فرصة للعمل من المنزل - شركة تطلب مسوقين من المنزل - بدون مقابلة شخصية - فقط سجل وسيصلك التفاصيل كاملة

ربات منزل - عاطل - حديث تخرج - طالب في كلية - بل وطالب في مدرسة - متقاعد - ضباط جيش أو شرطه - موظف فعلي بأي شركة أخرى

بشرط أن لا تقوم بالتسويق وأنت في مقر عملك لأن وقتك وقوانين عملك لاتسمح لك بأن تقوم بالعمل لشركة أخرى بوقت عملك - إلا بموافقة مديرينك وشركتك

سجل بياناتك من خلال الرابط التالي وسيصلك إيميل التأكيد في خلال دقائق وتكون موزع مع الشركة

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

http://mh-sites-bola.blogspot.com/2012/07/blog-post.html

زوجة شيخ اختطفها مسيحيون د. عمار على حسن

قبيل موعد صلاة الفجر فتح الشيخ أحمد الدرينى عينيه فراعه أن الجانب الأيسر من سريره خال، فنادى زوجته فأتاه صمت وسكون مقيم. نهض وجال فى أركان بيته فلم يجدها. وحين غمر نور الشمس البيوت سأل الجيران، فلم يجد جوابا لدى أحد. عند الظهر أشار عليه أخوه بأن يبلغ الشرطة، وعند العصر صرخ فى وجهه شاب غاضب: زوجتك اختطفها شاب مسيحى وهرب. وأرغى الشيخ وأزبد، وغمغم وبرطم، وقال لمن حوله: الحقوا بها قبل أن يُنصّروها. فرمقه شاب ثان بغضب وقال: نلحق بها أين؟ نحن لا نعرف لها مكانا.

وحل صمت وخيبة فى الصدور والوجوه قطعهما شاب رابع قائلا: يجب أن يسمعوا صوتنا؟ فسأله خامس: من؟ فأجاب: الأمن والمسيحيون والمسلمون فى بلادنا وفى الخارج. وسرى غضب فى العروق فنفرت، ووجدوا أنفسهم يسيرون إلى الجامع الكبير فى تلك المدينة الجنوبية الصغيرة. وانتشر الخبر فتنادى الناس وجاءوا حتى ملأوا ساحة المسجد، وجاء أئمة المساجد المجاورة، وراح الجميع يهتفون ضد الأمن الذى لا يبحث عن زوجة الشيخ بجدية كافية، وضد المسيحيين الذين يطلقون حملات التبشير فى بنات المسلمين حتى وصل الأمر إلى زوجة الشيخ، كى يضربوا الإسلام فى كبده.

ولما تدفق الناس بالمئات، قال أحد الشيوخ الحاضرين: ربما لن يصل صوتنا إلا إلى مسامعنا. فتطلع الهاتفون إليه فصرخ فيهم: هيا إلى الأزهر. وعلى الفور تجمعت الباصات وسيارات الأجرة والملاكى، وزحف الموكب صوب القاهرة. وطارت الأنباء فى كل حدب فجاء الناس من الجهات الأربع، حتى ضاق بهم المكان، ففاض الحشد إلى الشوارع الجانبية، وراحوا يرفعون أياديهم هاتفين أمام عدسات الفضائيات التى أتت لاهثة باحثة عن خبر طازج مثير.

وبينما كان الجمع الغاضب يهتف بكل حناجره فى ساحة الأزهر، والشيخ يقف وسطهم صامتا، متصنعا وقارا وجلالا، كان جيرانه يتهامسون هناك عن الصراخ الذى اعتادوا أن يسمعوه كل ليلة فى بيت الشيخ. قالت الجارة التى تعمل مدرسة إعدادى: لم يكن الصراخ ينقطع، نسمع سباباً وشتائم، ثم ينطلق صوت نسائى غاضب، بشكوى حارة متدفقة، لا تلبث أن تصبح عويلا ونحيبا وصراخا. ثم صمتت برهة وواصلت: إنه صوت زوجة الشيخ، أنا أعرفه جيدا.

وتوالت الحكايات، فأسّرت امرأة إلى أخرى تقف بجانبها: اشتكت لى الغائبة أكثر من مرة عن أنه كان يسىء معاملتها. وقالت ثالثة: اشتكت لى مرة والخجل يقطر من جبينها بأنه لا يقوم بواجباته الزوجية منذ مدة. وعلى كوبرى البلدة قال رجل لصاحبه بصوت غير مسموع: ذهبت معه مرة إلى طبيب يعالج الضعف الجنسى. فرد عليه: الشيخ طويل عريض وصحته على ما يرام، ولا أعتقد أن ما تقوله صحيحا. وتدخل رجل آخر فى الحديث لكن بصوت وصل إلى كل الأسماع: الشيخ بخيل، يكنز القرش على القرش ولا ينفق على بيته كما ينبغى، وزوجته ضاقت بعيشته غير الراضية.

وجمعت المباحث الهمسات والأقاويل وكتبت تقريرها، وأرسلته إلى لاظوغلى، فهاتف وزير الداخلية شيخ الأزهر، الذى كان فى زيارة لإندونيسيا، فجاء مسرعاً، وما إن وصل مكتبه حتى طلب الشيخ أحمد فأسرع إليه، ووقف أمامه كسيف البال، فتطلع الإمام الأكبر فى وجهه وقال: كل هذه الأكاذيب، من رجل يقرأ دوما الآية التى يقول فيها رب العزة: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

فطأطأ أحمد رأسه أكثر وقال بصوت مبحوح: خطفوا زوجتى يا فضيلة الإمام، يريدون تنصيرها، لنعيش جميعا بعارها. وهنا اكتست نبرة الإمام بجدة وصرامة وقال له: أتكذب على، وأنت من تخطب فى الناس «قال الله وقال الرسول»، زوجتك هربت لأنك تنسى أن تعمل فيها آيات الله التى تطلب منك «إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» وتنسى ما هو أعمق حين يقول لك القرآن: «وهو الذى خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، وتنسى أن الرسول خصص جزءاً كبيراً فى وصيته الأخيرة بحجة الوداع لحقوق النساء، ونادى فى المسلمين: «أوصيكم بالنساء خيرا»، وتنسى قوله عليه الصلاة والسلام: «النساء شقائق الرجال».

ولم يجد الشيخ أحمد ما يقوله سوى: أنا إمام مسجد، وأرعى الله فى بيتى، فابتسم الإمام الأكبر وقال: يُعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، يا رجل أنت بشر، ولا قداسة لك، ولا عصمة، ولست حجة على الدين، وضيق زوجتك بك وهربها منك لا يعنى أنها هربت من الإسلام، بل يعنى أنك أنت الذى تسىء إلى الدين، ومن لا يُصلح داره ويعدل فى أهل بيته لا يمكن أن يؤتمن على الدعوة إلى الله. ورفع الإمام سماعة هاتفه وطلب وزير الأوقاف، وقال له: أتمنى أن تشكل لجنة لبحث الأمر فإن ثبت كذب الرجل، فليس هناك عقاب أقل من فصله، حتى يعلم العامة أننا لا نتستر على كذوب جهول، يثير الفتنة، ويسىء إلى الإسلام، ويلعب باستقرار وطن نحبه.

وأرسل الإمام أحد العلماء إلى الرجال الغاضبين فى الأزهر يطلب منهم الانصراف، فهاجوا وماجوا، وأصر أغلبهم على البقاء محتجين، وقال رجل طاعن فى السن: لن ننصرف حتى نعرف الحقيقة. وجاءت الحقيقة فى اليوم التالى، حين وصلت الشرطة إلى الزوجة، فوجدتها عند قريبة لها فى مدينة ساحلية، تبكى ليل نهار حظها العثر ونصيبها الخاسر، وتصر على مفارقة زوجها الظالم الجبار. ولما طار الخبر إلى المحتجين ركبهم خجل وخزى ورجعوا إلى بيوتهم يرددون الحديث الشريف الذى يقول: «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها». وما إن وصلوا إلى المدينة حتى وجدوا فى المسجد إماماً آخر غير الشيخ أحمد الكذوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة