كتبت ريم عبد الحميد
استبعدت صحيفة "الجارديان" البريطانية إمكانية تحقيق الإخوان المسلمين نجاحاً كاسحاً فى أى انتخابات برلمانية أو رئاسية، ووصفتهم بالجماعة المنهكة المضطربة غير المستعدة لتولى الحكم.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها التى جاءت تحت عنوان "الإسلام فى مصر: الخوف والخيال" أن الخوف من الإسلام السياسى هو المحور الذى يدور حوله النقاش الخاص بمستقبل مصر فى العالم الخارجى.
وأضافت أن هذا الأمر هو الشبح الذى يثير ذعر إسرائيل، ولا يزال الكارت الأخير للرئيس مبارك فى القول بأن النظام الذى خلقه وسابقيه يجب أن يبقى حتى لو لم يعد هو جزءاً منه، والآن يتذكر الجميع صلات تنظيم القاعدة المصرية، ويستدعى الانزلاق التراجيدى للثورة الإيرانية فى الفاشية الإسلامية.. وبالتالى، يأتى بعد ذلك الكثير من المتظاهرين المصريين الذين يشعرون بالقلق عندما يسألون أنفسهم عن الآتى بعد ذلك.
غير أن هذا القلق ليس فى محله، كما تقول الصحيفة. فصحيح أن هناك ما يدعو إلى القلق على مستقبل مصر لكن ليس هناك حق فى تركيز هذا القلق على جماعة منهكة مضطربة وغير مستعدة للسلطة لمجرد أنها تمثل الإسلام السياسى فى مصر اليوم.
وشددت الصحيفة على أن الإخوان المسلمين سيلعبون دوراً خطيراً فى أى سياسات جديدة، لكنها الآن جماعة محافظة بعد أن كانت راديكالية، وتسعى إلى أن يكون لها مكان فى العصر الحديث، ومنقسمة حول سياساتها وإلى مدى يجب تقليمها. وكان أصعب قرار اتخذته هو تخليها عن العنف نظرياً وعملياً على الأقل فى مصر.
وأكدت افتتاحية الصحيفة أنه لا يوجد "خمينى" فى مصر، فى إشارة إلى عدم إمكانية تكرار النموذج الإيرانى، ولا يوجد حتى سياسيون ثوريون من الدرجة الثانية مثل الذين كانوا موجودين فى هذا الوقت فى إيران كمهدى بازارجان ومحمد بهيشتى.
وقالت الموقف فى مصر مختلف تماماً عن إيران.. وعلى الرغم من أن الإخوان يبدون الآن أنهم أقوى جماعة معارضة ويحصلون على 30% من الأصوات فى أى انتخابات حرة بحسب التقديرات، فإن هذا يعكس حقيقة أن مبارك قمع الأحزاب العلمانية بشكل أكثر قوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة