ساعات قليلة وتنطلق جمعة الإنذار الأخير، تبدو صورة الميدان هادئة، المعتصمون داخل تحت خيامهم المنصوبة ينامون تحت شعارات تعبر عن مطالبهم، وقد واصل البعض منهم إضرابا مفتوحا عن الطعام، حالات الإغماء تتزايد بينما الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء مازال يواصل مشاوراته لاستبدال الوزراء من رجال مبارك بآخرين يرضى عنهم الثوار.
باعة جائلين يتكاثرون حول الكعكة الحجرية، لا ينافسهم في الزيادة العددية إلا خيام تعبر عن توجهات مختلفة تتجاور تحت مطالب محددة.
مواطنون يتدفقون بالعشرات إلى الميدان، بعضهم تشي ملامحه بأنه جاء لأول مرة ليبحث عن حقه، بينما الكثير منهم تعود على التجوال المسائي متنقلا بين المنصات يستمع ويناقش وينصرف في الساعات الأولى من الصباح.
روح 25 يناير مازالت تسكن جسد الثوار فتعلوا حناجرهم بهتافات مازالت قوية لم يؤثر فيها إرهاب البلطجية، أو إصبع الفنجري العسكرية.
أصوات مبحوحة لأهالي الشهداء تحكي وجع يتضاعف وتنتظر قصاص بطئ.
ساعات قليلة وتنبت دماء الشهداء الملايين من بشر قرروا يبحثون عن ثأر، مصرين على البقاء حتى شمس يوليو وقلوبهم أشد حرا من لهيبها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة