التقي د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس، الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل الذي عرض وساطة جديدة بين الأزهر والفاتيكان لإستئناف الحوار.
وأكد الطيب تقدير الأزهر للمسيحيين مشدداً علي أنه سيوجه رسالة إخاء وسلام للفاتيكان وينتظر رسالة مماثلة.في غضون ذلك ورداَ علي قرار مجمع البحوث الإسلامية بتعليق الحوار مع الفاتيكان إلي أجل غير مسمي، علي خلفية تدخله الشئون الداخلية، علي لسان بابا الفاتيكان «بنديكتوس» السادس عشر، أعلن الكاردينال بيتر توركسو، رئيس المجلس المسكوفي للعدالة والسلام أن لا أحد يمنع البابا من التعبير عن رأيه.
قال: إن الحوار مع الإسلام لن يتوقف، مشددا علي أنه ليس مقصوراً علي مصر.. في حين قال الأمين العام لمجمع الشئون الإسلامية، علي عبدالدايم إن القرار اتخذ لتكرار تعرض البابا للإسلام بشكل سلبي، وادعائه بأن المسلمين يضطهدون الآخرين، الذين يعيشون معهم في الشرق الأوسط.
وكان بابا الفاتيكان قد دعا أكثر من مرة إلي حماية مسيحيي الشرق الأوسط وطالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف موحد بهذا الشأن.
في السياق ذاته أصدرت رابطة علماء أهل السنة أمس بيانا رحبت فيه بقرار الأزهر، ووصفته بالخطوة المباركة، مؤكدة أنها تقف خلف الأزهر بكل طاقاتها.
وقال البيان: إن الرابطة تلقت بفرح عظيم قرار مجمع البحوث الإسلامية برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بتجميد الحوار بين الأزهر الشريف والفاتيكان إلي أجل غير مسمي، الرابطة وصفت تصريحات بنديكت بأنه محاولة للاصطياد في الماء العكر، واستغلال ما حدث في مصر لتأجيج المشاعر الطائفية، وإحداث فتنة بين شعب مصر المسالم».
وأضاف البيان: أحسن الأزهر الشريف صنعا بإصدار هذا القرار المهم الذي أفرح كل مسلم وأعاد المهابة لهذه المؤسسات الإسلامية العريقة.
وعلي خلفية إعلان الفاتيكان بدء الحوار مع إيران عقب قرار الأزهر، أكدت وكالة «أ» الإيرانية أن رئيس مجلس الفاتيكان، توجه قبل شهر علي رأس وفد رفيع المستوي إلي قم الإيرانية للمشاركة في حوار الأديان ولقاء عدد من المراجع التقليديين، والتقي خلال الزيارة آية الله مكام شيرازي وتناول عددا من الموضوعات المختلفة مثل السلام والعدالة الاجتماعية، وسبل مواجهة فوبيا الإسلام في الغرب، وغيرها من الموضوعات، كما التقي وفد الفاتيكان آية الله يزدي، سكرتير مجلس الخبراء ورئيس مجمع المدرسين بالحوزة العلمية في «قم».
وأوضح الأخير خلال اللقاء أن الإسلام لا يفرق بين الدين والسياسة، ولذا ينبغي من أولي الأمر الإحاطة بالأمور الدينية، والدنيوية، ثم زار الوفد جامعة الأديان والمذاهب في «قم». وفي إعلان صريح بعدم ارتباطها بالفاتيكان، أكد رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية استمرار الحوار بين الكنيسة في مصر، والأزهر.
وقال إن الكنيسة أوفدت الأنبا حنا قلته للتنسيق مع د. محمود عزب مستشار شيخ الأزهر لحوار الأديان لتحديد الأسماء المشاركة في الحوار الذي سيضم جميع الكنائس المصرية. وتابع: إن الأزهر لم يعلن رفضه الحوار مع الفاتيكان وإنما تجميده ومع ذلك فإن الكنيسة الكاثوليكية بمصر تتحرك في هذا الشأن.
وتوقع أن يكون وراء قرار الأزهر أسباب أخري منها تصريحات دول أوروبية عن المسيحيين في الشرق الأوسط والإسلام السياسي والإرهاب.
ورفض «جريش» اعتبار تصريح الكاردينال بيتر لوركسون، رئيس المجلس المسكوني العالمي للعدالة والسلام أن الحوار مع الإسلام لن يتوقف علي مصر ، قال إن الفاتيكان يسعي جاهدا إلي الحوار مع الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة