نقلت وكالة أنباء الفاتيكان "فيديس" عن رئيس أساقفة الأقباط الكاثوليك في الأقصر، المطران يوهانس زكريا، قوله إن "أحزاب جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين هي الأفضل تنظيما، والتي ستكون على الأرجح قادرة على كسب عدد لا بأس به من الأصوات"، مضيفا أن "صوت الذين يرغبون بنظام ديمقراطي حقيقي، يحترم حقوق الجميع، قوي أيضا بما فيه الكفاية".
وأضاف زكريا "علينا أن نضع في اعتبارنا أنه منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952، وحتى الآن، حكم مصر نظام عسكري لم يُعدّ المجتمع للديمقراطية، النظام القديم خلق مواطنا مطيعا، يأكل ويعمل ويتزوج، لكن عليه ألا يفكر، لذلك يمكن إدراك سبب الأهمية الكبرى للهوية الدينية لدى المصريين، وحتى على الصعيد السياسي، لأنها الوحيدة التي يعرفونها".
وأشار الأسقف إلى أن "المشكلة الرئيسية في مصر اليوم، هي الجهل السياسي، والذي يؤدي إلى ربط كل شيء بدلالة دينية، وهذه الحقيقة تنطبق سواء على المسيحيين أو المسلمين، فنحن جميعا بحاجة إلى النضج السياسي، فعلى سبيل المثال هنا في الأبرشية نحن نعمل بجد لتعزيز الوعي النقدي والمسؤول لدى المؤمنين".
وروى زكريا أنه "في اجتماع عقد مؤخرا مع مجموعة من الشباب، أدهشتهم عندما أكدت لهم أنه لو كان هناك شخص مسلم مرشح لمنصب عام مهم، أشعر بأنه مناسب حقا، فلن أتردد في التصويت له، وذلك لأنني لا أنظر إلى دين المرشحين، بل إلى ميزاتهم البشرية والسياسية، الأمر الذي أدى إلى إثارة غضب الشباب من تصريحاتي، وقلت لهم إنه في السياسة لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى دين المرشح، ولكن إلى مقترحاته حول قضايا مهمة كالتنمية الاقتصادية".
وأشار الأسقف إلى أن "للجانب الاقتصادي تأثير قوي في الأقصر، لأن انهيار السياحة أدى إلى معاناة الناس، ولهذا السبب ارتفعت معدلات الجريمة، لأن الناس جائعة، يضاف إلى هذا اليأس، دور بعض أعضاء النظام القديم، الذين يؤججون النار، ويشجعون أكثر الناس يأسا على ارتكاب أعمال إجرامية أو إرهابية"، لكنه أضاف في ختام تصريحاته أن "التحول الديمقراطي المصري يثير المخاوف أيضا لدى بعض البلدان المجاورة، وذلك لأن مصر الديمقراطية ستكون نموذجا
لشعوبهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة