فرصة للعمل من المنزل - شركة تطلب مسوقين من المنزل - بدون مقابلة شخصية - فقط سجل وسيصلك التفاصيل كاملة

ربات منزل - عاطل - حديث تخرج - طالب في كلية - بل وطالب في مدرسة - متقاعد - ضباط جيش أو شرطه - موظف فعلي بأي شركة أخرى

بشرط أن لا تقوم بالتسويق وأنت في مقر عملك لأن وقتك وقوانين عملك لاتسمح لك بأن تقوم بالعمل لشركة أخرى بوقت عملك - إلا بموافقة مديرينك وشركتك

سجل بياناتك من خلال الرابط التالي وسيصلك إيميل التأكيد في خلال دقائق وتكون موزع مع الشركة

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

أيها المتشددون.. رايحين بمصر وبالإسلام على فين؟

د. رضا عبد الســـــلام

أيها المتشددون.. رايحين بمصر وبالإسلام على فين؟

الخميس، 5 مايو 2011 - 20:44

كنقطة أولية، دعونا نتفق على أن إيمان كل منا متروك الحكم فيه إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه ليس بإمكان شخص أى كان أن يٌقَيِم إيمان الآخر، أو أن يدعى لنفسه أنه المؤمن الحق، فى حين يحكم على الآخر بغير ذلك، فالحكم كله لله.

إخوانى الأعزاء، أقر تماماً بأنكم ظُلِمتم أيم ظلم، وخاصة الأخوة فى جماعة الإخوان المسلمين، على يد زبانية النظام البائد، ولكن، وأكرر ولكن، ألا تتفقون معى بأن مصر بحاجة لأن تلتقط أنفاسها؟ ألم يكفيها عناء عقود من النهب والسلب؟ ألم تكفيها سنوات التجريف لكل ما كان قيماً؟ هل تعتقدون أن مصر مهيأة الآن لأن تتحمل تلك الهجمة الشرسة، وكأنها فريسة سقطت وتداعى عليها الأكلة؟ هل هذا هو ما كنا نحلم به عندما قمنا بالثورة وحلمنا معها؟

هل تعلمون يا سادة بأن البلاد بعد كل عمليات النهب تلك، بحاجة إلى فترة انتقالية لتستعيد عافيتها؟ إذا كنتم بحق تنشدون الخير لهذا البلد – وأنا أحسبكم كذلك – هلا تفضلتم وأعطيتم البلاد فرصة لأن ينتعش اقتصادها، لنُقيم البناء ونتجنب العثرات، وبعدها يكون لكل حادث حديث؟

الأمر الآخر - وأرجو أن يتسع صدركم لفضفضة مسلم حر – هل تدركون بأن ثورة مصر تحديداً هى بداية لتعريف العالم بالإسلام الحقيقى، وليس الإسلام الذى اعتاد النظام البائد على تخويف الغرب منه؟ هل تدركون أنكم بهجمتكم تلك تئدون الحلم الإسلامى فى مهده؟ هل تدركون بأننا بهذه الثورات العظيمة والنقية نستطيع أن نسطر تاريخاً جديداً للإسلام مع العالم؟

عندما يفاجئ الغربى، الذى يريد إعادة اكتشاف هذا الدين العظيم، بأن مصر فور خروجها من ديكتاتورية نظام مبارك، غرقت فى ديكتاتورية جماعات تحاول فرض سطوتها بالقوة مثل ما نشاهده فى المساجد الآن، هل نحن بهذا نقدم الإسلام الذى يحظى بفرصة تاريخية، أما أننا بهذا نقف حجر عثرة فى سبيل انتشاره كما أراد الله له؟ أترك الإجابة إلى كل صاحب بصيرة وضمير حى.

إنه اختلاف فى وجهات النظر يا سادة، وأرجو أن نعتاد من الآن فصاعداً على الاستماع للرأى الآخر، لا أن نأتى مدججين بأفكار جامدة، نصارع من أجل فرضها فرضاً؟ هل أنتم على استعداد للاستماع للآخر والقبول برأيه طالما كان مقنعاً، أم أنكم لديكم الحقيقة المطلقة؟

لقد كانت مصر على مدار تاريخها الإسلامى المجيد رمزاً للوسطية بأزهرها وعلمائها ومفكريها، فهل نسدل الستار على هذا التاريخ وندخل البلاد والعباد فى معمة هدم ضريح، أو دعوة من يخالفنا إلى الهجرة إلى كندا، أو الدعوة للمبادرة بتطبيق الحدود أو رفض السياحة لأنها حرام؟ أو الجرى وراء امرأة دخلت فى الإسلام، وتحويلها إلى قضية جهاد؟!!

لا أختلف معكم - كإنسان مسلم – بأن التبرك بالأضرحة هو ضرب من الشرك، ولكنه فى المقام الأول يعكس جهلاً وغياب وعى، وهنا أليس من الأجدى بدلاً من هدم الأضرحة بناء العقل والارتقاء به؟ وبطريقة غير مباشرة سنبعد المسلم عن هذا الشرك؟ الأمر الآخر هو أننى إذا كنت أطالب من يخالفنى الرأى بالهجرة – وهو ابن البلد – ماذا نتوقع منه كرد فعل؟ ألا يعد هذا تطرفاً سيقابل بتطرف مضاد؟ وحتى عندما نحول قضية مسيحية دخلت فى الإسلام إلى قضية حياة أو موت، وكأن مستقبل الإسلام متوقف على دخول أو خروج مسلم، أعتقد أن ديننا العظيم أسمى وأعظم وأرقى من كل تلك المهاترات المخجلة.

يا إخوانى، أليس من الأجدى أن نفكر ونركز على الأهم والأولى بالاهتمام وهو إنقاذ البلاد، وحمايتها من السقوط فى براثن فتنة طائفية، أو انهيار اقتصادى، وبعد ذلك نفكر فى بناء أو هدم ضريح؟ ألا تتفقون معى بأن من يقصر اهتمامه على تلك القضايا، وفى هذه المرحلة الحساسة من تاريخ بلادنا، إنما هو قصير النظر وضيق الأفق، ولا يدرك تبعات آرائه؟

ولهذا، أعتقد أن مصرنا وإسلامنا بحاجة إلى عقلية ورؤية مختلفة تماماً، رؤية تنطلق من سماحة ووسطية أشرف الخلق، صلى الله عليه وسلم.. مصر تنتظر منا عقلية متفتحة تضع فى الاعتبار ثوابت هذا الدين العظيم، وفى نفس الوقت تكون عينها على أمرين مهمين: أولهما مستقبل هذا البلد واستقراره الاقتصادى والاجتماعى، والثانى إسلامنا الذى عانى لعقود بسبب بطش الطغاة، الذين أفرزوا بالتبعية جماعات أساءت إلى هذا الدين العظيم؟ فهل نعطى لهذا الدين السمح فرصة لأن يخترق قلوب المتعطشين لمبادئه، أم أننا سنواصل رحلة التعويق وسنقضى على الحلم فى مهده؟

يا إخوانى، لا يمكننى أن أشكك فى سلامة مقصدكم، ولكن فى نفس الوقت أستطيع القول بأن هذا الانقضاض على مصر، ومحاولة مصادرة الرؤية الإسلامية المعتدلة واختزالها فى توجه أو توجهات بعينها، لا يمكن أن يخدم هذا البلد، كما لن يخدم بالطبع ديننا الوسطى العظيم، والحصاد سيتمثل فى إدخال بلادنا فى دوامة يعلم الله عقباها، وربما ينتهى بنا الأمر إلى عودة الديكتاتورية بشكل وطعم مختلف، فضلاً عن وأد الحلم الإسلامى.

ولهذا، أدعو شيخ الأزهر إلى الإسراع بعرض مشروع قانون الأزهر، حتى يعود الأزهر كما كان منارة الإسلام ورمز الوسطية، بحيث ينجح فى احتواء الموقف، وضم كافة التوجهات تحت لوائه، وبالتالى نضمن تقديم رؤية وسطية سمحة للعالم من خلال مؤسسة شهد العالم بوسطيتها، كما أدعو الدولة للوقوف بحزم فى وجه كل من يحاول فرض رؤيته، لأننا خرجنا من غياهب الديكتاتورية، ولا نريد العودة إليها مطلقاً، فلا صوت يعلو فوق صوت الدولة فى هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ مصر، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

*وكيل كلية الحقوق – جامعة المنصورة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة