فرصة للعمل من المنزل - شركة تطلب مسوقين من المنزل - بدون مقابلة شخصية - فقط سجل وسيصلك التفاصيل كاملة

ربات منزل - عاطل - حديث تخرج - طالب في كلية - بل وطالب في مدرسة - متقاعد - ضباط جيش أو شرطه - موظف فعلي بأي شركة أخرى

بشرط أن لا تقوم بالتسويق وأنت في مقر عملك لأن وقتك وقوانين عملك لاتسمح لك بأن تقوم بالعمل لشركة أخرى بوقت عملك - إلا بموافقة مديرينك وشركتك

سجل بياناتك من خلال الرابط التالي وسيصلك إيميل التأكيد في خلال دقائق وتكون موزع مع الشركة

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

مدحت الزاهد : على أرضها طبع المسيح قدمه

من القاهرة إلى صديق عمري رؤوف حلمي في أمريكا

صديقي رؤوف .. أتذكر يا صديقي منزلك في حي شبرا وكيف كنا نتجول أنا وأنت في بيوتنا محاطين بحب الأب وحنان الأم ومودة الأخوات .. أتذكر عندما كنا نغنى في الطريق مع عبد الحليم.. على أرضها طبع المسيح قدمه .. وأحلف بقرأنى وانجيلى .. ونغنى مع فيروز .. لاجلك يا مدينة الصلاة نصلى .. والطفل فى المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان!

أعرف لماذا هاجرت .. ولماذا هاجر من سبقوك .. ومن لحقوك .. دعاة التكفير لم يتركونا نحلف بقرأنا وانجلينا .. وضعوا السلام على النصارى فى مرتبة التحريم .. وشيوخ الارهاب استباحوا أموال الاقباط بنظرية الاستحلال.. والدولة ربطتهم عند درجة وكيل وزارة .. وبالكثير وزير أو اثنين من موظفى السلطان بقرارات التعيين من حصة الرئيس .. أعرف أن الاسئلة أحتدمت بعد ما ضرب الارهاب الاسود الكنيسة اثناء احتفالات أعياد العام الماضى فى نجع حماد .. وهذا العام فى الاسكندرية .. فأين يضرب فى العام القادم؟

أعرف أن بعضهم هاجر والسؤال يراوده: هل كتب علينا فى كل عيد أن يسقط منا شهداء أمام الكنائس؟ وبدلا من بهجة الاحتفال نرتدى ثوب الحداد!

أعرف كل الاسئلة الاخرى التى قذفت بها فى وجوهنا الموجة الوهابية الرجعية التى شوهت صورة الاسلام.. وحولته الى ذقون وجلاليب وأقنعة وطقوس ونزعت عنه روح البساطة والمحبة والتسامح.. مثلما قذفت بها فى وجوهنا دولة أطلقت لحيتها ظاهرا وانغمست فى فسادها لا تعبأ بنار الفتنة وعوامل الحريق.

رغم كل ما أعرفه يا صديقى فإن مصر الان تدعوك للعودة للمشاركة فى نهوضها الجديد المتفجر من دماء شهداء الاسكندرية.. ضميرها الحى انتفض بعد الجريمة السوداء .. أرتدت ثوب الحداد ولكنها خرجت تحمل الهلال والصليب وتغنى مصر لكل المصريين .. والدين لله والوطن للجميع ..

شعب مصر مسح غبار انفجار الاسكندرية الارهابى الذى اظلم السماء فإذا بدماء المصريين بالاسكندرية تنير سماء مصر كلها بلوحة رائعة مكتوب عليها : الله اكبر … الله محبة … المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة .. يحيا الهلال مع الصليب .. جينات المصريين كلهم واحدة .. ووطنهم واحد .. ومصر لكل المصريين بدون تعصب ولا تمييز …. ولا أرهاب. . ولا تكفير.

لا أخفيك يا صديقى أن صورة مصر الحزينة كانت مبهجة .. مظاهرات المسلمين وصلت لدوران شبرا .. والى دار القضاء العالى ومحكمة الجلاء وامام مكتب النائب العام تطالب بلافراج عن المتضامين مع الاقباط .. وظهرت مبادرات لتنظيم سلال بشرية على نيل القاهرة وبحر الاسكندرية .. ومسيرات شموع .. ودروع بشرية لحماية الكنائس ووقفات احتجاجية ضد الارهاب …

من دماء الاسكندرية تتفجر مصر الجديدة تطالب بدولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها المصريون جميعا دون تمييز .. دولة لا تعرف الاستبداد ولا الاستغلال ولا الارهاب ولا التكفير.

ومن دماء الاسكندرية تتحدى مصر الحية القيود التى فرضوها عليها قبل وبعد الانتخابات التى لم تحرم الاقباط فقط من التمثيل النيابى بل كل المصريين ..

مصر حزينة نعم! لكن حزنها أطلق طاقة ابداع ظهرت فى المظاهرات ووقفات الاحتجاج ومسيرات الشموع .. وظهرت على البوستر وفى الاشعار والمقالات والرسومات .. يارا رسمت الهلال والصليب فى كتلة واحدة مزجت بينها وجوه المصريين .. ورسمت قلب مصر الموجوع وقد وهن فيه الهلال مع الصليب.. ورسمت بزوغها الجديد وقد تعانقا فى اتجاه الشمس.

من دماء الاسكندرية تعى مصر الحية أن حلها على أرضها وعلى كل الاطراف هجرة الجيتو كى ننجح معا فى محاصرة ظلامية المتعصبين .. حلها على أرضها وليس عند من يسعون لتمزيقها .. لا عند من يحاولون الهيمنة على الكون انطلاقا من البيت الابيض والبنتاجون .. ولا عند سلاطين الكهنوت الذين يحاولون عزل المسيحيين فى جيتو مغلق داخل الوطن أو فى المهجر.. ولا عند سلطة ترى أن التفجير الطائفى يمكن أن يلهى المصريين بصراع فرعى بدلا من الصراع الرئيسى لكتلتهم الواحدة الحية من أجل التغيير.

أعرف يا صديقى تحفظك: هذه مصر على السطح …. ولكن لا يزال فى اعماق مصر ظلام .. فالتيار جارف والكلمة أصبحت للكهنوات ودعاة الفتنة والجنازير والسيارات المفخفخة

تذكر يا صديق أن الحياة يصنعها الاحياء .. وفى مصر الان معركة شرسة بين مصر الغارقة بحكم العسكر وسلطة الكهنوت وغيبوبة المخدرات وعدمية الانا مالية .. ومراكب الهجرة الغارقة فى مقبرة البحر الابيض .. ومصر الغاضبة الناهضة والنابضة بحركات الاحتجاج وجماعات التغيير والباحثين عن العدل والحرية .. وهى تمر بمخاض اليم عسير عظيم كانت دماء شهداء كنيسة القديسين بعضا من نزيفه.

تذكر يا صديقى أن من حاولوا نهب الوطن .. مع من حاولوا نهب الكون .. مع من حاولوا نهب الدين هم صناع الفتنة .. هم أصحاب المصلحة فى توفير أسباب صراع فرعى بين المصريين وفى كل وطن .. وفى صنع بيئة ملائمة للاحتقان والاختراق والتفجير من الداخل والخارج .. صديقى رؤوف عد الى الوطن لنغنى معا ” أحلف بقرأنى وانجيلى” ونقاوم معا محاولات أن نجعل من دماء شهداء الاسكندرية جسرا للتقدم والاستنارة تصنعه وحدة المصريين فى مواجهة الارهاب والهيمنة والاستبداد والكهنوت والتكفير .. جسرا من مصر الغاضبة الى مصر الواحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة