فرصة للعمل من المنزل - شركة تطلب مسوقين من المنزل - بدون مقابلة شخصية - فقط سجل وسيصلك التفاصيل كاملة

ربات منزل - عاطل - حديث تخرج - طالب في كلية - بل وطالب في مدرسة - متقاعد - ضباط جيش أو شرطه - موظف فعلي بأي شركة أخرى

بشرط أن لا تقوم بالتسويق وأنت في مقر عملك لأن وقتك وقوانين عملك لاتسمح لك بأن تقوم بالعمل لشركة أخرى بوقت عملك - إلا بموافقة مديرينك وشركتك

سجل بياناتك من خلال الرابط التالي وسيصلك إيميل التأكيد في خلال دقائق وتكون موزع مع الشركة

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

الجمعة اليتيمة

بقلم حمدى رزق ١٠/ ١/ ٢٠١١

عجباً.. كل منابرنا الجمعة الماضية تلهج بالوحدة الوطنية، حسنا، كل أئمتنا الجمعة الماضية يلهجون بالمحبة وأخوة الوطن، هكذا بين عشيّة وضحاها، طرفة عين، الدنيا تغيرت، العقول تفتحت، المنابر نوّرت، غادرها المتطرفون، المتعصبون، شيوخ النار، غادروا مساجد كانوا قد استولوا عليها، فجأة صارت المساجد بردا وسلاما.

جميل.. الجمعة الماضية تم استدعاء الاحتياطى الاستراتيجى من مخازن الوحدة الوطنية، تم تكليف الاحتياطى الوطنى من أئمة الأوقاف بالحسنى وزيادة، يا رب أدمها علينا نعمة كل يوم جمعة واحفظها من الزوال.

يوم الجمعة الماضى ابيضت وجوه واسودّت وجوه وشاهت وجوه، يوم الجمعة ارتقت المنابر وجوه بيض غرّ محجلون، يبغون فضلا من الله ونعمة، سباقون إلى الخير، يأمرون بالمعروف إلى أخوة الوطن، وينهون عن المنكر الذى يؤذيهم فى دينهم، العزف الجماعى على أوتار الوحدة الوطنية وحقوق أخوة الوطن كانت سيمفونية هزت الوجدان، فرح بها المؤمنون بالوحدة الوطنية.

جمعة الوحدة الوطنية كانت باهرة، ملهمة، مبشّرة، جمعة وعدت، يا خوف فؤادى من غدٍ، طيب والجمعة الجايه، والجمعة بعد الجايه، وبعد بعد الجايه، أخشى أن تكون الجمعة الماضية - كما يسمون الجمعة الأخيرة من رمضان الكريم «الجمعة اليتيمة»، وبعدها تعود ريما اللئيمة إلى عادتها الذميمة، وتعود المنابر إلى سيرتها الأولى، تعصبا وتطرفا وتحريضا، يركبها شيوخ النار وعذاب القبر، يؤمها المكفراتية، يكفّرون ولا يستحون من وجه الله الكريم، أخشى أن يتنكب أئمة الدولة المدنية وخطباء الوحدة الوطنية الطريق ويعودوا إلى خطب ما أنزل الله بها من سلطان، خطب التحريم الوطنى، خطب الكراهية الدينية، خطب التفتيش فى العقائد وتسفيهها وتكفير معتقديها، معاذ الله.

لطيف.. جمعة الوحدة الوطنية لم يشذ عنها أحد من الأئمة، لماذا يشذّون فى بقية الجمع؟ لماذا يمشون فى طريق الهلاك الوطنى، لماذا لا يرحمون هذا الوطن الطيب وهذا الشعب المتسامح، لماذا يتقهقرون، وينكصون على أعقابهم، وقد خطوا الخطوة الأولى، وقد خطبوا الخطبة الأولى، حديث الوحدة الوطنية له حلاوة.. وإن عليه لطلاوة، لماذا يتنكب البعض منهم الطريق، لماذا يشرخ بعيدا عما أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الجمعة الوطنية اليتيمة تشبيها لا تقريرا - تهدى للتى هى أقوَم، يجب ألا تكون يتيمة، لا بد أن تكون نبراسا هاديا، لا يُقبل على المنابر بعد الجمعة لغو، لا يقبل الوطن اللغو من القول، يقبل الطيب النافع، لا يجب ترك المنابر «سداح مداح» لكل من فى نفسه مرض، لا يصعدها معتد أثيم، لا يرتقيها إلا العليم الخبير بشؤون الدين والدنيا.

الخطابة بالتعليمات لا تستمر طويلا، الخطابة بالتوجيهات لا تدوم، خطابة الأزمة تنتهى بزوال الأزمة، خطابة الفاجعة تفجعنا، طالما فى الإمكان أفضل مما كان، طالما فى الإمكان تحويل المنابر إلى منارات هاديات تهدى الحيارى فى البرية الوطنية، وتطمئن القلوب الواجفة من خطر الفتنة الطائفية، طالما فى الإمكان أن تتحول المنابر والمساجد إلى بيوت خير ورحمة، إنما يعمر مساجد الله، طالما ممكن فلماذا يصبح غير ممكن، لماذا السير فى الاتجاه العكسى والطريق إلى الجنة مفروش بالدعوات الصالحات.

الخطابة للترضية لا تسمن ولا تغنى من جوع إلى الوحدة الوطنية، الخطابة بالتقية لا تقيم أود وطن يبحث عن الأمن والأمان، الخطابة بالأفواه وبزعيق الحناجر لا توفر راحة قلبية لمن فزع وجزع، الخطابة القلبية، من القلب، تذهب سريعا إلى القلب، الخطابة بالتمرير تمرير الحادث، أقرب للضحك على الذقون، الهزل فى مقام جد، عبث باحتياج الوطن لخطاب دينى عاقل مستنير.

الخطابة المستنيرة تقابلها عظات مستنيرة، المطلوب من الأئمة والمشايخ والوعاظ، مطلوب نفسه من القساوسة والأساقفة والرهبان، النور فى المساجد، نور فى الكنائس، المآذن الطيبة تقابلها منارات هادية، ما يُقال فى صحن المسجد مطلوب مثله فى مذبح الكنيسة، المسجد لن يصلح الحال وحده، المسجد والكنيسة معا، وكما أن التحريض جرى فى المسجد والكنيسة، فيجب أن يتم إنتاج السماحة فى المسجد والكنيسة، الحصاد المرّ مصانع إنتاجه كان المسجد وكانت الكنيسة، لا نستثنى منهما أحدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة