أقدم 5 شباب من حاملي الشهادات العليا في مدينة القصرين التونسية على محاولة الانتحار شنقًا بشكل جماعي، وأصبحت هذه الحادثة حديث الشارع التونسي، وأعادت للأذهان حوادث الانتحار التي انطلقت مع بداية الثورة التونسية، غير أن هذه الحادثة كان لها وقع الصدمة، كونها نفذت بشكل جماعي، وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
وقالت تقارير إعلامية من تونس: إن الشباب الذين حاولوا الانتحار هم من حاملي الشهادات العليا في التاريخ، والجغرافيا، والعربية، والفرنسية، والمالية، نصبوا المشانق على أسوار أحد فروع وزارة التربية، بعد أن طالت بهم سنوات البطالة، وشارفوا على سن الأربعين، ونفذوا فعليًّا تهديداتهم بالانتحار، ليتم نقلهم على وجه السرعة للمستشفى.
تصريحات هؤلاء الشباب قبل إقدامهم على محاولة الانتحار الجماعي، والتي تناقلها مستخدمو "فيسبوك"، أظهرت مدى تعرضهم للظلم والمحسوبية، برغم وعود وزارة التربية بعد الثورة بضمان تشغيل هذه الفئة ممن تجاوزت أعمارهم سن الأربعين، وطالت بهم مدة البطالة.
وأكدوا أن الوزارة والحكومة بشكل عام، تمارس سياسة انتقامية تجاه هذه المدينة، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات.
حادثة انتحار الشبان الخمسة أعادت إلي الأذهان محاولة انتحار محمد البوعزيزي "حرقًا" الذي كان سببا مباشرا في اندلاع الثورة التونسية وانقلاب الأوضاع في تونس "رأسا علي عقب"والتي لم تكن إلا حلقة في سلسلة محاولات انتحار متواصلة، اتخذها أصحابها كشكل من أشكال الاحتجاج، بعد أن ضاقت بهم السبل، وأغلقت الحكومة التونسية المؤقتة آذانها لمطالبهم في التشغيل، والحق في العيش الكريم، التي يعتبرونها مشروعة.
ويري بعض المحللين التونسيين أنه برغم مرور أكثر من 8 أشهر على قيام الثورة التونسية، والتي انطلقت شرارتها من مدن تونسية هامشية، عانت في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي من التهميش، وحرمان شبابها المتعلم من فرص التشغيل العادلة، فإن واقع هذه المناطق وظروف سكانها الاجتماعية والاقتصادية مازالت على حالها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة