فرصة للعمل من المنزل - شركة تطلب مسوقين من المنزل - بدون مقابلة شخصية - فقط سجل وسيصلك التفاصيل كاملة

ربات منزل - عاطل - حديث تخرج - طالب في كلية - بل وطالب في مدرسة - متقاعد - ضباط جيش أو شرطه - موظف فعلي بأي شركة أخرى

بشرط أن لا تقوم بالتسويق وأنت في مقر عملك لأن وقتك وقوانين عملك لاتسمح لك بأن تقوم بالعمل لشركة أخرى بوقت عملك - إلا بموافقة مديرينك وشركتك

سجل بياناتك من خلال الرابط التالي وسيصلك إيميل التأكيد في خلال دقائق وتكون موزع مع الشركة

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

فاطمة ناعوت أنــفُ عائشــة وأُذُنُ أيمن



فى مسرحية «بيتُ الدُّمية»، التحفة الأدبية التى كتبها النرويجى هنريك إبسِن عام 1879، قررت «نورا» أن تهجر بيت الزوجية، بعدما اكتشفت أن زوجها المحبّ الذى يدلّلها، يعاملها كأنها دُميةٌ جميلة، لكن بلا عقل، أو عصفورٌ مغرّد، لكن بلا قرار. خرجت وصفقت وراءها الباب صفقةً مدوّية، اهتزت لها أركانُ العالم، فصفّق لها الجمهورُ فى كل أرجاء الأرض. ومن يومها أُعيد النظرُ إلى المرأة باعتبارها إنسانًا عاقلاً، يستحق الاحترام ويملك قرارَه، لا دميةَ ماريونيت مربوطة بخيوط فى يد الرجل يحرّكها كيفما شاء.
وفى أفغانستان، ثمة فتاةٌ اسمها «عائشة»، من قبيلة «تركمان»، عمرها 18 عامًا، قررت أن تطير أيضًا، مثلما طارت «نورا» من بيت الزوجية. ليس ضجرًا من التدليل، بل فرارًا من قسوة زوجها الذى يسومها وأهله يوميًّا ألوان العذاب من ضرب وإهانة. لكن مصيرها لم يكن مثل مصير بطلة مسرحية هنريك إبسن. لم يصفق لها أحدٌ، بل صفّقت النصالُ على النصالِ فوق رأسها الصغير البائس. قرر زعيمٌ بحركة طالبان قطع أنفها وأذنيها. وتصدّر وجهُها الجميل مجدوعُ الأنف أغلفةَ مجلات العالم، لتكون شاهدًا على بطش الإنسان بالإنسان، فقط لأن أحدهما يملك خنجرًا وجبروتًا، والآخر أعزلُ ضعيفٌ لا حول له ولا قوة! والمدهش أن الباطشَ يبطش ملوّحًا بكارت الدين، وباسم السماء الراقية الحنون، تلك التى، دون شك، تبكى على ما نفعله، نحن البشر، على أرضها! تتألم السماءُ حين ترى الإنسانَ الذى كرمه اللهُ تعالى، يُسيّد قانونَ «البقاء للأقوى» الذى يحكم ممالكَ الغابة وعشوائيات الهمجية!
وفى الرياض، قايض مُسنٌّ سعوديٌّ زوجتَه. حريّتها مقابل جزء من جسدها! إذْ ذكرت صحيفة «عكاظ» أنه بعد مضى شهرين على زواج مواطن ستينى من امرأة شابة، وجد الزوج أنه لابد من الفراق بعدما امتنعت الزوجة «الجديدة» عن تلبية مطالبه الجسدية، ربما بسبب الفارق الهائل بين عمريهما. على أن الزوج «الطيب» طرح على زوجته شرطاً للطلاق: هو تبرعها له بإحدى كليتيها، ذاك أن عائلتها الفقيرة لن تقدر على إرجاع المهر!
وفى إيران، وأد شابٌّ أخته الصبيةَ حيّةً، لأنها أحبت جارًا لها! وفيديو الدفن البشع موجود على يوتيوب، وهى تستعطفه وتُقبّل قدميه أن يمنحها الحياة، حاشا لله مانح الحياة وحده، وقابضها، لا شريك له.
وفى السودان ظل رجال البوليس يجلدون فتاةً ثمانين جلدة بالسياط، وهى تتلوى ألمًا ووجعًا أمام ضحكاتهم، لأنها تجاسرت وارتدت بنطالاً!!
وفى مصر الحبيبة، حماها اللهُ من أعداء الحياة، قام أكثر من 300 سلفىّ متطرف بقذف سيدة من المنوفية بالحجارة، ثم أضرموا النيران بمنزلها، وتوعدوها بالقتل. ذاك أنهم، كعادتهم، يقومون بدور الشاهد، والقاضى، والجلاد فى آن! هم وحدهم الجهةُ التشريعية والقضائية والتنفيذية، دون الدولة، لأن فى يدهم سكينًا، وفى قلوبهم يقينًا بأنهم الأفضلُ والأحكمُ والأعلم! وقد رأوا أن سلوكها لا يروق لهم، فقاموا بتنفيذ أحكامهم فيها، كأننا فى بلد بلا قانون! وربما يتكئون على المبدأ العبقرى «المريح» الذى طرحه السيد عبود الزمر ساعة ظهوره فى برنامج العاشرة مساءً، حين قال إنهم، السلفيين الإسلاميين، يقومون بتنفيذ ما يرونه مناسبًا وشرعيًّا من قتل مَن يختلفون معه، فإن أصابوا، لهم أجران، وإن أخطأوا، لا سمح الله، فلهم أجرٌ واحد، هو أجر الاجتهاد! يعنى هم مُثابون مُثابون، سواءً ما فعلوه حقٌّ أم باطل!! قتلوا السادات، لأنه أساء إليهم، ويضمنون لقاء هذا الجنةَ، بإذن الله، سواء كان السادات بريئًا أم مذنبًا. فقط لو كان بريئًا، لا قدر الله، فإن أجرهم سيُنتقَص قليلاً فيغدو واحدًا، بدل اثنين!
وفى قنا، بجنوب مصر، قامت مجموعةٌ، أيضًا من السلفيين، بتطبيق الحدّ بقطع أُذُن أحد أقباط مصر، لأنهم «اشتبهوا» فى سلوكه! أوسعوه ضربًا و«بهدلةً»، وأضرموا النار فى سيارته وشقته، فتركوهما كتلةً من الفحم. الشقة التى كانت مصدر دخله يقيم أود أسرته مقابل تأجيرها، وحرموا أطفاله من النوم والذهاب إلى المدرسة، وزوجته من الذهاب إلى عملها، بعدما هددوا باختطافهم! لكن القوات المسلحة، ورجال الدين الإسلامى، جازاهم اللهُ خيرًا، أقنعوا المواطنَ المصرى أيمن أنور ديمترى، مجدوعَ الأذُن، بأن يتنازل عن حقّه فى مقاضاة مَن هدموا حياته وشوّهوا جسده وسمعته. والأخطر مَن أهرقوا شعورَه، وشعور ملايين الأقباط، بالأمان فى وطنهم. كيف اقتنع؟! هل اقتنع أم أُجبِر على الاقتناع؟ وإن كان اقتنع بالتنازل عن حقه، فأين حق المجتمع؟ هل تنازل المجتمعُ المصرىُّ كلّه عن حقه فى الحياة بأمان؟ أنا مثلا لم أتنازل، بوصفى أحد أفراد هذا المجتمع!
سأكون حسنةَ النية وأقول إنه اقتنع بالصلح، لأن الصلحَ خير، كما نعلم، خصوصًا إذا اعتذر الجانى، أو حتى لو لم يعتذر. فأولئك لا يعتذرون! ولأن الصلح خير، ولأن الأقباط مواطنون من الدرجة الثانية فى مصر، إن هم إلا ضيوفٌ علينا، نحن المسلمين والعرب أصحاب البلد (!!) فإن الفرصة لا تزال أمامهم ليلحقوا بنا فينعموا بالرغد والأمان، مثلما ننعم نحن، إن كّنا ننعم! أما لو تمسّكوا بعُرْوَتهم الوثقى، فإن عليهم، بعد تنازل السيد أيمن، أن يلزموا بيوتهم، وأن يقيموا صلواتهم فى الخفاء، بعيدًا عن عيوننا، نحن أبناء دين السماحة! طالما لبعضنا مفهومٌ آخر، ومشوّه، عن السماحة وحرية الاعتقاد وحقوق المواطنة، كما تقرّها الشرائعُ والدساتير. ليت أحدًا يخبرهم أنهم يرسمون للإسلام، صورةً مسيئةً، ومجحفة، ومخيفة.
أيها المصريون، تحسسوا أنوفكم وآذانكم، ورقابكم، قبل أن تفقدوها عمّا قريب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة