كتبت سارة علام - تصوير عمرو دياب
على أصوات الترانيم الكلاسيكية وأمام هيكل السيد المسيح تحوطه روائح البخور العطرة التى تملأ الكنائس رهبة وقدسية، احتفل الأقباط بأحد الشعانين ليصبح العيد الأول بعد سقوط نظام مبارك.
منذ الصباح الباكر ازدحمت منطقتى غمرة والعباسية المليئة بالكنائس بالمصلين الذين ملأوا الشوارع جيئة وذهابا يحملون فى أيديهم باقات الزهور وسعف النخيل الذى تشكل على هيئة الصليب أو أشكال أخرى عديدة.
وأمام مبنى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية التقطت عدسة اليوم السابع، غياب دوريات تأمين الشرطة التى اعتدنا أن نراها كل عام واكتفت الكنائس بضابط وفردى أمن أمام كل منها، كما أقامت الكنيسة جدارا اسمنتيا أمام أحد أبوابها المطل على الشارع تمهيداً لبناء بوابة جديدة.
ويقول "جورج كمال" أحد الخارجين من قداس الكاتدرائية بالعباسية، إن الكنيسة شهدت غياب الأمن صباح يوم العيد إلا أنها لم تسجل أى حالات اعتداء على المصلين أو اشتباكات حولها لأن "الحارس ربنا".
وتضيف "مارى عزيز" هذا العيد يختلف عن الأعياد السابقة لأنه عيدا بطعم الثورة والنصر،داعية الرب أن يعم مصر الأمن والأمان وأن تكتمل الأجواء الاحتفالية حتى عيد القيامة الأحد المقبل دون مشاكل.
وفى كنيسة الروم الأرثوذكس، طاف كاهن الكنيسة حاملا الزيت يرشه على المحتفلين ويحمل الرهبان والشمامسة فى أيديهم سعف النخيل حتى وصل بهم إلى داخل الكنيسة وبدءوا فى أداء الصلاة، وشهدت الكنيسة تواجد عدد كبير من الشوام والعراقيين والعرب المقيمين من أبناء كنيسة الروم الأرثوذكس أحد أهم الكنائس الشرقية.
ويقول "مايكل عادل" أن العيد لم يختلف عن الأعياد السابقة لأن كنيسة الروم الأرثوذكس لا تشهد تواجدا أمنيا كثيفا نظرا لقلة أعداد المصلين بها على العكس من الكنائس الأرثوذكسية المزدحمة، إلا أن الكنيسة أبلغتهم بتقديم موعد قداس العيد لينتهى فى العاشرة مساء ويعودوا إلى منازلهم قبل حظر التجول، على العكس من العام الماضى الذى بدأ فيه القداس فى الثانية عشر بعد منتصف الليل وانتهى فى الثانية صباحا.
وفى بطريركية الأرمن الكاثوليك، اصطف المصلين بداخلها لأداء طقس التناول ووضعت السيدات إيشاربات على رؤوسهن والتففن حول الهيكل، وتجمع الأطفال حول الهيكل وعمت الترانيم أجواء المكان، واصطف عدد أخر لإضاءة الشموع على باب الكنيسة، وشهدت الكنيسة تواجد عدد كبير من الأجانب المقيمين بمصر.
ويصف القس "ماديروس ترزى باشيان" نائب رئيس مجلس إدارة الكنيسة، العيد بعيد الحرية الذى أشرقت عليه شمس الثورة على مصر، داعيا الله أن تبقى مصر بلدا للأمن والأمان، وأن يأتى العيد القادم برئيس جديد يعم الخير والسلام على الوطن.
لم يختلف الأمر كثيرا، أمام الكنيسة الإنجيلية بالفجالة إلا أن بائعى الورود وسعف النخيل وقفوا بأماكنهم دون زحام نظرا لقلة الإقبال مقارنة بالكنائس الأرثوذكسية صاحبة الأغلبية بين أقباط مصر.
ويقول "هانى فكرى"، أن الكنيسة لم تتأثر بقلة أفراد الأمن الموجودين على أبوابها، ومارس المصلين طقوسهم فى حرية تامة دون خوف.
ولم تسجل منطقة الزرائب التى شهدت احتكاكات طائفية الشهر الماضى أى أعمال عنف رغم أن سكان منشأة ناصر قطعوا الطريق الدائرى القريب منها، ويقول "حنا موريس" الخادم بدير الأنبا سمعان، أن الأقباط توافدوا من الصباح الباكر على الدير لأداء الطقوس وحضور القداس والتناول والصلاة دون مشاكل.
وأحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية الشرقية هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد القيامة ويسمى الأسبوع الذى يبدأ به بأسبوع الشعانين أو أسبوع الآلام ,وهو يوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى بيت المقدس واستقبله الشعب أحسن استقبال فارشاً ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل، وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر أى أنهم استقبلوا يسوع المسيح كمنتصر فى الحرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة