لم تستغرق جولة المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في شوارع وسط البلد، سوى نصف ساعة تقريبا، قضاها في الهرب من المارة الذين سارع بعضهم للسلام عليه، ورغم ذلك، كان لهذه الجولة تأثير كبير على علاقة المشير بالشارع المصري.
الأصل، أن المؤسسة العسكرية لها حصانة ومكانة خاصة، سواء رسمية، أو شعبية في نفوس المصريين، وتعتبر خط أحمر في كثير من الجوانب، خاصة رموزها، حيث لا يتم عادة تناول هذه الرموز بالنقد أو التحليل، ولا يتم تقييم أفعالهم، إلا أن نزول المشير للشارع دون حراسة، مرتديا "بدلة وكرافتة"، وترويج التلفزيون المصري "الألمعي" للمشير كرئيس محتمل للجمهورية في المرحلة المقبلة، جعل المصريين ينظرون للمشير نظرة مختلفة، ويطرحوه للمقارنة والنقد ويقومون بتقييم أفعاله وأقواله.
شباب الفيسبوك، كانوا أكثر من تعامل مع المشير بعد وضعه الجديد، وانتشرت على الفيسبوك الكثير من الرسوم الكاريكاتورية والصور، التي تعبر عن تخوف قطاع - ليس بالصغير - من الشعب المصري من استطالة الفترة الانتقالية، وأن يظل العسكريون في الحكم تحت قناع "البدلة والكرافتة"!
أحد إبداعات شباب الفيسبوك، كانت صورة، تحوي عشر صور مختلفة للمشير، في ملابس وبأشكال مختلفة، تظهر شكوك مشروعة لدى شباب الثورة من بقاء المجلس العسكري في الحكم تحت أكثر من قناع مستندا لأكثر من حجة، وتتهكم على قدرة شخص واحد على أداء جميع الأدوار وتمثيل كل طوائف الشعب، حيث أظهرت الصورة المشير في صورة الرجل العسكري، وأخرى في صورة المدني الذي يرتدي بدلة وكرافته - كما ظهر في وسط البلد -، وصورة ثالثة تظهره إسلامي بلحية، ورابعة تصوره كرجل دين مسيحي ممسكا صليبا، وصورة بدوي بعقال ودشداشة، وسادسة تظهره على هيئة شاب "سيس" له شعر "منكوش"، وصورة سابعة تظهره كعامل يرتدي "عفريته" ويضع على رأسه خوذه مضيئة، وثامنة تصوره على هيئة فلاح، وتاسعة كرياضي واضعا في يديه "كلبظات"، وأخيرة تصوره كعالم مرتديا خوذة رائد فضاء!!
المجلس العسكري، نزل الشارع بالبدلة والكرافتة، بإرادته، فإما أن يتقبل النقد - اللاذع - والتقييم، وإما أن يعود إلى ثكناته مرتديا الكاكي والبيادة، ليسكت الجميع ويقضي على شكوكهم، والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة