"التفاؤل من غير سبب - كالضحك تمامًا - قلة أدب"، بداية ساخنة لتعليق الكاتب الصحفي نبيل شرف الدين على أحداث الأسبوع الفائت بفضائية ""ctv، حيث سألته المذيعة هل هناك قدر من التفاؤل بعد تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في مصر برئاسة د. عصام شرف للمرة الثانية بعد أن واجه ملاحظات سلبية تخص أداءه واختيار وزراء حكومته الأولى؟ ولأن شرف الذي اكتسب شرعية حكومته الأولى من ميدان التحرير في 9 مارس بدا أمام الثوار رئيس وزراء بلا صلاحيات، وأثار رئيس تحرير الأزمة نقطة غاية في الحساسية عندما تحدث عن صلاحيات المجلسين، أيهما يدير وأيهما يحكم،
وقصد بهما "المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومجلس الوزراء" وحدود تفاعل كل منهما مع مطالب الجماهير بعد الثورة، ولاحظ شرف الدين أن تشكيل الحكومة الجديدة تم على نفس "فورمات" التشكيلات القديمة، ضاربًا مثلاً بوزارة البيئة التي غالبًا ما يتولاها وزير قبطي، وأكد أننا بهذه الطريقة وبعد إعادة طلاء الأشياء وخلو التشكيل من آخر الليبراليين المصريين بعد استقالته، الدكتور يحيى الجمل، نكون على أول الطريق لهدم النظام الجديد قبل تشكل ملامح بنائه!
وبخصوص شرف شبَّهه رئيس تحرير الأزمة بالجدة الأكبر في أي عائلة، "تيزا" التي تدادي الجميع، والجميع يحترمها، لكن لا يمكنها أن تقود العائلة، لأسباب تتعلق بخلوها مع كل وقارها من القدرة على القيادة، لأنها تحرص على إرضاء كل الأطراف وهي غاية لا تدرك، وما يفعله عصام شرف الآن، بل ومن أول اختياره، هو نموذج "الجدة الأم" تيزا!
وعاد شرف الدين ليؤكد أن علاقتنا كمواطنين مع المجلسين يجب أن يحكمها القانون، لا العواطف، ولا الانفعالات، وأننا في انتظار مساحة أوسع من الحوار حول دستور دولة مدنية تخلو من منغصات الإسلاميين، وأن ما يجري الآن على الساحة السياسة مثير جدًا، لأنه لا يتناسب مع آليات المنطق السياسي.
نبيل شرف الدين وتحليل أحداث الأسبوع على سي تي في (1)
وكشف شرف الدين عن مصدر تهريب الأسلحة المضادة للصواريخ والطائرات التي تم ضبط كميات "مقلقة" منها، وأشار إلى الحدود الغربية الملتهبة مع ليبيا كمصدر أساسي، ويليها أنفاق غزة، وأعرب عن مخاوفه من وصول هذه الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية التي من المؤكد ستستخدمها في إرهاب المصريين مستشهدًا بتجربة الحصاد المُر للإرهاب في منتصف السبعينات من القرن المنفلت.
وعن دور الأمن في ملاحقة مهربي الأسلحة وغيرهم من تجار المواد المخدرة، التي حسبما أوضح نبيل شرف الدين تباع في الميادين وعلنًا، وصف وزير الداخلية الجديد القديم اللواء منصور العيسوي، بأنه مع كل احترامنا لتاريخه ونزاهته، وسيرته المهنية المشرفة، فهو وزير "خارج التغطية" بحكم الزمن لأسباب تتعلق بابتعاده عن الخدمة لمدة طويلة، وعودته بذهنيته القديمة للتعامل مع متغيرات تفوق طاقات استيعابه.
وأوضح شرف الدين أن التعديلات التي أعلن عنها رئيس الحكومة تشي بترضيات محسوبة للتيار الإسلامي، وحذّر من مغبة أننا الآن نسير على نهج آخر أيام مبارك، حيث إن المجلسين في وادٍ، والشارع في واد آخر، وأن مشكلة حكومة عصام شرف ليست في الوزراء وتغييرهم، ولكنها في تجاوز الأحداث لتعامل شرف شخصيًّا مع الأزمات!
وعلق رئيس تحرير الأزمة على الجدل الدائر بين التيارات المدنية المصرية حول الدستور أو الانتخابات، مؤكدًا أن الدستور هو عقد اتفاق على الحكم، وأن شرعية النظام الجديد كله مهددة في حال أن تمت الانتخابات قبل الدستور، لأن في هذه الحالة سيكون الابن الناتج عن هذه العلاقة ابن سفاح، ومشكوكًا في شرعيته!
نبيل شرف الدين وتحليل أحداث الأسبوع على سي تي في (2)
وفجر شرف الدين مفاجأة من العيار الثقيل، وهي أنه يطالب المشير طنطاوي، والفريق سامي عنان بالكلام إلى الناس، وقال إننا نحتاج الآن إلى "مينا موحد المجلسين" وتساءل ساخرًا: غلطنا غلطة ولمَ لا نصلحها؟ عندما استغنينا عن الفريق أحمد شفيق، فلا عيب فيه، على العكس تمامًا فهو كجنرال لديه ندية في التعامل مع المجلس العسكري، ولا يمكن تحويله ك"شرف" إلى "تيزا"!
وعن الصعيد قال شرف الدين: إن الصعيد هو مخزون مصر الاستراتيجي من الرجولة والحضارة والثقافة، وما زالت حكومات ما بعد الثورة تتجاهل ثلثي مصر بتجاهلها للصعيد، وإهمال مقدراته، فمصر ليست ميدان التحرير!
ووجه رئيس تحرير الأزمة رسالة بملاحظات محددة إلى الحكومة الحالية والحكومات المقبلة بخصوص الاهتمام بالصعيد وتنميته حضاريًا والاستماع إلى ممثليه الذين يغبنهم الجميع، ووضعه على أولويات خطط التنمية الاقتصادية بثرواته وإمكاناته البشرية الهائلة.
ورغم تأكيد شرف الدين على عدم فهم طبيعة العلاقة بين المجلسين، العسكري والوزراء، وضرورة أن يتحدث المشير طنطاوي إلى الشعب المصري، وعدم الخضوع لابتزاز التيار المتأسلم، وتوضيح الرؤية، وخروج الأغلبية الصامتة عن صمتها الذي ندفع فواتيره عن 60 عامًا من الصمت المريب، وأوضح أن مشكلته مع جماعة الإخوان المسلمين مثلاً، ليست في أنهم مسلمون، بل لأنهم – حسب وصفه - محتالون يغيرون مواقفهم بأكثر مما يغيرون جواربهم!
نبيل شرف الدين وتحليل أحداث الأسبوع على سي تي في (3)
وفي النهاية أكد نبيل شرف الدين أن مصر في انتظار مينا موحد المجلسين، لينقذ المسكونين بمصر، لا ساكنيها الذين لا يعني أغلبهم شأن مصر، فالمواطنة جينات مصرية تسكن المصريين الذين يخافون على مستقبل هذا البلد، لا يخافون منه!
للمزيد تصريحات ساخنة لرئيس تحرير "الأزمة" على فضائية "CTV": مصر في انتظار "مينا" موحد المجلسين "العسكري والوزراء".. ووزير الداخلية "خارج التغطية"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة