خاصة فى هذه الظروف التى تمر فيها العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بأزمة اثق انها سوف تنتهى وسوف نخرج منها جميعا اقوى واكثر حرصا على هذا الوطن .. ولاننى ممن لا تأخذهم العزة بالاثم فقد رأيت اننى تجاوزت فى حق مايكل منير .. ووجدت عددا كبيرا من تعليقات حضراتكم على هذا المقال تؤيدنى .. كثيرون من المسلمين والمسيحيين لا يثقون فى مايكل منير وفى منظمة اقباط المهجر ..
وكثيرون ايضا كانوا ضدى .. شتمونى وشككوا فى اصولى المهنية .. ليس دفاعا عن مايكل بقدر ما هو دفاع عن موقف المسيحيين فيما حدث ..
وتحولت التعليقات فى بعض الاحيان الى خناقات بين المسلمين والمسيحيين حول المادة الثانية من الدستور وغيرها ..
يؤيدنى عشرات .. ويعارضنى عشرات .. وربما يكون المؤيدون اكثر خاصة وان منهم مسيحيين ..
لكن فى هذه اللحظة اجد انه يجب علىّ ان اطلب من كل حضراتكم الهدوء للحظة ..
فقد رأيت منذ قليل صور كنيسة الشهيدين باطفيح بعد احراقها .. ولم اكن اتصور انها ستكون بهذه البشاعة .. وبكل صدق اقول لكم ان المسلمين لم يكونوا ليسكتوا لو ان مسجدا تعرض لربع ما تعرضت له الكنيسة .. ساعتها – لا قدر الله – لم يكن المسلمون سيكتفون بالاعتصام امام مبنى ماسبيرو ، وانما كانوا سيحرقون ويهدمون وينتقمون .. وكنت ستجد خطباء المساجد يدعون الناس الى الجهاد .. ويختتمون الخطبة بالدعاء على النصارى المجرمين اعداء الدين .. انا مسلم وعارف ..
ولذلك اراجع الان نفسى فيما كتبت .. امد يدى الى كل مسيحى بمن فيهم مايكل منير لاعتذر عن هذه الصور وعن هذه الهمجية التى لم يأمر بها دين ..
اعرف ان القوات المسلحة ستبدأ غدا فى اعادة بناء الكنيسة ..
لكنى اعرف ايضا ان مولد اطفيح الذى بدأ بذهاب الدعاة والمشايخ الى هناك وعقد العديد من المؤتمرات الجماهيرية والندوات الدينية للكلام عن الوحدة الوطنية لن ينتهى الى شىء .. ستبقى النار تحت الرماد مالم تكن هناك تشريعات وقوانين يحتكم اليها الطرفان عندما تحدث مشكلة ..
يا جماعة .. المسلمون لن يقبلوا ان تكون هناك علاقة بين مسلمة ومسيحى ..
والمسيحيون لا يقبلون ان تكون علاقة بين مسلم ومسيحية ..
المسلمون لا يقبلون ان يتحول مسلم الى المسيحية ..
والمسيحيون لن يرضيهم ان تتحول مسيحية الى الاسلام
والمتحولون لن يزيدوا المسيحيين ولن يقللوا المسلمين
والمتحولون لن يزيدوا المسلمين ولن يقللوا المسيحيين
المتحولون من الطرفين يشعلون الفتنة .. والبلد لاتحتمل مزيدا من الفتن ، ولابد ان يكون هناك قانون يمنع هذه المصيبة ..
مصرا ليست مكانا للتنصير ولا التبشير ..
ابعدوا عن مصر ..
اما مطالب الاقباط الاخرى الخاصة ببناء الكنائس وتعيين عدد اكبر منهم فى الوظائف السيادية فاقترح ان يعاد دراسة ذلك بنسبة عدد الاقباط الى عدد المسلمين فى مصر ..
وفيما يتعلق بالمادة الثانية من الدستور التى تنص على ان " الاسلام دين الدولة و اللغة العربية لغتها الرسمية و مبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسى للتشريع" فلست مؤيدا لالغائها بل ارفض ذلك بوضوح .. لكن وبما اننا فى طريقنا لاعداد دستور جديد فربما يكون من المناسب اذا رأت اللجنة التى سوف تصيغ الدستور الجديد أن تضيف اليه ما يشير الى الديانات الاخرى .. ثم يطرح الدستور للاستفتاء ويقول الشعب كلمته .
مرة اخرى اعتذر لكل من اغضبهم مقالى السابق .. وبكل محبة اتسامح مع من شتمنى عملا بقول الله تعالى فى سورة النور " وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
وفى سورة الاعراف "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "
وفى سورة التعابن " وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
وفى انجيل متى : " .. فإن كنتم تغفرون للناس زلاتهم،يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم ..وإن كنتم لا تغفرون للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم "
لذلك .. فانا مسامحكم !
محمد عبد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة