المشهد فى ميدان التحرير ليلة الأربعاء لم يكن مجرد سماء تمطر حجارة، أو دماء متظاهرين تجلبها من أجسادهم سكاكين وسيوف بلطجية سبق وأن شاهدناهم يساعدون رجال الدولة المعروفين فى انتخابات مجلس الشعب الماضية، ويضربون باسم الأمن الذى انسحب خلال أيام تلك الانتخابات ووقف ليشاهد من بعيد قبل أن يكرر فعلته وينسحب تماماً بعد مظاهرة الجمعة الغاضبة فى مؤامرة لا يمكن وصفها إلا بالخسة بجانب الكثير من السذاجة والغباء.
المشهد فى ميدان التحرير ليلة الأربعاء لم يكن فقط دامياً أو محزناً أو مخزياً لبلد تم تقسيمه بفعل فاعل ساذج التفكير إلى ناس تؤيد الرئيس وناس تعارضه دون أن يدرك أنه يشعل حرباً بين شرفاء قرروا أن ينادوا على حريتهم بأصواتهم المجردة العزلة من أى سلاح وبين مأجورين تم دسهم وسط فئة أخرى أرضاها خطاب الرئيس فخرجت لتنادى بمنحه فرصة أخرى،لم يكن المشهد كذلك بل كان مشهداً من مسرحية ذات سيناريو قديم وممل اعتاد أن يلعبه رجال هذا النظام من قبل وابتكره واستخدمه فى الانتخابات الماضية بشكل موسع هذا الرجل الذى اعتبر نفسه أقوى من الشعب، ذلك القصير الطماع أحمد عز بدعم من وزير الداخلية الهارب حبيب العادلى الذى ظل لسنوات طويلة يرهبنا بوزارته وأجهزة أمنية سقطت بعد أربع ساعات من التظاهر فى ميدان الجلاء والجيزة والتحرير.
مشهد اقتحام البلطجية وهجومهم على شرفاء الثورة المصرية من الشباب والشيوخ والنساء فى ميدان التحرير وتدوير الضرب فيهم بالسنج والمطاوى وقنابل المولوتوف والحجارة وسقوط عشرات المصابين بجروح خطيرة كل تهمتهم أنهم أرادوا التغيير فخرجوا يطالبون به، ومعهم سقط المتحف المصرى فى فخ الخطر بسبب سيل الحجارة الطائشة والقنابل الحارقة التى ألقاها هؤلاء البلطجية الذين خلق وجودهم فى نظامنا السياسى رجال أمثال أحمد عز وغيره من رجال الأعمال الذين فتح لهم الرئيس الباب على البحرى فتزوجوا من السلطة وأنجبوا لنا منها فسادا انتشر فى أرض الوطن ودفع الذين خرجوا فى يوم 25 يناير إلى قمة غضبهم وقمة إصرارهم على تغيير النظام واسقاطه رغبة فى عدم عودة تلك الوجوه أو أى وجوه تشبهها فيما بعد.
من فكر فى تلك الخطة الإجرامية "الهبلة" ليس فقط شيطاناً بلا قلب، أو خائناً فضل مصلحته الشخصية على مصلحة بلد بأكمله، بل هو مسئول ساذج التفكير يشبه تلك الدبة التى يحكى المثل الشعبى أنها قتلت صاحبها حينما أرادت أن تنقذه من ذبابة على وجهه فضربتها فقتلتها وقتلته، لا وصف أفضل من هذا يمكن أن يتطابق مع صاحب خطة هجوم البلطجية ودفع مأجورين لاقتحام ميدان التحرير وضرب المتظاهرين وسواء كان صاحب تلك الخطة مسئولاً جديداً فى الدولة يريد أن يقدم أوراق اعتماده للرئيس، أو رجل أعمال شعر أن فى رقبته ديناً لذلك النظام فاستدعى البلطجية الذين رباهم الأمن فى سجونه وبجوار أسوار أقسام شرطته ودربهم فى الإنتخابات البرلمانية ليقوموا بأداء مهمة إرهاب المتظاهرين فى ميدان التحرير بالضرب الذى يأتى بالدم والموت.. سواء كان هذا أو ذاك فهو يستحق من جانب الرئيس أو نائب الرئيس- إن بقوا- إن كانت نواياهما فى التغيير صادقة، أن يتم تقديمه لمحاكمة عاجلة بتهمة الإجرام والغباء، وهى المحاكمات التى يجب أن تبدأ سريعاً بذلك المسئول وبسلفه السابق أحمد عز ورفيق خطته فى خلق جيل البلطجية وزير الداخلية حبيب العادلى حتى يثبت الرئيس أن خطابه ليل الثلاثاء ليس مجرد حبر على ورق أو نسخة مكررة من خطابات عيد العمال وأوقات الأزمات.
لا أحد ينكر أن هذا الخطاب الرئاسى، حتى وإن كان غامض الملامح والوعود، قد نجح فى أن يمس الوتر العاطفى لكثير من أبناء الشعب المصرى، خاصة ربات البيوت، وكاد الأمر أن ينجح فى إيجاد حلول وسطى بين قاطنى ميدان التحرير منذ الثلاثاء 25 يناير وحتى اليوم، على اعتبار أن الشعب الذى تحمل الرئيس لمدة 30 سنة كان قادراً على أن يتحمله لمدة 6 أشهر أخرى، إذا قدم الضمانات الكافية لتنفيذ مطالب المتظاهرين وأحلام الثورة، ولكن جاءت خطة البلطجة الذى نفذها مسئول أحد وزراء الحكومة أو مسئول فى الحزب الوطنى، حسب تصريحات الدكتور مصطفى الفقى، لتهيل التراب على خطاب الرئيس، وتعيد مشاعر الناس إلى المربع صفر مرة أخرى، وبدلاً من أن يتفاوض الناس على كيفية تحقيق ما ورد به أو إلزام الرئيس بالموافقة على تنفيذ باقى المطالب، عاد المتظاهرون للتأكيد على ضرورة رحيل الرئيس ونظامه، خاصة بعد أن ساورتهم الشكوك حول كون الخطاب نفسه قد يكون جزءاً من خطة البلطجة التى راح ضحيتها عشرات من المتظاهرين.
الذين خططوا للبلطجة إذن، فعلوا ما فعلته الدبة التى قتلت صاحبها، وزرعوا الشكوك فى صدور الناس التى تخيلت أن درس 25 يناير قد يمحو آثار تلك الأساليب القديمة التى ابتكرها رجال مثل عز، الذين فعلوا ذلك وساهموا فى حالة الانقسام الشعبى يبدو أنهم لم يدركوا أن مصر ما بعد 25 يناير ستكون مختلفة عن ما قبله بكل تأكيد حتى ولو لم يرحل الرئيس، الذين خططوا لتلك البلطجة لم يستوعبوا الدرس جيدا، وعلى كل قادم أو باقى للسلطة فى مصر أن يتطهر من هذه العقول بحرقها أمام الناس، ومحاكمتها مرتين الأولى على غبائها واستيعابها المتأخر، والثانية على جرائهما فى حق هذا الوطن، لأن أحداً لن يغفر للنظام وللرئيس تلك الحملة الهمجية على متظاهرى ميدان التحرير ومن قبلها هجمة الأمن على المتظاهرين فى مختلف الميادين والمحافظات حتى وإن نجحوا فى غفران خطايا الثلاثين سنة الماضية، لأن دم شهداء الثورة أو حتى الذين أصيبوا خلال أحداثها ليس رخيصاً ولن يكون كذلك، ومن أجله لن نقبل ولن يقبل الناس أى إصلاح دون إجراء محاكمات عاجلة وحاسمة لهؤلاء الذين أغرقوا الوطن فى دم أبنائه من الشباب الشرفاء، وبدون ذلك سيظل الرئيس سواء كان مبارك إن بقى أو أى قادم بعده جالساً على كرسى غير مريح تملؤه مسامير أهمها مسمار تم تثبيت به قاعدة مهمة وهى أن الشعب المصرى تعلم الخروج إلى الشارع وتقديم كافة التضحيات من أجل حقوقه، وذلك أمر يصعب على من تعلمه وذاق حلاوته ولذة نصره أن ينساه أو يغفله حينما يحين وقت الحاجة إليه.
اخبار عالمية , اخبار اقتصادية , اخبار محلية , صحافة , حوار , مصر , اقباط , كنيسة , تكنولوجيا , علوم , مقال , اليوم اسابع , جرائد , فن , حوار ,
فرصة للعمل من المنزل - شركة تطلب مسوقين من المنزل - بدون مقابلة شخصية - فقط سجل وسيصلك التفاصيل كاملة
ربات منزل - عاطل - حديث تخرج - طالب في كلية - بل وطالب في مدرسة - متقاعد - ضباط جيش أو شرطه - موظف فعلي بأي شركة أخرى
بشرط أن لا تقوم بالتسويق وأنت في مقر عملك لأن وقتك وقوانين عملك لاتسمح لك بأن تقوم بالعمل لشركة أخرى بوقت عملك - إلا بموافقة مديرينك وشركتك
سجل بياناتك من خلال الرابط التالي وسيصلك إيميل التأكيد في خلال دقائق وتكون موزع مع الشركة
محمد الدسوقى رشدى يكتب:من الذى وضع خطة هجوم "البلطجية" على المتظاهرين فى ميدان التحرير؟..وسواء كانوا مسئولين أو رجال أعمال يبحثون عن الرضا فهم يمثلون
البلطجية حاولوا النيل من المتظاهرين لكنهم فشلوا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة