئولون حكوميون محليون إصدار تصريح لبناء كنيسة جديدة في مركز الأربعين في أسيوط لمدة 13 عاما، بالرغم من صدور أمر رئاسي في 2007 وموافقة وزارة الداخلية على إصدار التصريح. أصدر الرئيس قرارات تسمح للكنائس القبطية الأرثوذكسية في مركز الحمرا باسيوط وبرج العرب بالأسكندرية لبناء كنائس جديدة، لكنهم مازالوا في انتظار صدور تصاريح البناء منذ عام 1997 و1988 على التوالي. قام المسئولون الحكوميون المحليون في محافظة أسيوط بسحب رخصة لبناء كنيسة خاصة بكنيسة الآخوة بعد منح الترخيص في عام 2001. وقد استمرت وزارة الداخلية في منع أعمال تجديد كنيسة يوحنا المعمدان في أولاد الياس، بصدفا، قرب أسيوط، والتي بدأت منذ تسع سنوات. كذلك، منعت السلطات الحكومية تجديد كنائس أخرى، بما فيها كنيسة مار مينا بالقرب من بني سويف، والملاك ميخائيل القبطية في عزبة النخل.


يحقق المسئولون في السفارة الأمريكية في الشكاوي التي يتلقونها فيما يتعلق التمييز الديني الرسمي، كما يناقشون شئون الحرية الدينية مع جهات مختلفة تتضمن الأكاديمين ورجال الأعمال والمواطنين خارج العاصمة.
هذه مقتطفات مختصرة من التقرير الذى يزيد عن 12 الف كلمة بها الكثير من التفاصيل عن الوقائع والأسماء، ولكن هذه التفاصيل العامة تكشف مدى التدهور فى وضع الحقوق الدينية فى مصر ومسئولية الدولة المصرية عن ذلك، واترك القارئ ليتأمل ما جاء فى هذا المقال من حقائق مؤلمة.

مواطنة "الوطنى

جميلة هى

مدحت بشاى

المواطنة".. الكل يتحدث عنها، ويُغازل طلعتها البهية، ويُعدد محاسنها.. ويأتى فى مقدمة من يتبون فكر وقيم المواطنة الحزب الوطنى الديمقراطى.. الحزب الحاكم فى مصر المحروسة.. على صفحات الموقع الرسمى للحزب، وفى إطار التعريف بمبادئ وركائز الحزب حديث عن المواطنة فيه:

يلتزم الحزب بمبدأ المواطنة كأساس للمساواة التامة فى الحقوق والواجبات بين جميع المصريين، بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو الأصل أو الجنس، ويؤكد الحزب على تمسكه واعتزازه بالوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.

ينطلق الحزب من رؤية وسطية تتفق مع توجهات أغلبية المصريين، وهى وسطية إيجابية تقوم على قيم المبادأة والمشاركة والسعى للتغيير، ورفض التطرف وتبنى مواقف تتسم بالاعتدال فى العمل على تحقيق التحول الإجتماعى والاقتصادى والسياسى، وذلك فى إطار الحفاظ على التوازن بين مصلحة الفرد والمجتمع.

يسعى الحزب إلى ضمان احترام الحقوق الأساسية للمواطنين بكل فئاتهم مثل الحق فى الحياة الآمنة والحرية والمساواة أمام القانون، والحق فى الملكية والعمل والتعليم والرعاية الصحية واحترام الحياة الخاصة والمشاركة السياسية، وحرية الفكر والتعبير.

كلام جميل.. ما أقدرش أقول حاجة عنه، ولكن أسأل وأتصور أن يشاطرنى السؤال كل من تعرف على المواطنة فى ظروف أحسن من كده بعض ما تسمح به مساحة المقال، وذاكرة كاتب السطور:

أين كان الإيمان بقيم المواطنة عندما تم الاكتفاء من جانب الحزب باختيار 10 مرشحين أقباط فقط من بين مئات تقدموا لحزبهم لترشيحهم فى انتخابات 2010؟!

وأين كانت المدعوة "المواطنة" عندما أهان عضو بارز فى الحزب ومجلس الشعب زميلته تحت قبة البرلمان بسيل من العبارات المؤسفة، واختتمها بعبارة ضد المواطنة "أنت مالك.. أنت مسيحية" فى فرز طائفى مقيت، وفى واقعة أخرى فى مواجهة مع زميلة أخرى عضوة المجلس القومى لحقوق الإنسان "اخرسى.. أنت كاذبة".. وأيضاً تحت قبة البرلمان، وكانت المكافأة تجديد الثقة فى عضوها ودعمه فى انتخابات 2010... وأين المواطنة؟!

أين رموز الحزب وقياداته، وغياب دورهم التشريعى لسد منابع الفتن الطائفية عبر دفع المجلس لمناقشة وسن قوانين تجمدت فى ثلاجته العتيدة، وجميعها داعمة للمصونة "المواطنة" مثل قانون لبناء دور العبادة، وقانون الأحوال الشخصية للمسيحيين، وآخر لمناهضة التمييز.. إلخ ؟!

يا ترى كان فين الحزب عندما ألقى الأسقف بيشوى والداعية العوا فى نهر العلاقة بين الناس فى بلادى سموماً قاتلة للمواطنة، دون وقفة ودون مطالبة بالمحاسبة العاجلة؟!
وأين كانت اللى اللى بيسموها "المواطنة" ودور الحزب فى دعم ثوابتها، عندما أخطأ كاهن دير مواس وأسقفه وإحداثهما لشرخ فى جدار المواطنة بإثارتهما الجماهير بمعلومات لم يتبينا حقيقتها، وعلى الجانب الآخر كانت تلك المظاهرات الرذيلة التى قام بها شباب غاضب لا يريد تصديق مؤسسة الأزهر العتيدة بأن كاميليا لم تتقدم لإشهار إسلامها أصلاً، واستمروا فى توجيه الإهانات لرمز دينى كالبابا شنودة الثالث عبر سلوك متعصب طائفى كريه.. فينك يا مواطنة، وفينك يا حزب الأغلبية؟!

أين كان الحزب وتفعيله لمبدأ المواطنة إزاء أحداث العمرانية، لماذا لم ينبه أحد محافظ الجيزة، ورئيس حى العمرانية بالقيام بتشغيل أجهزة الكمبيوتر الحكومية لديهما، والتواصل مع شبكة الإنترنت والدخول على موقع المحافظة لاكتشاف معلومة أن حى العمرانية به أربعة كنائس أرثوذكسية فقط فى مقابل 360 مسجد أى بنسبة 1 إلى 90، فهل تلك نسبة معبرة عن واقع الوجود المسيحى فى ذلك الحى؟!

لماذا خيب الحزب آمال الناس حتى من بين مقربيه، وبعض الأعضاء عبر كل عمليات التحضير والممارسة فى انتخابات 2010، فكان الحصاد الخاسر فى البعد عن المواطنة، كأساس للمساواة التامة فى الحقوق والواجبات بين جميع المصريين، بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو الأصل كما تؤكدون فى أدبياتكم؟!

أسأل الحزب وحكومته الذكية، أما من وقفة مع النفس لقراءة تبعات وأبعاد ما يتم طرحه من أفكار وتصورات فى الشارع المصرى لمفاهيم المواطنة، وتطبيقاتها فى الواقع الاجتماعى والاقتصادى والسياسى والوطنى.

فى الذكرى الـ62 للإعلان العالمى لحقوق الإنسان.. "المواطنون" ما زالوا يعانون "التمييز العنصرى" و"الفقر" و"الجوع" و"الأمية".. ومراكز حقوقية تطالب بإقرار

الجمعة، 10 ديسمبر 2010 - 20:49

الاجئين والمعتقلين السياسيين والفقر والجوع فى العالم - صورة أرشيفية الاجئين والمعتقلين السياسيين والفقر والجوع فى العالم - صورة أرشيفية

كتب رامى نوار

Bookmark and Share Add to Google

يصادف اليوم، الجمعة، الذكرى الثانية والستين للإعلان العالمى لحقوق الإنسان، لكن ما زال المواطنون فى معظم بلدان العالم يعانون العديد من المشاكل، وعلى رأسها قضايا اللاجئين والمهجَّرين والأسرى والمعتقلين السياسيين والإداريين، والتمييز العنصرى، والفقر، والجوع، والأمية، والمرض.

ووسط احتفالات منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الحقوقية فى دول العالم، طالب "ائتلاف مراقبون بلا حدود" ومؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان القادة والرؤساء والحكومات العربية بضرورة تبنى مشروعات الإصلاح التشريعى فى مجال حقوق الإنسان بصورة جادة ووضع إستراتيجيات جديدة لتحسين حالة ومناخ وأوضاع حقوق الإنسان بصورة تلبى متطلبات الشعوب العربية بعد دخول الميثاق العربى لحقوق الإنسان حيز التنفيذ وتشكيل لجنة من الخبراء العرب المستقلين لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان فى المنطقة.

ودعا الائتلاف الحكومة المصرية إلى تنفيذ حزمة من الإجراءات التشريعية والتنفيذية لتحسين حالة حقوق الإنسان فى مصر تشمل التزامها بتطبيق تعهداتها البالغة 145 توصية التى وافقت عليها فى ملف مصر بالمجلس الدولى لحقوق الإنسان بجنيف وتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخل المجتمع المصرى وزيادة تقديم الخدمات فيها.

وطالب الائتلاف بإصدار قوانين دور العبادة الموحد ومنع التمييز وحرية تبادل المعلومات وحماية حقوق المعاقين وقانون جديد لحق التظاهر والتجمع السلمى وتعديل قانون العقوبات لتغليظ عقوبة التعذيب للمتهمين والسجناء إلى 25 عاما، مشددا على ضرورة تحسين وسائل المعيشة والرعاية داخل المؤسسات العقابية وإنشاء منصب قاضى إشراف التنفيذ على العقوبة بالسجون على أن تكون تبعيتها إلى وزارة العدل بدلا من وزارة الداخلية واستمرار التفتيش الدورى للنيابة العامة على أماكن الاحتجاز وأقسام الشرطة وتطبيق الحدود الدنيا لحسن معاملة السجناء بها التى حددتها الأمم المتحدة .

كما دعا الائتلاف، الحكومة المصرية إلى الإلتزام بتطبيق الاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها وتقديم التقارير عنها للجان الأمم المتحدة فى مواعيدها وتنفيذ ملاحظاتها لإثبات جديتها فى مجال احترام تعهداتها والتوسع فى التعاون مع اللجان المتخصصة فى مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ودعوة المقررين الدوليين الخواص لزيارة مصر بصفة منتظمة وتغيير أسلوب إهمال دعوة بعضهم المستمرة منذ سنوات طويلة بسبب مبررات واهية وغير منطقية وتنفيذ الحكومة المصرية للخطة القومية المؤجلة منذ 4 سنوات داخل إدراج مجلس الوزراء لزيادة دور الأجهزة الحكومية والوزارات فى حماية حقوق الإنسان وإنشاء إدارات متخصصة لها بجميع الوزارات.

ومن جانبه، أكد المركز الفلسطينى للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)، أن الشعب الفلسطينى لا زال يرزح تحت نير آخر احتلال على أرض المعمورة، حيث لا زالت حقوقه الإنسانية تنتهك وتمتهن كرامته بشكل يومى، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنين، مشددا على أن الصحفيين يتعرضون إلى انتهاكات مستمرة أيضا، حيث رصد المركز، 173 انتهاكا لحرية الصحافة خلال العام الماضى، منها 97 انتهاكا ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنين بينما ارتكبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة 76 انتهاكا، ووفقا لرصد المركز للانتهاكات هذا العام فان العدد يزيد عن مائتى انتهاك، الأمر الذى يشير إلى تصاعد ملحوظ فى الاعتداءات على الصحفيين، ويثير المزيد من القلق على سلامتهم وقدرتهم على تغطية الأحداث.

ودعا المركز، إلى احترام حرية الرأى والتعبير فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، والمكفولة فى المادة 19 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، والقانون الفلسطينى الأساس، وتمكين الصحفيين من العمل بحرية وأمان، كما دعا إلى إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين.

ثمن تنظيم المونديال بقطر كتبها جريدة البشاير الخميس, 09 ديسمبر 2010 04:

في أجواء من الفرحة الغامرة حصلت دولة قطر على أحقية تنظيم كأس العالم "المونديال" 2022م ؛ إلا أن موقع "حكاية كاميليا" يتسائل: ما هو ثمن الفوز بهذه الفرصة ؟!

وما هو ثمن تنظيم غيرها من الفعاليات العالمية والسياسية والإعلامية التي تشترك فيها قطر ياترى ؟

فيما يبدو وكأنه ثمن الحصول على المونديال قامت حكومة دولة قطر ـ التي لا يوجد من مواطنيها نصراني واحد ـ ببناء كنيسة كاثوليكية على أطراف العاصمة الدوحة منذ سنتين؛ كما وافق حاكم قطر أيضا على إقامة خمس كنائس لطوائف مسيحية أخرى، يجري العمل بها حالياً؛ بتكلفة إجمالية تقدر بمائة وستين مليون دولاراً !!


حيث تبرع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني شخصيا بالأراضي اللازمة لإقامة الكنائس!! علماً أن قطر لا يوجد من بين مواطنيها نصراني واحد ، بينما تصل نسبة تعداد الأجانب إلى 70% من سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة، منهم حوالي 510 ألف مسيحي متعددي الطوائف

حيث يمثل الفلبينيون وغيرهم من الأسيويين الكاثوليك أكثر من 90% منهم!!

وتقول تقارير أن أكثر من مائة ألف مسيحي ـ كلهم من المغتربين ـ

سيحتفلون بما يسمى بـ "عيد الفصح" القادم في الكنيسة التي أطلق عليها "السيدة العذراء" والتي لن تعلوها أية مظاهر صليبية في الوقت الراهن؛ لرفض جموع الجماهير المسلمة لموضوع الكنيسة جملة وتفصيلاً؛
التي تحوي بها 2700 مقعداً كما تضم ستة أقسام رئيسية:

فقسم منها أعد لإقامة رجال الدين بالإضافة إلى قاعات للصلوات والمؤتمرات ومكتبة!!


وقد أعرب كاهن الكنيسة الجديدة "توماسيتو فينيراسيون" عن امتنانه للسطات القطرية حيث اعتبر أن افتتاح الكنيسة حدثاً هاماً للجالية كلها.

وعلى صعيد دول الخليج الأخرى، توجد في البحرين أقدم كنيسة أسسها المرسلون الإنجيليون الأمريكيون، وهي الكنيسة الإنجيلية الوطنية البروتستانتية التي يعود تاريخ إنشائها إلى 1906م

أما الكويت، ففيها نحواً من عشرة كنائس تقريباً، بينها مجمع كنائس في قلب العاصمة الكويت تم ترميمه مؤخرا، بينما لا يوجد من بين مواطنيها إلا حوالي مائتي كويتي مسيحي غالبيتهم من أصول عراقية وفلسطينية، بينما يصل عدد مواطني الكويت حوالي المليون نسمة!!



إلا أن تعداد الوافدين النصارى يلغ حوالي 400 ألفاً.


أما الإمارات العربية المتحدة فيوجد على أراضيها عدة كنائس,


وفي سلطنة عمان يمارس عشرات الآلاف من النصارى من مختلف الطوائف شعائرهم في كنائسهم الخاصة.


ويعد قرار قطر الأخير تشديداً للحصار والضغط السياسي والإعلامي على المملكة العربية السعودية التي لم يتبق غيرها في دول الخليج كدولة إسلامية لا تسمح ببناء الكنائس

سقطات جريدة الأهرام

بقلم: القمص أثناسيوس جورج
تحوَّلت جريدة الأهرام من غرّاء إلى صفراء٬ فتضمَّنت في صفحتها الثانية يوم الاثنين ٦ ديسمبر ۲٠۱٠، مقالة صفراوية بعنوان "أقباط ۲٠۱٠"٬ والتي جاءت محشوَّة بالكراهية العمياء.. معجونة بماء قلة الحياء.. مطبوخة بنار الغل والخداع. وهي تأتي في إطار الاضطهاد الإعلامي للأقباط والتحريض عليهم بلا أية كوابح ضميرية.

ففي زمن السحابة السوداء، تصدَّرت الصحافة الصفراء التي تنشر الاتهامات والمغالطات بلا قرائن ولا أدلة٬ جاءت كلمات كاتب هذه المقالة المغمور كاللحّامين الذين يَهْوُون بسواطيرهم وسكاكينهم على الذبيحة فيقطّعون من لحمها ما يقطّعون٬ ويتركون عشوائيًا على الطاولة ما يتركون٬ وأياديهم ملوَّثة بالدماء المهدورة.

لقد اختلت الموازين، وقام هؤلاء الأنصاص بالتعدي على ملايين المواطنين بسبب ديانتهم وعقيدتهم، وتطاول الجُهّال وكل من هبّ ودبّ على ايماننا وتاريخنا ورموزنا. فما جاء في تلك المقالة المسمومة مسروق من كتاب "قذائف الحق– للشيخ الغزالي"، والمطبوع في سنة ٬۱٩٧٤ وهي أفكار ملفَّقة وأسطوانة مشروخة تنُم عن نفوس مريضة٬ ندعو الله أن لا يزيد مرضها، بل يشفيها. فهو وحده عنده الحساب آجله وعاجله٬ ولا يخفى عليه شيء؛ إذ أنه غير غافل٬ بل عيناه تخترقان أستار الظلام٬ وهو يجازي الأردياء المتكلمين بالشرور والأكاذيب.

لقد اتخذت الصحافة السائبة من الإثارة والتحريض منهجًا٬ الأمر الذي ليس بجديد على جريدة الأهرام التي فبركت الصور إياها، والتي تضم بين كُتّابها الملفّقين والمزوّرين، حتى فقدت مصداقيتها بعد نشرها لهذه الفيروسات الفكرية (أكاذيب ومغالطات– هجوم وتكفير ومطاعن– ازدراء بالعقيدة المسيحية– تحريض). وهكذا يُفترى علينا من حناجر كالقبور المفتوحة٬ ومن الألسنة الماكرة التي سُمّ الأفاعي تحت شفاهها٬ ومن الأفواه المملوءة لعنة ومرارة٬ ومن الأرجل السريعة إلى سفك الدماء٬ ومن الذين طريقهم الخيبة والانكسار٬ ولم يعرفوا السلام٬ وليس خوف الله أمام عيونهم.

كان بالأحرى أن تحرص الجريدة على مكانتها٬ فلا تعيِّن صحفيين من أنصاف المتعلمين؛ حيث أن كاتب المقالة المغمور يجهل أن المسيحيين المصريين قدماء في "مصر" بعد الأهرامات مباشرة٬ وإنهم من أخلص أبناء "مصر" الأوفياء٬ وأن حبهم لبلدهم وولاءهم لها، جزء لا يتجزأ من عقيدتهم، وأن شِعار كنيستهم لا يتضمن سيوفًا أو أسلحة٬ وإنهم شعب طيّب مسالم٬ وإلا ما كان حالهم كذلك. وأن قانون سلوكهم أن لا يجازوا عن شرّ بشرّ٬ وعبادتهم تُبنى على محبة القريب والبعيد٬ بل والعدو. كذلك يجهل الكاتب أن المسيحيين صُنّاع سلام (طوبى لصانعي السلام)٬ وأنهم لا يستقوُوا إلا بالله٬ لأنه مكتوب: "الإتكال على الله خير من الإتكال على الرؤساء".. وأنه "ملعون كل من يتكل على ذراع بشر".

ولم يعرف هذا المغمور أن بطريرك الأقباط شخصية عريقة مقتدرة في الفعل والقول. وأن رسل الكنيسة وآباءها لم يكونوا جبناء انهزاميين. وأن الأقباط لهم حقوق ومطالب٬ لا كفئة ولكن كمواطنين مصريين. وهم لن ينحنوا أمام محاولات التركيع والضغوط والأسلمة٬ وبوابات الجحيم مجتمعة لن تقوى عليه.. كذلك ليس الأقباط بحاجة لمن يمنحهم صكوك المواطنة.. وكفا مهاترات٬ وليستدّ كل فم.

رحم الله "سليم" و"بشارة تكلا" مؤسسو جريدة الأهرام؛ لأنهما لو كانا حييْن، لَما كتب هذا المغمور جعجعته٬ ولما كان حال الأهرام في ۲٠۱٠ كذلك

اسامه سرايا رئيس تحرير الاهرام يكتب مقال اعتذارا لقداسة البابا

كلمة واجبة

متي تنتهي حكايات الأغلبية والأقلية الدينية في مصر؟ متي نكف عن التفكير بالفئة‏..‏ نعمم فيها سلوك أفراد علي مجموعات كبيرة من الناس؟ ومتي ندرك حقيقة التاريخ والجغرافيا‏,‏
وهي أن مصر بلد يسع علي أرضه جميع المصريين‏,‏ بل ومن يحبهم‏,‏ ويحترم تقاليدهم ودياناتهم وقوانينهم وثقافتهم؟
ليس مصريا خالصا كل من يصنف المصريين علي أساس المعتقد أو العرق أو الجنس‏,‏ طلبا لفتنة لاتصيبن فقط الذين اجترأوا علي أمن هذا الوطن ومصالحه‏.‏ مؤامرات خارجية وبقايا قبلية دينية لاتزال تعمل بيننا‏,‏ تشعل فتيل الأزمات كلما أصابها الرشاد والعقل‏,‏ وانحسرت إلي مكانها الطبيعي‏.‏ مقالة قصيرة نشرها أحد الزملاء في الأهرام حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة العمرانية سفحت دماء شابين مصريين‏.‏ حملت كلماتها بعض تجاوزات جاءت من باب الاجتهاد والخوف أن تتكرر الأخطاء وتشتعل الأزمات
أثارت هذه المقالة بعض إخوة الوطن فتوالت ردودهم غاضبة وشديدة الانفعال‏.‏ بعضها كان من أجل مصر التي احتضنت أبناءها من المسلمين والمسيحيين منذ أزمان بعيدة‏,‏ وبعضها راح يجتر مشكلات عالقة‏,‏ وبعضها وجدها فرصة للتذكير بأحداث كان صانعوها أفرادا أو جماعات صغيرة هنا وهناك‏.‏
وأقدر جيدا كل الردود التي تلقيتها‏.‏ وكنت أتمني لو أن الأمر ظل في حدود ماوقع في شغب العمرانية من أخطاء وخروج علي القانون ومحاسبة الذين أشعلوه‏,‏ ولكن شيئا واحدا فقط جاء بي إلي الكتابة في هذا الموضوع‏,‏ وهو ما يتعلق بقداسة البابا شنودة الذي عرفته منذ سنوات طويلة‏.‏
سنوات ربطت بين رجل علم وثقافة ودين من طراز رفيع‏..‏ وطني يحتل مكانته بين أبرز الوطنيين المصريين المعاصرين‏,‏ وبين مؤسسة الأهرام التي تعمل من أجل وطن يسع الجميع حبا وتسامحا وسعيا من أجل حياة أفضل لجميع المصريين‏..‏ لم تكتف الأهرام يوما بأفكار البابا شنودة تنطلق من صفحاتها إلي القراء في كل أنحاء العالم‏,‏ وإنما دعته مرات ومرات إلي فعالياتها‏..‏ يناقش ويحاور حول قضايا الوطن‏.‏ في قاعات الأهرام وقف قداسة البابا يتحدث عن مشكلات مصر التي تعترض سبل تقدم المصريين‏..‏ تحدث عن خطيئة الأمية في مصر‏,‏ وهي الأرض التي أهدت البشرية أول أبجديات الكتابة
وفي القاعات ذاتها وقف قداسته يشرح ويناقش مشكلات التكدس السكاني في مصر ويبسط للجميع رؤيته الدينية والاجتماعية والاقتصادية لأبعاد أخطر مشكلات مصر‏.‏ كان حديثه في كل المرات يفيض وطنية مصرية تسكن أعماقه‏.‏
لقد أثبت البابا شنودة في كل موقف أنه أكبر من صفحات يحملها التاريخ القبطي الكنسي‏,‏ وإنما هو أيضا صفحات في ملحمة الوطنية المصرية حربا وسلاما‏.‏ وقف ضابطا في ميادين العسكرية المصرية‏,‏ ومثل كل المصريين درس الشعر وقرضه وأبحر في التاريخ العريض لأمته‏,‏ وأمسك بأطراف ثقافة بلاده‏,‏ وعرف ثقافات المحيطين بها‏.‏ بكل تلك المقومات الثقافية والوطنية ولي أرفع المناصب الدينية القبطية‏,‏ فكان مدرسة في الوطنية القبطية‏,‏ رافدا يدعم الهوية الوطنية المصرية‏.‏ هو أرفع قدرا وأعظم تاريخا من أن ينال منه مغرض‏.‏ فالرجل بفكره وثقافته وسماحته ووطنيته ملك للمصريين جميعا‏,‏ وعطاء من عطاءات أرضها للحاضر والمستقبل‏.‏
في حرب أكتوبر كان بردائه الكنسي يتفقد جبهة القتال‏,‏ حيث المصريون وقوف في أشرف معركة‏,‏ وفي المستشفيات راح يلثم وجوه الجرحي من المصريين‏,‏ وفي مقره البابوي راح يكرم الذين جاءوا بالنصر من المصريين أيضا‏.‏ أعلن باسم الأقباط أننا لن ندخل القدس وهي محتلة‏,‏ وقال قولته الشهيرة علي صفحات الأهرام‏:‏ من يريد زيارة الأماكن المقدسة فعليه أن يزور مصر التي باركها الله‏.‏ وقف طوال تاريخه في وجه أي محاولة للتدخل الأجنبي من باب الأقلية القبطية المزعومة‏.‏
إن تاريخ ومكانة قداسة البابا شنودة أرفع كثيرا من شغب ينشأ هنا أو هناك بأخطاء نفر قليل من المصريين أيا ما كانت عقيدتهم‏.‏ ومثل البابا شنودة لايخضع لتقييم فرد مهما بلغ قدره‏,‏ ومهما كان رأيه‏,‏ وأحسب أن البابا نفسه يعلم ذلك في ظل الظروف التي نعيشها‏.‏ فالأجيال العريضة من المصريين هي وحدها التي تقول كلمتها في رجل بمثل قامته‏.‏ فكم اجترأت أقلام علي رموز دينية إسلامية رفيعة‏,‏ وكم اتهم الإسلام بالإرهاب والمسلمون هم أكثر ضحاياه‏.‏ وكم اكتوينا بنيران أطلقها مسلمون بشطط الفكر وظلام التعصب‏.‏ وبمثل عطاء البابا شنودة سوف نتجاوز مكائد البعض وشطط الآخرين‏.‏

عااااااجل نص بيان البابا ضد المقال المنشور بالأهرام

عااااااجل نص بيان البابا ضد المقال المنشور بالأهرام






الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010
السيد نقيب الصحفيين
السيد رئيس تحرير الأهرام
أرسل إليكم بكل أسى تعليقا على المقال المنشور بالأهرام تحت عنوان أقباط ‏2010 بتاريخ 5-12-2010
وهذا المقال المملوء بالمغالطات والأكاذيب والفبركات حول أحداث العمرانية الأخيرة.
ولم يكتف الكاتب بنشر الأكاذيب والافتراءات.. بل دس كلاما خاليا من الصدق فى مقاله.
وأنى غير متعجب بسماح الأهرام بنشر المقال لما للأهرام من سوابق ماضية فى نفس السياق ضد الأقباط وعقائدهم ورموزهم.
وأسرد لكم كم المغالطات الواردة بالمقال المذكور وهى كالآتى:
ورد فالمقال الآتى
أحداث التجمهر والتجاوز والخروج على الشرعية والقانون التى شهدتها منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة الأربعاء قبل الماضى، تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الدلع والطبطبة والمدادية لابد أن تسفر فى النهاية عن مثل هذه الأحداث‏، ‏فيبدو أن البعض قد فهم المواطنة على أنها عدم التقيد باللوائح والضرب بالقوانين عرض الحائط‏،‏ واتخاذ قرارات فردية سواء بالبناء أو الهدم دون الرجوع إلى أى سلطة إدارية أو أمنية فى ظل ضعف عام أو خاص أمام سطوة أبناء العم سام‏! ‏وبخلاف الدهاء فى اختيار التوقيت أستطيع أن أرصد عدة نقاط مهمة حول هذه الأحداث
وأنا أتساءل أى دلع وطبطبة تلك وأى مداده ألم يقل لك أحد إن اثنين من الشباب قتلا فى تلك الأحداث ألم تسمع عن مجزرة نجع حمادى ألم تسمع عن شهداء الكشح والإسكندرية والأقصر وصنبو وديروط ومنفلوط والدير المحرق ومير وغيرهم.
وأى مواطنة تتحدث عنها فى منطقة عشوائية الكل يبنى ويهدم ولا أحد يسأل أو يتساءل من عقارات ومساكن ودور عبادة.
وماذا تقصد بأبناء العم سام.. ألم يقل لك أحد إن قبط مصر مخلصون أوفياء لمصر عاشقون لترابها متغنين بسمائها لا يعرف عنهم خيانتها أبدا.
وأى توقيت تقصد أنت هل هو توقيت كتاباتك للمقال الذى جاء متأخراً قرابة شهر (ما الهدف من نشره الآن) أم أى توقيت تقصد أنت إذن أنت تجيب دهاء من؟
ويكمل الآتى:
‏ ذلك الإعداد المسبق للتجمهر بإشراف رجال دين ونقل الآلاف إلى موقع الحدث بسيارات خصصت لهذا الغرض وغالبيتها من خارج القاهرة، وتجدر الإشارة إلى أن الشابين اللذين لقيا حتفهما خلالها كانا من محافظة سوهاج‏.‏
تقول نقل الآلاف إلى موقع العمل ألم يقل لك إن العمال كانوا فى موقع العمل.. ألم تعلم أن العمال كانوا أقباطاً ومسلمين لأن الأقباط ساعدوا إخوتهم فى بناء المسجد فرد الأحباء إليهم الجميل.
ومن هم الذين من خارج القاهرة؟ أليس ذلك دليلا على أنك لا تعلم ما الذى حدث وكتبت ما كتبت دونما دليل أو بحث.
إن كلفت نفسك لعلمت أن سكان المنطقة تلك صعايدة سكانها من الصعيد وأغلبهم من سوهاج وهم سكان العمرانية وأصولهم سوهاجية.
ويكمل سيادته الافتراءات الآتية..
‏ استهداف الضباط تحديدا من بين رجال الشرطة فى الاعتداءات‏،‏ على الرغم من الدور المتميز للشرطة فى حماية المنشآت الكنسية بصفة عامة‏.‏
‏‏ عمليات التخريب التى طالت ـ بخلاف مؤسسات الدولة ـ ممتلكات وسيارات المواطنين الأبرياء‏،‏ والسؤال المهم الذى أناشد المسئولين عدم تجاهله هو‏:‏ من سيقوم بتعويض هؤلاء؟‏.‏
يا سيد أنت تسكب النار على البنزين.. بلا أى تحقيق هات أدلتك إن السادة الضباط هم المستهدفون وأنا أقول لك كيف تيقنت أنت أن الضباط هم المستهدفون، أعرفت الآن من أين يأتى الدهاء والخبث والمغالطات.
ولسيادته أمر عجيب ألا وهو ...
‏ العدد الكبير من زجاجات المولوتوف التى تم ضبطها مع المشاركين فى التجمهر‏، وهو أمر يطرح العديد من الأسئلة التى طالها نقاش واسع قبل عدة أسابيع حول وجود أسلحة بالكنائس‏.‏
زجاجات مولوتوف وأسلحة بالكنائس ما هذا الخبث؟ وما هذا العبث بأمن البلاد؟ وماذا تريدون أن تفعلوا بالمواطن؟ قال قبلك إن ابن وكيل مطرانية بورسعيد جلب أسلحة واتضح أن كل ما قال هراء وتلفيق ونشرت التحقيقات وأثبت فبركة تلك الأقوال والأخبار المغلوطة.
ونأتى إلى بيت القصيد:
‏ موقف البابا شنودة من الأحداث الأخيرة بعدم استنكارها يظل يثير الدهشة،‏ ويؤكد أن الأمر أصبح يحتاج إلى حسم‏، وكفانا مواقف متخاذلة فى أمور لا يجدى معها التخاذل‏.‏
وفى هذا الصدد أستطيع أن أؤكد أن مصطلحات الطائفية والفتنة الطائفية والمواطنة والاستقواء بالخارج وغيرها لم تتداول على الألسنة ولم تكن تعرف طريقها إلى وسائل الإعلام حتى اعتلى البابا شنودة عرش الكنيسة المرقسية فى عام‏1971، وألقى خطابه العجيب بالكنيسة بالإسكندرية عام‏1973‏ والذى أتى فيه بالبشرى لشعب الكنيسة على حد تعبيره ـ بأن عدد المسيحيين فى مصر سوف يتساوى مع عدد المسلمين عام‏2000 طبقا لخطة شرحها فى خطابه‏.‏
وفى ذلك الخطاب أيضا دعا البابا شنودة إلى طرد الغزاة المسلمين ـ على حد قوله أيضا ـ من مصر‏، وقال ليس فى ذلك أدنى غرابة‏، كما دعا إلى أشياء أكثر غرابة أيضا أربأ عن ذكرها هنا‏.
هذا هو بيت القصيد مهاجمة البابا شنودة وكان المطلوب من البابا أن يقتل الأولاد ويذبحهم.
وأنا أسألك من فضل سيادتك نشر مقال البابا أو محاضرته التى ذكرتها من فضلك أكرر عليك القول انشر المحاضرة سريعا لا تتأخر إن كنت تمتلك ما تقول ؟
سيدى ألم تسأل نفسك سؤالا من أين جاء شعار عاش الهلال مع الصليب؟ ألم يكن هذا لدحض الفتنة الطائفية وعدم السماح بالتدخل الأجنبى وعدم الاستقواء بالخارج وتفعيل حق المواطنة ألم يكن هذا الشعار إبان ثورة 1919 ولم يكن البابا شنودة قد ولد بعد.
وبالتالى وبعد تفنيد ما كتب نحن نأسف بشدة لما كتب ونطلب من الأهرام التوقف عن تلك الأعمال ونطلب من رئيس التحرير والسيد نقيب الصحفيين التحقيق فى تلك المقالة ونطالب الأحرار من أبناء مصر المسلمين والأقباط بإرسال إيميلات وفاكسات لنقيب الصحفيين ولرئيس التحرير للتحقيق فى هذه المقالة
القس لوقا راضى



انا زورت

شائت لى الاقدار ان اشارك فى انتخابات فى احدى الدوائر كما يطلقون عليها ملتهبة مجلس الشعب الاخيرة لمصر المحروسة ليس بصفتى مرشح للعضوبة او انى مواطن ومن حقى ان انتخب لالا بل انى مشرك بصفتى مسؤال عن احدى لجان الانتخاب وكان ذلك ليس برغبتى بل كان من الاوامر الصادرة ليس لى فقط بل لعدد 150 شخصا مثلى تم تجميعنا فجر يوم السبت وتوجهنا الى قسم الشرطة حتى جائت الساعة الثامنة صباحا تم جمع البطاقات الشخصية مننا وتم ادخالها الى قسم الشرطة تمهيدا لتوزيعنا على اللجان بمعدل كل اربعة اشخاص فى لجنة وقفنا وجلسنا فى الشارع المواجه لقسم الشرطة من الثامنة صباحا حتى الساعة السادسة مساءا واقفين كأننا نتتظر الفرج دون مبالاة او اهتمام من اى مسئول سواء حزبى او امنى او حكومى طول الساعات التى قضيناها فى الشارع وكان يتم التنبيه علينا بعدم ترك اماكنا بالشارع حتى يعرف كل من اللجنة المرسل اليها مع زملائه . كان المشهد يذكرنى بأهالى ضحايا العبارة الغارقة السلام 98 فى انتظار استلام جثث زويهم . وتمر الساعات حتى تمام الساعة السادسة مساءا وخرج علينا احد الظباط وفى يده كشوف التوزيع وكأنها كشوف الناجحين فى الثانوية العامة او الناجحين فى قرعة الحج وحدث هرج ومرج مع أنى لا اعرف معنى كلمة مرج ولكن هذا حدث وافاد سيادته عليكم التوجه الى الوحدة المحلية لتسليم انفسكم لتسكينكم والبيات بها وقال ان هناك المكان معد لاستقبالكم حيث اننا كنا فى مكان بعيدا جدا عن مكان سكننا ولا نستطيع ان نذهب الى بيوتنا ونسلم انفسنا لهم صباحا لم نجد مفرا الا ان نذهب الى مقر الوحدة المحلية وفور وصولنا الى الوحدة المحلية اتصل مندوب الامن بها بالسيد عفوا السيدة رئيسة الوحدة المحلية فقامت بالتنبيه على مسئول الامن بفتح مكتبها واخراج السجاجيد المفروشة فى الارض وفرشها فى الفضاء الموجود بالمبنى وقالت هذا كل ما استطيع عمله من اجلكم للمبيت وهذه هى امكانيات الوحدة المحلية فأفترشنا الارض ومرت الساعات ولم نذق طعم النوم وفى الصباح الباكر تم توزيعنا على المدارس اللتى بها لجان الانتخاب وتم تسليمنا بطاقات الانتخاب وتم فتح اللجنة فى تمام الساعة الثامنة صباحا ........ كنا قد سمعنا ان هذه اللجنة قد حدث بها بعض التوترات فى المرحلة الاولى لللانتخابات من تعدى على مسئولى اللجان وارهابهم من قبل مرشح مستقل ومرت الساعات حتى الساعة الثانية ظهرا وهنا بدأت مرحلة جديدة من خط سير العملية الانتخابية .... وردت معلومات الى انصار المرشح المستقل بأن رجال الحزب الوطنى بباقى بلاد الدائرة وعددها 8 بلاد بكل بلد حوالى ثلاثون لجنه قد قام رجال الحزب الوطنى او بألاحرى رجال وانصار مرشح الحزب الوطنى بتقفيل اللجان بالكامل حتى انه يوجد لجان بها 900 صوت قد وضعها بالصندوق 1100 صوت وكثيرا من هذا مما جعل انصار المرشح المستقل فى حالة هياج وعصبية وقام بالهجوم على اللجان الموجودة فى بلدهم والتى نحن موجودون بها وقام عدد من انصار المرشح بغلق الابواب علينا وتهديدنا وارهابنا بالضرب والقتل ان لم نقم بالتزوير لصالح مرشحهم المستقل لم نخرج من بلدهم سالمين وتحت الضغط والارهاب رضخنا لارهابهم وقمنا بالتزوير لصالح مرشحهم كان عدد اللجان فى هذه القرية ثلاثون لجنه بعدد اصوات 25.000 صوت اخذهم المرشح المستق بالكامل ولكن هيهات فأن الحزب الوطنى قد زور لجان ثمان قرى بالكامل لصالح مرشح الحزب الوطنى................ لقد زورت ولكن لم ينجح المرشح المستقل لكفائة وقدرة الحزب الوطنى فى التزوير فانا شاهد عيان للتزوير وكيف زور الحزب الوطنى الانتخابات بالكامل لصالح مرشحيه والذى أكثر من نصفهم او جميعهم لا يستحق ان يمثلنا فى مجلس الشعب فكيف لمرشح نجح بالتزوير يكون ممثلا للامة .

أسامة الآخر


بقلم بلال فضل ٧/ ١٢/ ٢٠١٠

الاختلاف مع الإخوان المسلمين أمر صعب، ليس لأنه سهل أن تختلف مع غيرهم، فالاختلاف مع أى أحد فى بلادنا أمر صعب، كنت أريد أن أقول لك إنك لن تجد أحدا فى بلادنا المنكوبة بنا يتقبل الاختلاف فى الرأى، لكننى أحاول تدريب نفسى على البعد عن الأحكام العامة القاطعة، لذلك سأقول لك إنك ستجد أن الغالبية الساحقة فى بلادنا لا تتقبل الاختلاف فى الرأى حتى لو ادعت أنها تتقبله، وربما أنا نفسى إلى وقت قصير كنت فردا من هذه الغالبية الساحقة، ومازلت، فى مسألة تقبل الاختلاف من «المؤلفة قلوبهم»، أحيانا أقبله وأحيانا أثور وأنفعل وأطيح فيمن يختلف معى وأجد دائما لثورتى مبررات تجعلنى أقرر أننى لم أثر وأنفعل إلا لسبب وجيه.

يوما بعد يوم أحاول تقليل قائمة الأسباب الوجيهة لغضبى على من يختلف معى وهى تقتصر حاليا على التكفير والتخوين والغباء، ومع أن السببين الأولين قاطعان فى توصيفهما، فقد اخترت السبب الثالث مطاطا فى توصيفه لكى يتسنى لى كحيلة دفاعية استخدامه مع أكبر عدد ممكن من الذين يختلفون معى، وأسأل الله أن أتخلص من ذلك قريبا، وإن كنت عندما أتذكر كيف كنت حتى وقت قريب أكثر فاشية وحدة وعنفا، أدرك دائما أن هناك أملا فى أن أصل إلى الدرجة المثالية التى أحلم بها، فيما يخص تقبل الاختلاف مع الآخرين.

مشكلة الاختلاف مع الإخوان المسلمين أنك تختلف مع أناس يعتقدون أنهم على الحق ويتعرضون للقمع فى الوقت نفسه، لذلك يصبح تقبلهم للاختلاف أمرا أقرب إلى الاستحالة، فهم يتعاملون مع من ينتقدهم على أنه رجل صاحب أجندة خفية يؤدى خدمات لمصلحة أجهزة عليا أو لأنه يكن كراهية للفكرة الإسلامية، وإذا حدث وكان من ينتقدهم من داخلهم فهناك تهمة شائعة له بأنه تعرض لـ«فتنة» جعلته يشق عصا الجماعة ويستجيب لشهوة النقد وغية الاختلاف، وربما يتقبلون منه أن ينتقد الجماعة سرا فى داخل صفوفها، أما إذا قرر أن يخرج هذا الاختلاف إلى النور فهو بذلك يعين أعداء الجماعة عليه، ومصيره النبذ من أفرادها معنويا وعاطفيا حتى لو لم يكن ذلك بتوجيهات عليا من القيادة التى يمكن أحيانا أن تفرمل قرارات قمع المختلفين معها تغليبا للمصلحة العامة للجماعة.

أذكر أننى منذ أشهر استضفت الباحث المتميز الأستاذ حسام تمام لأناقش كتابه المهم (مع الحركات الإسلامية فى العالم) الصادر عن مكتبة مدبولى، الذى يقدم مراجعات نقدية مهمة لعدد من الحركات الإسلامية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين يقدمها باحث جاد ومجتهد، قيمته فى استقلاليته وعدم كونه محسوبا على أحد، وبرغم جدية النقاش الذى دار بيننا فإننى فوجئت بعدد من الإيميلات والرسائل يمكن تقسيمها إلى أكثر من مجموعة، الأولى تحذرنى من عذاب الله لأن لحوم الإخوان مسمومة، فهم أناس يعملون من أجل الإسلام، ومجموعة ثانية تسألنى لمصلحة من يتم عرض هذا الكتاب و«اشمعنى دلوقتى بالذات»، وثالثة تسألنى عن طبيعة علاقتى الخفية أنا وحسام تمام بالأجهزة الأمنية، ورابعة تحكى لى عن القمع المحزن الذى يتعرض له الإخوان وأسرهم،

وكل تلك الرسائل والتعليقات كانت تقريبا نسخا من الرسائل والتعليقات التى جاءتنى قبل سنين، عندما كتبت مقالا فى صحيفة الدستور بعنوان (الإسلام هو الحل.. الإخوان هم المشكلة)، وهى تقريبا الرسائل نفسها التى جاءتنى منذ يوم الثلاثاء قبل الماضى بعد أن نشرت فصلا صغيرا من كتاب الإخوانى الشاب أسامة درة (من داخل الإخوان أتكلم)، بعنوان (باتمان والجوكر) يتبنى فيه أسامة فكرة، مفادها أن الإخوان بحرصهم على العمل السياسى الذى يرفع شعارا دينيا يقدمون أكبر خدمة للحزب الوطنى ويسيئون إلى الإسلام من حيث يظنون أنهم قد أحسنوا، والمصادفة أنه كتب هذا الكلام قبل سنة أو أكثر من مشاركة الإخوان فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية والتى لن يعترفوا للأسف الشديد بأنها جاءت خطأ بكل المقاييس بل سيستمرون فى المكابرة متبعين المنهج الحكومى نفسه ومصممين على القول بأن المشاركة التى خذلوا بها رجلا مخلصا وواعيا مثل الدكتور البرادعى أدرك بواخة الفيلم من زمان وقرر أن يحترم نفسه ولا يشارك فيه.

للأسف وجدت أن عددا من الرسائل الغاضبة التى جاءتنى لم تنتبه أساسا إلى أن أسامة فرد من الإخوان يحبهم ويعتز بهم ويتمنى لهم الخير، ومع ذلك فهو يرى أنهم يضرون مصر ويسيئون إلى مبادئهم بعملهم بالسياسة بهذا الشكل الذى لا يفيد أحدا إلا الفاسدين والظلمة، لن أشير إلى هذه الرسائل فأنا أقدر الظروف النفسية التى كتبت فيها، خصوصا فى ظل ما يتعرض له الإخوان من قمع أمنى تمارسه الدولة بسعادة شديدة لأنه يزيدها رفعة وعلوا فى أعين المجتمع الدولى المرعوب من الفزاعة الإسلامية.

فقط اخترت من بين كل الرسائل التى جاءتنى رسالة لشاب من الصعيد اسمه أسامة رشدى لأنه قرر أن يمارس الاختلاف فى الرأى بشكل محترم، ويبتعد عن الاتهامات الشخصية ويناقش صلب الفكرة التى وردت فى كلام أخيه الدمياطى أسامة درة، وإن كان لم يستوعب ما فى كتابة أسامة الفنية من خيال محلق، فإن ذلك لا يعيبه بقدر ما يكشف عن اختلاف المدخلات الثقافية لكل من الاثنين، وكيف أنتجت كل منها طريقة تفكير مختلفة، وأتركك لقراءة الرسالة التى تحتم علىّ الأمانة نشرها كما جاءتنى، على أمل أن تتاح مناقشة فكرتها الأساسية فى وقت مقبل بإذن الله.

«... أنا أدعى أسامة أيضاً شاب فى السابع والعشرين من العمر وأتشرف بالانتماء لـ(الإخوان المسلمون). أقرأ كلام الأخ (أسامة درة) لأول مرة، وأثارت فكرته عن الصراع بين الدولة والإخوان إعجابى. ولكن عندما انتهيت من القراءة خرجت مشتتاً، فلقد أحسست بعدم وضوح فى رؤية الأخ أسامة، هل يرى أن الخطأ يكمن فى فكر الإخوان نفسه الداعى لحل مشاكلنا عن طريق العودة لتطبيق النظام الإسلامى فى شتى مناحى الحياة مرة أخرى، أم تراه فى الأساليب التى ينفذها الإخوان لنشر فكرهم؟. تفكرت جيداً فى منطق الأخ أسامة الذى يرى – أو يتساءل – أن فكرة الإخوان – أو ربما الطريقة التى ينفذون بها الفكرة – ذاتها هى السبب فى استجلاب العداء مع الأنظمة الحاكمة كلها. وهى السبب فى استمرار الظلم والعداء من جانب الدولة. ضارباً بـ«باتمان والجوكر» مثالاً لما عليه الحال بين الإخوان والنظام الحاكم.

نعم، لم أشاهد فيلم (فارس الظلام)، ولكنى أدعى فهم المثال الذى ضرب من سابق معرفتى وقراءتى لقصص باتمان عندما كنت صغيراً، لكن المثال نفسه ليس صحيحاً، فأنا أزعم أنه لولا الجريمة لما كان هناك داعٍ لظهور باتمان، ولو اختفت الجريمة لما كان هناك سبب لوجود باتمان. إن باتمان ككل أبطال القصص الخارقين، لا قيمة ولا معنى لوجودهم إلا بوجود ما يستدعى ظهورهم. إن المنطق الذى كتبت به الفكرة معكوس تماماً، فكيف يمكننا أن نلوم باتمان – الذى يمثل جانب الخير – لأن هناك عدواً، بالتأكيد، لا ينتمى لجانب الخير ولا يريده، يريد أن يعيث فى الأرض الفساد وكل ما يمنعه ويقف فى طريقه هو باتمان وذكاؤه والتقنية المتقدمة التى يستخدمها، وبالتالى فإنه يستجمع كل قواه ويبتكر ويتفنن فى كيفية إيجاد الطريقة المثلى للقضاء على باتمان حتى يتسنى له أن يفسد فى الأرض. فأى منطق هذا الذى تلام به قوى الخير لتصديها لقوى الشر؟

ثم نأتى للسؤال: لو لم يكن هناك باتمان، هل كان يمكن أن تصبح الأمور أسوأ؟.. وهل هناك ما هو أسوأ؟. وللجواب يكفينا أن نتخيل مدينة جوثام دون باتمان. فى الحقيقة لا أستطيع تصور حال المدينة عندما يظهر فيها الجوكر وباتمان ليس له وجود. إن المقولة التى تدعى أن الجوكر هو نتيجة وجود باتمان هى خاطئة بكل تأكيد، فالجوكر كان لابد له من الظهور، وعدم وجود باتمان لم يكن ليؤثر فى شىء من حيث ظهور الجوكر من عدمه. وليس ذنب باتمان أنه يستخدم كل ما أوتى من قوة ليحارب الجوكر، ومن ثم يأتى رد فعل الجوكر فى نفس قوة باتمان وربما أكبر ليتخلص منه.

وإلا فإن المطلوب من باتمان هو أن يقبع فى مخبأه راضياً بما يقع من الجريمة والفساد، رافضاً التدخل وإحقاق الحق والقبض على المجرم مخافة أن تشتعل النار التى ستأتى دون شك نتيجة المواجهة بين الخير والشر. إن الجوكر مجرم ظهر ولا أحد يريده، لكن باتمان بطل نذر نفسه للخير ومكافحة الجريمة، ويكفى النظر لبداياته ونشأته لمعرفة سبب وجوده فهو لم يسخر أمواله وقواه لمحاربة الشر إلا بعد رؤيته لمقتل والده أمام عينيه صغيرا.

إن الخير لا يتبرع دائماً بإدخال قوة مفرطة «غير ضرورية» هكذا من تلقاء نفسه ودون مبرر، بل يستلزم ذلك وجود شر يملك القوى التى تستدعى استنفار طاقات الخير فى المجتمع لمجابهته. إن فيلماً – أؤكد لم أشاهده – لا يمكن أن يكون بطبيعة الحال حكماً على الواقع. بل دعونا ننظر بعين الواقع لعالمنا. إن الأصل فى ظهور الدعوات الإصلاحية هو وجود الفساد. ودعوة «الإخوان المسلمين» الإصلاحية لا يمكن لها أن توجد وأن تكون لها قيمة لو لم يوجد الظلم والفساد حتى تتصدى له، وإلا فإنها تفقد قيمتها ومعناها ويهجرها الناس من تلقاء أنفسهم. والإخوان لا يرجون ولا يتمنون الصراع ولا الصدام مع النظام الحاكم ولا المجتمع. ولكن ماذا تنتظر من نظام ديكتاتورى مستبد يفرض نفسه على المجتمع بشتى أساليب القهر والترهيب، فينشأ الصدام الذى لابد له أن يكون ليميز الله الخبيث من الطيب ويميز الناس الخير من الشر.

ثم دعنى أتساءل: هل هذه الأنظمة الحاكمة تتعامل بهذه الطريقة القاسية التى تتخذ طبيعة الصراع الحاد والعنيف مع الإخوان فقط؟ الإجابة هى: لا بكل تأكيد. فماذا عن الجمعية الوطنية للتغيير وما أثير مؤخراً عن زرع أجهزة تنصت؟ وماذا عن شباب ٦ أبريل والقبضة الحديدية والاعتقالات التى يقابلهم بها النظام؟ وماذا عن مجموعة ٩ مارس لاستقلال الجامعات وتجنيد البلطجية لإرهابهم وإرهاب الطلبة؟ وماذا عن المعارض «د. أيمن نور» والعمل على إنهاء مستقبله السياسى وتدميره؟ وماذا عن د. «البرادعى» وحملات التشويه شبه المنظمة التى يتعرض لها؟ وماذا عن الصحفى الحر «إبراهيم عيسى» والإعلامى الجرىء «حمدى قنديل» وغيرهم وغيرهم.... ما الذى يملكه النظام لكل من يتجرأ ويقول لا أمامه سوى الإرهاب والقبضة الحديدية؟!! إنها اللغة الوحيدة التى يفهمها نظام ديكتاتورى يستمد قوته من عسكره، ويستميت فى البقاء على الكرسى (حتى آخر نفس).

إن العيب ليس فى الإخوان لأنهم ينطلقون من منطلق إسلامى بحت ويرفعون شعار (الإسلام هو الحل)، بل العيب فى نظام ارتأى أن تداول السلطة بطريقة سلمية من المحرمات، مهما كانت أفكار ومنطلقات الذى يطالب بذلك (إسلامى، ليبرالى، اشتراكى... إلخ)، وأن الكرسى من المقدسات التى يجب صونها بكل الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة. ولو أننا تركنا الآليات المجتمعية الطبيعية تعمل فهل سنستيقظ ذات يوم لنرى النظام نادماً على سنين القهر والتخلف الذى أرسى دعائمه بين أركان هذا المجتمع وترك الفساد ينتشر فى أوصاله حتى صار الفساد ركنا من أركانه وركيزة من ركائزه؟ وهل سيدع للناس حرية اختيار من يحكمهم ويترك السلطة ليتم تداولها سلمياً؟!! على الجانب الآخر، لا يمكن بحال أن أدعى براءة أفراد الإخوان من الوقوع فى الزلل والخطأ ولو دون قصد أو بحسن نية أو حتى عن عمد وتقصير، فإنما هم بشر لا يملكون من الله صكاً بالغفران لأنفسهم حتى يمنحونه لغيرهم. إنما اعتقادى أن الإخوان يجتهدون فيما هو متاح أمامهم من الوقائع والمتغيرات، ويتخذون كل السبل الشرعية والمشروعة لتحقيق غايتهم وهدفهم.

أقول الشرعية لأنهم لا يتخذون وسيلة لا يرضى عنها الله ورسوله، وأقول مشروعة لأنهم لا يخالفون قانون الدولة التى يعملون بها لتبليغ فكرتهم ودعوتهم للناس. وتمسك الإخوان بفكرتهم والعمل على نشرها وتحقيقها هو شىء مشروع ومطلوب كونهم يسعون لتحقيق هدف نبيل وسامٍ، ومع ذلك فهم مطالبون بتقبل الآخر وتقبل نصحه والعمل فى بيئة متعددة الأفكار والتوجهات، وأظنهم يفعلون ذلك. وليس عليهم التوفيق فيما مضوا فيه، فحظهم من العمل السعى لتحقيقه، وأما التوفيق والنجاح فإنما هو بيد الله. فلا سعى لمنصب زائل ولا فرح بنصر مؤقت، لأننا نعلم أن غايتنا هى رضا الله تعالى، وليس للدنيا نصيب فيما نقول ونفعل. أو هكذا نرجو أن يتقبل الله منا.

الخلاصة أن الفكرة نفسها مثيرة للاهتمام، وهى نقد ذاتى يسترجع مرارات لأشياء ليس لها وجود إلا من وجهة نظر الكاتب. وتنبع أهمية الفكرة من حيث كونها دعوة لمراجعة الذات والعمل على عدم التقوقع داخل أفكار هدفها نبيل لكنها – حسب رأيه – تأخذ منحى سلبياً لعدم قدرة من يدعون إليها لتقبل رؤى أخرى لتلك الأفكار. والظاهر لى أن الكاتب يرجو أن ينتهى ذلك الصدام الحاصل بين الدولة والإخوان.

ويرى أنه ربما كان أصل الخطأ الناجم عنه الصدام عند الإخوان لتمسكهم – كما يرى الكاتب – برؤى أحادية الجانب لأفكار عظيمة وخلاقة تحتمل أكثر من وجه للعمل عليها. لم يدع الإخوان احتكارهم للفهم الصحيح للإسلام، لم أسمعها من أحد من أفراد الإخوان أو أساتذتنا. بل الصحيح الذى فهمته من قراءاتى ومن دروس أساتذتنا أن «الإخوان المسلمين» جماعة من المسلمين، لا تدعى أنها فهمت الدين فهماً خاصاً بها هو الصحيح دون غيره. وإنما تدعى أنها اتخذت الوسيلة الأصوب والأقرب للتوفيق للتغيير ونصرة الإسلام.

فهى لم تنزع الإسلام والإيمان والجهاد عن غيرها، بل على العكس تفرح بأن الله وفق الآخرين لخدمة الإسلام. لذا، لا أظن أن الكاتب وفق فى طرحه، بل أرى أنه حاد عن الصواب فى فكرته، داعياً إياه إلى التأمل فى فكرته من جديد، وأرجو إن كنت مخطئاً أن أعود إلى رشدى وإن كنت مصيباً ألا يحرمنى وألا يحرم الأخ «أسامة درة» وألا يحرمك يا أستاذنا من ثواب ما قرأناه وكتبناه وعملناه. والله أرجو وأدعو، وهو وحده من وراء القصد».

belalfadl@hotmail.com

أخبار عالميةويكيليكس:السعودية أكبر ممول للإرهاب فى العالم

ذكرت صحيفة ني

ويورك تايمز نقلا عن رسائل دبلوماسية سرية ان كبار المسؤولين الامريكيين يشعرون باحباط متزايد بشأن مقاومة حلفاء واشنطن في الشرق الاوسط للمساعدة في وقف تدفق الاموال للارهابيين.

وتشير رسائل وزارة الخارجية الامريكية الداخلية التي حصل عليها موقع ويكيليكس واصبحت متاحة لوسائل الاعلام الى ان ملايين الدولارات تصل الى جماعات متطرفة من بينها تنظيم القاعدة وحركة طالبان برغم تعهدات الولايات المتحدة بالعمل على وقف هذا التمويل.

وقالت الصحيفة ان مذكرة سرية ارسلتها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في ديسمبر كانون الاول الماضي اظهرت ان سكان السعودية والدول المجاورة لها هم الداعم الرئيسي للعديد من الانشطة المتطرفة.

وجاء في المذكرة بحسب ما نقلته الصحيفة "لقد كان تحديا مستمرا ان نقنع المسؤولين السعوديين بأن يتعاملوا مع تمويل الارهاب القادم من مواطنين سعوديين على أنه أولوية استراتيجية."،وخلصت الى ان "المتبرعين في السعودية يشكلون أكبر مصدر لتمويل الجماعات الارهابية السنية على مستوى العالم" كما تضمنت انتقادات مماثلة لدول أخرى في المنطقة.

ووصفت الامارات بان لديها "فجوة استراتيجية" يمكن للارهابيين استغلالها فيما ينظر لقطر على أنها "الاسوأ في المنطقة" من حيث مكافحة الارهاب ووصف الكويتيون بأنهم " نقطة عبور رئيسية".

وسبب نشر رسائل السفارات الامريكية المسربة الذي بدأ في اواخر الشهر الماضي حرجا لواشنطن ولحكومات اجنبية. وانتقدت كلينتون التسريبات بحدة لكنها قالت انها لن تضر الحلفاء المهمين للولايات المتحدة.

وتضمنت الرسائل التي نقلتها صحيفة نيويورك تايمز قائمة طويلة للاساليب التي يستخدمها من يشتبه في انهم ارهابيون لتمويل انشطتهم بما في ذلك سرقة بنك في اليمن العام الماضي والاتجار في المخدرات في افغانستان واستغلال مواسم الحج.

وذكرت الصحيفة ان احدى الرسائل اشارت الى مخطط محتمل من قبل الايرانيين لغسل ما بين خمسة و10 مليارات دولار من خلال بنوك الامارات في اطار جهود اوسع "لاثارة المشاكل" في دول الخليج.

وشددت رسالة كلينتون على الحاجة "لايجاد الارادة السياسية اللازمة" لمنع وصول الاموال الى الشبكات الارهابية وهي الجماعات التي قالت انها تهدد الاستقرار في باكستان وافغانستان وتستهدف جنود قوات التحالف.

ووفقا لما ذكرته الصحيفة فان القادة الاجانب قاوموا الضغوط الامريكية لاتخاذ اجراءات اكثر صرامة بحق من يشتبه في دعمهم للارهاب. واتهموا المسؤولين الامريكيين في اجتماعات خاصة بملاحقة المنظمات الخيرية العربية والافراد العرب بطريقة فظة وبالاستناد الى ادلة ضعيفة.

وبرغم ان العديد من رسائل وزارة الخارجية خلصت الى ان القاعدة تحصل على الاموال في الاغلب بارادة من الاثرياء والجماعات المتعاطفة في الشرق الاوسط الا انها اشارت الى وجود ادلة قليلة على حصول المتشددين في افغانستان وباكستان على دعم مالي كبير من الولايات المتحدة واوروبا.

وذكرت الصحيفة نقلا عما ورد في رسالة أرسلت العام الماضي من السفارة الامريكية في لندن ان مسؤولا بريطانيا كبيرا في مجال مكافحة الارهاب أبلغ مسؤولا في وزارة الخزانة الامريكية ان "التمويل البريطاني هام لكن التمويل الحقيقي في الخليج.

بيان مجمع البحوث الإسلامية ردًا على تقرير الخارجية الأمريكية بشأن الحريات الدينية: تدخل أمريكا فى الشأن المصرى مخطط لصالح إسرائيل.. وعدد الكنائس قياسًا

16:53

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

كتب لؤى على - تصوير عمرو دياب

Bookmark and Share Add to Google

أصدر مجمع البحوث الإسلامية فى جلسته اليوم الاثنين، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بيانًا مكونا من 6 صفحات فند فيها تقرير وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الحريات الدينية فى مصر.

البيان تضمن ردًا علميًا وفقهيًا على 16 ملاحظة صادرة فى تقرير الخارجية الأمريكية، حيث انتقد المجمع ما جاء فى تقرير الخارجية الأمريكية من حيث اعتراف التقرير بالتدخل الأمريكى فى الشئون الداخلية لمصر، والذى وصفه المجمع بالمخطط الأمريكى الذى يصب فى صالح إسرائيل.

كما تطرق البيان إلى زواج المسلم من المسيحية، وزواج المثليين، وإنفاق وزارة الأوقاف على المساجد دون الكنائس وغيرها مما ورد فى التقرير.

وأكد مجمع البحوث الإسلامية فى بيانه على وجود العديد من المغالطات الصارخة فى تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الخاص بالحريات الدينية فى مصر عام 2010م، مشيرا إلى أن بعضها مرجعه الجهل بحقائق الإسلام وبحقائق أوضاع الأقليات فى مصر وبعضها الآخر مصدره سوء النية والرغبة فى التدخل بشئون مصر الداخلية، وانتهاك سيادتنا الوطنية.

وفى مواجهة هذه المغالطات، يقدم المجمع للرأى العام المحلى والعالمى وللدوائر الأمريكية التى أعدت فى هذا التقرير وأصدرته.. وأيضاً للأفراد والجماعات التى أمدت الإدارة الأمريكية بهذه المغالطات يقدم المجمع لكل هؤلاء الحقائق التى تصحح الأكاذيب.

ونفى مجمع البحوث فى بيانه وجود اتجاه مصرى لتقييد حرية الاعتقاد، أو الممارسات الدينية، مشيرا إلى أن بناء دور العبادة - فى مصر – ينظمه القانون ولبناء المساجد شروط تسعة، تفوق – فى الضوابط – نظيرتها فى بناء الكنائس، وأن نسبة عدد الكنائس – فى مصر- إلى عدد المواطنين المسيحيين - الذين يعيش كثيرون منهم فى المهجر مقاربة لنظيرتها فى المساجد المخصصة للمسلمين، وكنائس مصر وأديرتها مفتوحة الأبواب على مدار الليل والنهار.. ومنابرها حرة لا رقيب عليها.. ولا دخل للحكومة فى تعيين القيادات الدينية المسيحية، على اختلاف درجاتها، بينما يتم شغل كل الوظائف الدينية الإسلامية بالتعيين من قبل الحكومة ومنذ عام 1952م ضمت الحكومة الأوقاف الإسلامية، بينما ظلت الأوقاف المسيحية قائمة، تديرها الكنيسة، وتحقق الحرية والاستقلال المالى للكنائس والأديرة والأنشطة الدينية المسيحية، مشيرا أن الدولة شاركت فى نفقات إقامة كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة التى تعد أكبر كاتدرائيات الشرق على الإطلاق.
وتقوم وزارة الثقافة – فى مصر – وعلى نفقة الدولة، برعاية الآثار الدينية المسيحية واليهودية – مثلها مثل الآثار الإسلامية سواء بسواء.

وحول النص الدستورى على أن دين الدولة فى مصر هو الإسلام.. وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، وأن اللغة العربية هى اللغة القومية لمصر، قال المجمع فى بيانه إن الإسلام جزء أصيل من تاريخ مصر الإسلامية، الذى مضى عليه أكثر من أربعة عشر قرنا، وهو تعبير عن هوية الدولة والمجتمع والأمة، مثلما تعبر العلمانية عن هوية بعض المجتمعات.. وتعبر الليبرالية عن هوية مجتمعات أخرى.. وفى هذه المجتمعات العلمانية والليبرالية تعيش أقليات إسلامية، لا تعترض على هويات المجتمعات التى تعيش فيها.

وأضاف بأن هذه الهوية العربية والإسلامية لمصر، قد اختارتها وأقرتها اللجنة التى وضعت الدستور المصرى عام 1923م بإجماع أعضائها، بما فيهم القيادات الدينية المسيحية واليهودية.. ولقد صادقت الأمة على هذا الاختيار فى كل التعديلات التى أجريت على هذا الدستور، على امتداد عقود القرن العشرين.. فى تعبير حر عن إرادة الأمة، على اختلاف أديانها، وليست أمراً مفروضاً على غير المسلمين.

وأضاف أيضا أن التشريعات الإسلامية لا تجور على الخصوصيات الدينية للمواطنين غير المسلمين، الذين أمرت الشريعة الإسلامية "أن يتركوا وما يدينون".. وعلاوة على ذلك، فإن القانون الإسلامى ليس بديلاً لقانون مسيحى، إذ المسيحية تدع ما لقيصر لقيصـر، وإنما هو بديل للغزو القانونى والاستعمارى، الذى أراد الاستعمار فرضه على بلادنا فى ظل الاحتلال.. فهو قانون وطنى يعبر عن هوية المصريين والخصوصية الحضارية للشرقيين.

ووصف البيان دعوى منع الحكومة المصرية حرية التبشير بالمسيحية بأنها دعوى مجانبة للحق والصواب، مشيرا إلى أن لكل صاحب دين سماوى – فى مصر – حرية عرض دينه، والدفاع عنه، والدعوة إليه.. أما الممنوع فهو التنصير، الذى تمارسه دوائر أجنبية غربية.. والذى جاء إلى بلادنا مع الغزو الاستعمارى منذ القرن التاسع عشر.

وأضاف البيان، يشهد على هذه الحقيقة، أن المنصرين الأمريكيين – من غلاة اليمين الدينى – قد دخلوا إلى العراق عام 2003 على دبابات الغزو الأمريكى.. وهم يمارسون نشاطهم التنصيرى فى العراق – وفى أفغانستان – تحت حماية جيوش الاحتلال، لذلك فإن هذا التنصير هو أمر مختلف عن حرية الدعوة إلى المسيحية، ودخل فى إطار الغزو الفكرى، الذى يقوم على ازدراء دين الأغلبية – الإسلام -.. ومنعه هو جزء من الحفاظ على الاستقلال الحضارى والحفاظ على الأمن الاجتماعى، ومنع الفتن الطائفية وليس تعصباً إسلامياً ضد المسيحية، الذى يعترف بها الإسلام ويحترم رموزها، ويحمى مقدساتها على النحو الذى يعرفه الجميع، وأن هذا التنصير الأجنبى الممنوع، طالما مثل خطراً على الكنائس المسيحية القومية، التى عانت منه كثيراً فهو لا يعترف لا بالإسلام ولا بالمذاهب المسيحية الشرقية.

وحول انتقاد تقرير الحريات الدينية الأمريكى إباحة الشريعة الإسلامية زواج المسلم بالمسيحية واليهودية، ومنعها زواج المسلمة من غير المسلم، أكد البيان عدم وجود علاقة له بالتمييز السلبى، ولا بالتعصب الدينى، مشيرا إلى أن مرجعه أن المسلم – بحكم عقيدته – يعترف بالمسيحية واليهودية ديانات سماوية، ويحترم ويعظّم رموزهما.. وينص قرآنه الكريم على أن ( فى التوراة هدى ونور ) و( فى الإنجيل هدى ونور ).. ومن ثم فالمسلم مؤتمن على عقيدة زوجته المسيحية واليهودية، ومطالب – دينياً – باحترام عقيدتها، وتمكينها من أداء شعائرها.. بينما غير المسلم لا يعترف بالإسلام ديناً سماوياً، ولا يقدس رموزه.. ومن ثم فإنه غير مطالب - دينياً – باحترام عقيدة المسلمة، الأمر الذى يشكل مخاوف حقيقية على عقيدتها وحريتها الدينية وإيذاء لمشاعرها إذا هى اقترنت بمن لا يعترف بدينها ولا يعظّم رموز هذا الدين.. فالقضية أقرب إلى الكفاءة بين الأزواج، منها إلى التعصب أو التسامح الدينى.

وردا على مطالبة التقرير الأمريكى مصر بأن تسمح بالزواج بين المسلمين وأهل الديانات الوضعية – غير السماوية، قال البيان إن هذه المطالبة تكشف عن جهل وافتراء.. فمصر ليس بها ديانات غير سماوية.

وقال البيان إن الخلاف مع التقرير الأمريكى – هنا.. وفى كثير من القضايا ليس مرده الخلاف حول "درجة الحرية والحقوق"، وإنما حول "مفهوم الحرية والحقوق".. فالمرجعية الوضعية الغربية تجعل الشذوذ الجنسى وزواج المثليين – مثلاً – من الحرية وحقوق الإنسان، بينما المرجعية الدينية – فى الديانات السماوية الثلاث – تنكر ذلك كل الإنكار.. فالخلاف هو فى "مفهوم الحرية"، وليس فى "درجة الحرية".

وأضاف، الغريب والخطير هو محاولة الغرب الذى يمثل 20% من البشرية – فرض مفاهيمه اللادينية فى الحريات والحقوق على الأمم والحضارات الجنوبية – التى تمثل 80% من البشرية، والتى تؤمن بأن حقوق الإنسان يجب أن تكون محكومة بحقوق الله، وبالقيم التى جاءت بها ديانات السماء، وفوق ذلك فإن الغرب - وخاصة أمريكا – عندما تعمل على فرض مفاهيمها على الآخرين إنما تخون الليبرالية التى تتشدق بها والتى تقوم على تنوع الثقافات والحضارات وتدعو لاحترام هذا التنوع فى الثقافات الوطنية.

وأفاد بيان مجمع البحوث الإسلامية بأن حديث التقرير الأمريكى عن ظلم الإسلام للمرأة فى الميراث.. يعبر عن جهل مركب بفلسفة الإسلام فى الميراث، مشيرا إلى أن الأنثى – فى الشريعة الإسلامية – ترث مثل الذكر أو أكثر من الذكر أو ترث ولا يرث الذكر فى أكثر من ثلاثين حالة من حالات الميراث بينما ترث نصف نصيب الذكر فى أربعة حالات هى التى يكون العبء المالى فيها ملقى على الذكور دون الإناث.

وأضاف التقرير أن الذين يعرفون القواعد الشرعية فى الميراث يعرفون أن الإسلام يقدم الإناث على الذكور عندما يجعل أنصبتهن فى "الفروض" بينما يؤخر الذكور عندما يضع أنصبتهم فى "التعصيب" أى فيما بقى بعد "الفروض" ولكنه الجهل المركب الذى انطلق منه الذين أعدوا هذا التقرير الأمريكى.

ووصف البيان حديث التقرير الأمريكى عن أوضاع المتحولين من الإسلام أو إليه عن جهل بالقيم الثقافية التى يتفق فيها الشرقيون على اختلاف دياناتهم، مضيفا أن المجتمعات الشرقية لا تنظر إلى الدين كشأن فردى وشخصى يتم تغييره دون مشكلات بل إنه يعبر عن هوية اجتماعية يماثل "العرض والشرف" وقد يعلو عليهما.. ومن ثم فإن الانسلاخ عنه والتحول منه إنما يمثل مشكلة عائلية واجتماعية.. وفى هذا يتفق الشرقيون جميعاً.. وربما كان موقف الأوساط المسيحية – فى مصر – من هذه القضية أكثر تشدداً.. والقانون فى أى مجتمع من المجتمعات إنما يعبر عن الواقع الاجتماعى ليضبط حركة هذا الواقع الاجتماعى.. ودون مراعاة هذه العادات والتقاليد والقيم الدينية والاجتماعية السائدة لا يمكن للقانون أن يحقق السلام الاجتماعى.

وفى قضية الحجاب اتهم البيان التقرير الأمريكى بتجاهل واقع مصر والأغلبية الساحقة فيها تعتبر قضية الزى ضمن الحريات الشخصية.. وإذا كان الغرب يعتبر حرية المرأة – فى الزى – مقصورة على "العرى" فإن الإسلام والمسيحية واليهودية تدعو إلى الحشمة – دون أن تفرض هذه الحشمة – وإنما فقط تحبذها وترغب فيها.. وفى مصر تتفق الأسر المصرية – على اختلاف دياناتها – فى الريف – الذى يمثل 85% من السكان.. وفى الأحياء الشعبية فى المدن.. وفى البادية يتفقون على الحشمة – التى يسميها البعض "الحجاب".

وقال البيان إن حديث التقرير الأمريكى عن ولاية الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية على الشأن الدينى.. وعن منعه للكتب والمطبوعات.. فى هذا الحديث جهل كبير وافتراء شديد.. ذلك أن الأزهر مؤسسة من مؤسسات الدولة تستشيره الدولة فى الشأن الدينى كما تستشير أى مؤسسة من مؤسسات المجتمع فيما تختص به وتتخصص فيه من خبرات.. وليس من سلطة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية منع أى كتاب من الكتب أو أى مصنف من المصنفات الفنية.. فقط يبدى رأيه الاستشارى، أما منع الكتب والمصنفات الفنية – فى مصر – فهو شأن من شئون القضاء وحده يطبق فيه القانون الوضعى الذى سنته المؤسسة التشريعية المنتخبة والممثلة للشعب على اختلاف دياناته وتيارات الفكر فيه.

وردا على ما ذهب إليه تقرير الخارجية الأمريكية حول إنفاق وزارة الأوقاف المصرية على المساجد دون الكنائس، نفى بيان مجمع البحوث وجود أى تمييز سلبى، مشيرا إلى أن وزارة الأوقاف انما تنفق على المساجد من عائدات الأوقاف الإسلامية التى تم ضمها للدولة والتى أصبحت الوزارة ناظرة عليها.. بينما ظلت أوقاف الكنائس والأديرة والمؤسسات الدينية المسيحية قائمة تديرها الكنيسة وتنفق من عائداتها وتحقق لها الاستقلال المالى عن الدولة.

وقال البيان ،ليس أبلغ فى الجهل والافتراء من حديث التقرير الأمريكى عن القيود التى يفرضها
"الخط الهمايونى" العثمانى الصادر 1856م على بناء الكنائس بمصر.. فهذا الخط الهمايونى العثمانى لم يكن فى يوم من الأيام قانونا حاكماً ومطبقاً فى مصر،عندما كانت مصر ولاية عثمانية ممتازة.. ولقد تمتعت مصر باستقلال فى التشريع منذ عهد محمد على باشا الكبير – فى النصف الأول من القرن التاسع عشر -، وكل القوانين واللوائح التى نظمت عمل الطوائف المسيحية وبناء كنائسها– ومثلها اللوائح المنظمة لعمل المعاهد الدينية الإسلامية– جميعها – منذ فجر الحياة النيابية المصرية – تشريعات وتقنينات مصرية.. ولم يكن من بينها الخط الهمايونى الذى صدر عن الدولة العثمانية – كإعلان للحقوق – ضمن الإصلاحات الخيرية التقدمية التى ساوت بين غير المسلمين والمسلمين فى عهد السلطان العثمانى عبد المجيد خان (1822 – 1861م) والتى ضمنت للأقليات غير المسلمة- عن طريق "نظام الملل" – حريات دينية واجتماعية لم يعرفها الغرب للأقليات حتى ذلك التاريخ.. بل وتفتقر إليها كثير من الأقليات فى الغرب حتى هذه اللحظة؟.

مضيفا، وإذا كانت نسبة غير المسلمين فى – مصر – إلى سكانها وفق إحصاء مركز "بيو" الأمريكى هى 4ر5 % - أى أربعة ملايين ونصف المليون -.. فكيف يطلب التقرير الأمريكى زيادة عدد المسيحيين - فى المجلس القومى للحقوق الإنسان – عن 5 – من 25 – هم كل أعضاء هذا المجلس؟!.

إن نسبتهم فى هذا المجلس هى 20% بينما نسبتهم فى السكان 4ر5 % ومع ذلك لا يرضى الأمريكان!.

وبخصوص قصر الدراسة بجامعة الأزهر على الطلاب المسلمين قال بيان مجمع البحوث إن السبب فى ذلك لا علاقة له بأى لون من ألوان التمييز السلبى ضد غير المسلمين أو التعصب الدينى فمناهج الدراسة فى جامعة الأزهر – بما فيها الكليات العملية – هى مناهج دينية إسلامية ومما ينافى حرية الضمير والاعتقاد فرض دراسة الدين الإسلامى فى هذه الجامعة – على غير المسلمين وخاصة فى المراحل العمرية الأولى.. كما أن هذا هو الوضع السائد والمتعارف عليه فى معاهد اللاهوت والكليات الأمريكية المسيحية التى لا تفرض دراسة مناهجها الدينية على غير المسيحيين.. علماً بأن جامعة الأزهر لا تقبل إلا الحاصلين على الثانوية الأزهرية وترفض قبول الثانوية العامة ولو كان الحاصل عليها مسلم.

أما عن ضعف مشاركة المسيحيين فى الانتخابات النيابية قال البيان إن ذلك جزءا من السلبية العامة التى أفرزتها عوامل سياسية لا علاقة لها بالتمييز السلبى ضد غير المسلمين.. كما أنها – فى الجانب المسيحى راجعة إلى توجه المسيحيين المصريين إلى الأنشطة المالية والاقتصادية التى يمثلون فيها ثقلاً ونفوذاً وثراءً يفوق نسبتهم العددية أضعافاً مضاعفة.

ووصف البيان حديث التقرير الأمريكى عن ذبح الخنازير تفادياً لانتشار مرض أنفلونزا الخنازير واعتبار ذلك تمييزاً واضطهادا للمسيحيين بأنه لون من ألوان الهزل الذى يثير السخرية.. فهذه مسألة صحية لها علاقة بالصحة العامة.. والخنازير ليس لها دين حتى يدخل ذبحها فى التمييز ضد المسيحيين!.

كما أشار البيان إلى حديث التقرير الأمريكى عن تدخل الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونجرس الأمريكى والسفارة الأمريكية بالقاهرة فى الشأن الداخلى المصرى والتمويل والاتصالات والعلاقات الأمريكية مع بعض المسيحيين.. والبهائيين.. والشيعة.. وشهود يهوه.. والقرآنيين.. والأحباش.. وحتى النوبيين، باعتباره اعترافا صريحا بممارسة أمريكا لسياسات تفكيك النسيج الوطنى والاجتماعى والثقافى للمجتمع المصرى وذلك تحقيقاً للمخطط الأمريكى المعلن: "الفوضى الخلاقة" الرامية إلى تحويل المجتمع إلى طوائف يسهل اختراقها.. وهو مخطط سبق ودعا إليه المستشرق الصهيونى الأمريكى "برنارد لويس" الذى دعا إلى تحول المجتمعات العربية والإسلامية إلى "فسيفساء ورقية" ليتحقق الأمن والتفوق الإسرائيلى.

وأخير تساءل مجمع البحوث الإسلامية، لماذا لا تكون متابعة شئون حقوق الإنسان وحرياته – عالمية – وإصدار التقارير السنوية عنها شأنا من شئون الشرعية الدولية والنظام الدولى الممثل فى المجلس الأممى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؟ ولماذا تغتصب الإدارة الأمريكية اختصاصات الشرعية الدولية فى هذا الميدان؟


الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أثناء جلسة المجمع


الدكتور أحمد الطيب يلقى النظرة الأخيرة على البيان قبل إصداره


الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يتلقى التحية من أعضاء المجمع