بداية أؤكد أننى كنت من أوائل الثوار الذين صرخوا فى وجه الظلم والفساد وتعرضت للإصابة فى عينى كغيرى من كثير من أبناء الشعب المصرى.. ولا أخفيكم مدى سعادتى بحرق مقرات الحزب الوطنى الفاسد والمستبد.. كنت مصراً على استمرار التظاهر وخلع الرئيس مبارك ومحاكمته وابنه "جمال" ومعاونيه ورجاله.
كنت كذلك حتى خرج علينا الرئيس مبارك بخطابه الثانى والذى أكد فيه موافقته على مطالب الشعب.. هنا شعرت أن رجلاً بتاريخ مبارك ورغم أخطائه القاتلة لا يجب أن يبحث عن مسكن فى دولة قطر أو البحرين أو أى مكان آخر.. لن يغفر لنا التاريخ أيها الشرفاء - يا من أسقطتم أقذر نظام على وجه الأرض - طرد حسنى مبارك الذى حارب وشارك فى قهر الصهاينة وترأس مصر سنوات عديدة أنجز فى بعضها إصلاحات اقتصادية ومجتمعية قبل أن يتدخل ابنه ويلملم من حوله شلة من المنتفعين حتى كاد يتسبب فى طرد والده من مصر.
أقولها.. أنا لا أكره حسنى مبارك إلى الدرجة التى أطرده فيها من أرض طلب أن يدفن فيها.. لا أكرهه إلى درجة إذلاله، خاصة أن الرجل يريد أن يفعل آخر مهامه التى طالما حلم بها المصريون.. إنه يريد إصلاحاً دستورياً وسياسياً واقتصادياً.. يريد أن ٌُدخل مصر مرحلة جديدة فى تاريخها.. دعوه وهو زاهد فى السلطة – رغماً عنه أو برغبته – أن يصحح لنا مسار المرحلة القادمة.. مسار المستقبل حتى لا نجد مبارك آخر وحرامى آخر مثل أحمد عز فى المستقبل، وحتى نجد وزراء من رجال الأعمال يخلطون بين العام والخاص ويخضعون مقدرات شعب بأكمله لخدمة مصالحهم وأهوائهم الدنيئة.
أقولها وأتعهد بها.. لو لم ينفذ مبارك ما قاله سأكون أول الخارجين وسأدمر الحزب الوطنى ولو قتلت أو سجنت مدى الحياة.. لكن اليوم كفى ما حدث.
إلى الثوار الشرفاء فى ميدان التحرير.. أرجوكم توقفوا الآن وأنتم فى أوج قوتكم.. أرجوكم اثبتوا على الصورة المرعبة التى ستطارد خيال كل من يفكر فى احتكار وإهانة أحفاد الفراعنة.. أرجوكم لا تستمروا أكثر من ذلك حتى لا ينفض الناس من حولكم وتنتهى أعظم ثورة فى تاريخ مصر مجبرة.. أرجوكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة