لحظات حاسمة ومفصلية تعيشها مصر حاليًا, وكأنها لم تعش من قبل, سيما بعد أحداث السفارة الإسرائيلية والتداعيات الدولية التي حدثت أو التي يترقَّبها البعض, في الوقت الذي يهلل البعض لاقتحام الشباب للسفارة الإسرائيلية تحت شعارات ثورية حماسية ربما لا تقدر في كثير من الأوقات الأزمة الدولية التي قد تحدث بسبب مثل هذا التصرُّف.
أحداث السفارة الإسرائيلية بدأت مساء الجمعة حينما كرر 4 متظاهرين حكاية الشاب الذي أسقط العلم الإسرائيلي من أعلى السفارة، ونجحوا في تسلق مبنى السفارة وإسقاط العلم الإسرائيلي مرة ثانية وحرقه وسط ضربات الشواكيش التي نجحت في هدم الجدار الأسمنتي الذي تم بناؤه على كوبري الجامعة وأمام مبنى السفارة، وقام الشباب الذين نجحوا في إنزال العلم في اقتحام مقر السفارة نفسه وفوجئ آلاف المتظاهرين في أسفل العمارة بأمطار من الأوراق والوثائق ومحتويات السفارة تهبط عليهم،
وقام المتظاهرون بإلقاء أوراق تتضمَّن بيانات وصفت بالسرية عن أرصدة بنوك وتعاملات مع الحكومة المصرية, في خطوة وصفها البعض بالخطيرة لما تمثله هذه الوثائق والمستندات من سرية تامة.
عقب هذه الأحداث أذاعت قناة CNN خبرًا يفيد مغادرة إسحاق ليفانون السفير الإسرائيلي بالقاهرة مع أعضاء السفارة مطار القاهرة الذين يقدر عددهم 70 شخصًا على متن طائرة خاصة لتل أبيب, وقالت إنه رفض الإدلاء بأي تصريحات صحفية رغم انتظاره بصالة كبار الزوار لأكثر من 3 ساعات حتى وصول الطائرة, وقالت القناة إن علامات الخوف والقلق بدت على وجه السفير ومساعديه لدى مغادرتهم المطار.
اقتحام السفارة الإسرائيلية
من جانبه أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة قلقه الشديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد اقتحام سفارة إسرائيل في القاهرة من قبل متظاهرين، وطلب من السلطات المصرية حماية السفارة، حسبما أعلن البيت الأبيض.
أكد بيان للرئاسة الأميركية الذي نشرته وكالات الأنباء أن الرئيس تحدث مع رئيس الوزراء نتنياهو، حول الوضع في السفارة الإسرائيلية في القاهرة، حيث أعرب عن قلقه الشديد حول وضع السفارة وأمن الإسرائيليين العاملين فيها". وأضاف البيان، أن أوباما استعرض الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة على جميع المستويات للمساعدة على إيجاد حل لهذا الوضع بدون عنف إضافي، كما دعا الحكومة المصرية إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية بتأمين حماية السفارة الإسرائيلية.
فيما قال مسؤول في وزارة الصحة المصرية إن 448 شخصًا أصيبوا يوم الجمعة في اشتباكات بين الشرطة ومحتجين حول مبنى يضم السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وأوضح أن مصابًا تُوفِّي بأزمة قلبية في المستشفى الذي نقل إليه.
قال شهود عيان إن الاشتباكات تركزت قرب مبنى مديرية أمن الجيزة القريب من المبنى الذي يضم السفارة والذي حاول محتجون اقتحامه أكثر من مرة. وقال شاهد إن العديد من سيارات الإسعاف شاركت في نقل المصابين قرب مبنى مديرية أمن الجيزة الذي شهد هجمات كر وفر بين الشرطة ومحتجين.
أغلب الإصابات ناتجة عن إطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع على محتجين حاولوا أكثر من مرة اقتحام مبنى المديرية الذي يوجد قرب مبنى يضم السفارة الإسرائيلية على نيل القاهرة.
متظاهرون يحطمون جدار السفارة الإسرائيلية في القاهرة
وكان بعض المحتجين يردِّدون هتافات أحدها يقول: "الشعب يريد إسقاط المشير" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق.
أول رد فعل إسرائيلي على أحداث السفارة كان تعليق الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو, والذي وصف الاعتداء على السفارة الإسرائيلية في القاهرة بالخطير.
وأشار موقع "صوت إسرائيل" عن نتنياهو قوله: "إنه لا يجوز أن تمر مصر مرور الكرام على هذا المساس الخطير بنسيج العلاقات السلمية مع إسرائيل والانتهاك السافر للأعراف الدولية".
بينما قدم نتنياهو الشكر لرئيس الوزراء الرئيس الأميركي باراك أوباما على مساعدة إدارته في الحادث.
في الوقت الذي قالت فيه صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: «إن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، خلال محادثات مع نظيره الأميركي ليون بانيتا، ودينيس روس، مبعوث إدارة أوباما، طلب منهما حماية السفارة من المتظاهرين».
الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أكد رفضه أعمال العنف التي تمت أمام سفارة إسرائيل.
وقال حمزاوي: ''أرفض جميع أعمال العنف التي تمَّت أمام وزارة الداخلية والسفارة الإسرائيلية''، مطالبًا المواطنين بالالتزام بسلمية التظاهر ومنها حماية مقار السفارات الأجنبية، واصفًا اقتحام السفارة بالعمل غير المسؤول والذي يضر بالمصلحة الوطنية, وطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم بتنفيذ مطالب المتظاهرين في جمعة تصحيح المسار، على رأسها الوقف الفوري لمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وإعادة النظر في قانون الانتخابات البرلمانية وتقسيم الدوائر الانتخابية.
إنزال العلم من السفارة للمرة الثانية
من جانبه أكد أحمد دومة أحد الشباب الداعين إلى مظاهرة تحطيم الجدار سعادته بما حدث, وقال: إلى كل هؤلاء الذين انتظروا أن أخرج وأتبرّأ من الرائعين الذين قاموا باقتحام السفارة وهدم الجدار، وطرد السفير الصهيوني وطالبني بعضهم بتحمّل مسؤولية ما حدث بصفتي الداعي لمسيرة هدم الجدار، أقول لهم: شرف لي أيّما شرف أن أكون واحدًا من بين هؤلاء الذين طهّروا هذا البلد، ويدفعون أرواحهم ثمنًا لذلك.
جدير بالذكر أن التلفزيون المصري قد أعلن عن إصابة 4 من ضباط الشرطة، و2 أمناء، و40 مجندًا، والقبض على 17 من مثيري الشغب.
للمزيد تداعيات دولية غاضبة بسبب أزمة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة.. أوباما يطالب مصر بحماية علاقاتها مع جارتها.. ونتنياهو: حادث خطير لن يمر مرور الكرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة