تبدأ الكنائس المصرية احتفالاتها مساء اليوم، الجمعة، بعيد الميلاد المجيد وسط مشاركة ملموسة من المسلمين الذين تجمعهم الأعياد والمناسبات دائما، وإن كانت الكنائس اليوم تجرى صلواتها فى ظروف لم تعتد عليها من قبل، فلأول مرة منذ أكثر من 30 عاما يقُام قداس عيد الميلاد فى غياب حسنى مبارك، ولأول مرة منذ عقود يغيب الحزب الوطنى عن المشهد.
ويقُام القداس اليوم فى ظل ثورة 25 يناير، وسط تعالى المبادرات الشعبية بما فيها التأمين على التحركات الرسمية الأمنية، حول الكنائس لحماية الأقباط أثناء الصلوات، خاصة الكنائس التى حدثت فيها مشكلات سابقة مثل كنيسة صول بأطفيح وكنيستى مارمينا والعذراء بإمبابة وكنيسة القديسين بالإسكندرية وكنائس نجع حمادى وكنائس قرية منقباد والغريزات بسوهاج.
وفى الإسكندرية يحتفل الأقباط بعيد الميلاد فى كنيسة القديسين ومازالت الذكريات المؤلمة والتخوفات تخيم على أجواء الكنيسة بعد التفجيرات التى تعرضت لها الكنيسة فى عشية رأس السنة من العام الماضى، وأسفرت عن مصرع أكثر من 20 شخصا وإصابة 100 آخرين، فيقول القمص مقار فوزى كاهن الكنيسة أن الأقباط يحتفلون وكل آمالهم الشعور بالسلام بعد سلسلة التهديدات للكنيسة والانتهاء بالتفجيرات الأخيرة ويطمح الجميع أن يكون العيد بداية لفترة وئام وسلام مع الجميع بعد ما شهدته مدينة الاسكندرية من احتقان تألم لها الجميع.
وأضاف أن الجميع يطلب من الله أن يحل السلام فى عيد ميلاد المسيح، لتكون فترة سلام للإسكندرية بعد مرور ليلة رأس السنة بخير، بمشاركة المسلمين، وعلى رأسهم الدكتور أسامة الفولى محافظ الاسكندرية، والعديد من الشباب والحركات للاحتفال أمام الكنيسة ونأمل أن يكمل الله الليلة بسلام على مصر.
من جانبه قال القمص متياس إلياس كاهن كنيسة العذراء بإمبابة التى تعرضت للحرق فى أحداث إمبابة المعروفة "بفتنة عبير"، أن الكنيسة تصلى من أجل السلام لمصر، وان يكون العيد بداية لاحتواء الاحتقان، وعودة التعايش بين المسلمين والأقباط بعد فترة عصبية مرت بها المنطقة، عقب أحداث فتنة عبير التى أسفرت عن مقتل ما يزيد على 14 شخصا وحرق كنيسة العذراء ومقتل خادمها.
وأضاف أن ليلة رأس السنة شهدت مشاركة وحضور مسلمى المنطقة وقيام شباب وفتيات من المنطقة بإقامة دروع بشرية أمام الكنيسة وقاموا برفع لافتات تؤكد وحدة المسلمين والأقباط، ومنها "مسلم مسيحى إيد واحدة "، وأشار إلى أن قداس العيد سيشهد مشاركة أكبر من المسلمين لتصحيح المفهوم الخاطئ الذى خرجت به بعض التيارات المتشددة برفض التهنئة الأقباط فى عيدهم والمبادرة بإذابة رواسب الاحتقانات بين الجميع.
وتجرى الآن مساعى صلح بين أبناء المنطقة من أجل الإفراج عن جميع المتهمين فى أحداث إمبابة بعدما تأجلت جلستهم إلى 5 فبراير حسب ما اكده عيد زكى عضو مجلس المحافظة السابق وعضو لجنة المصالحات الذى أضاف أن اليوم سيتوجه عدد من قيادات وعائلات المنطقة، وعلى رأسهم رئيس حى إمبابة لتهنئة الأقباط بعيدهم فى جميع كنائس إمبابة لتكون بدابة جديدة نحو التعايش السلمى بين أبناء المنطقة من أجل خدمة الوطن والتأكيد على وحدة المصريين.
وفى قرية صول بإطفيح تدخل كنيسة الشهيدين "مارمينا ومارجرجس" بؤرة الاهتمام الإعلامى فى أول قداس لعيد الميلاد للكنيسة بعد أحداث مارس الماضى، وإعادة بنائها مرة أخرى تحت إشراف الهيئة الهندسية بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ويأمل الأقباط اليوم أن تكون بداية سلام للقرية وأن يشاركهم المسلمون قداسة العيد ولاسيما من أهالى القرية الذين شاركوا فى هدم الكنيسة، لمسح فترة وقف لها جميع المصريين فى رفض ما تعرضت له الكنيسة من هدم على يد متشددين لا يؤمنون بالمواطنة.
وفى نجع حمادى تشهد المدينة استعدادات امنية مكثفة تحسبا لأى أعمال عنف بعد وصول رسائل على مدرا لشهور الماضية باستهداف الكنائس، وقال الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى إن الأجهزة الأمنية، اتخذت الإجراءات الاحترازية لعملية تأمين الكنائس فى نجع حمادى وفرشوط وأبو تشت، ويأمل مرور الاحتفال بسلام بعد تجاوز احتفال راس السنة بامان وأضاف أن قداسات العيد فى المدنية سوف تخرج فى موعد مبكر عن الموعد المعتاد فى إطار الدواعى الأمنية، مشيرا إلى أن جميع المسئولين سوف يهنئون الأقباط يوم 7 يناير بالمطرانية.
كما تجرى تشديدات أمنية فى عدد من الكنائس التى شهدت احتقانات طائفية مثل كنائس قرية الغريزات بسوهاج التى شهدت مقتل قبطيين الشهر الماضى، وعدد من أعمال العنف وتوجد بالقرية كنيس العذراء ومارجرجس، وكان العقلاء قاموا بإجراء صلح منذ أسبوعين ماضين لاحتواء الأوضاع وعدة الاستقرار لأبناء القرية، كما تشهد قرى منقباد التابعة لمركز منفلوط بأسيوط تأمينات مشددة على كنائس القرية ومنازل الاقباط، لاسيما قرى "العدر وسلام وبهيج التى شهدت أعمال عنف على اثر الرسوم المسيئة التى اتهم فيها طالب قبطى بوضعها على صفحته بالفيس بوك، ويسعى العقلاء إلى ان يكون عيد الميلاد بداية لإعادة أواصر المحبة بين المسلمين والأقباط بالمنطقة.
المصدر : شبكة المشاكس الاخبارية