استلهم الروائي المصري المثير للجدل علاء الأسواني على حالة الهوس بكرة القدم التي تسيطرعلى الشارع في مصر وقدم المشهد في البلاد في عمل جديد على أنه لايختلف عن فريق من اللاعبين الماهرين الذين يحتاجون إلى مدرب قوي يدفع بهم لتحقيق انتصارات على أرض الملعب بدلاً من حبسهم في خانة الاحتياط.
وحمل العمل الأدبي الجديد للأسواني عنوان "مصرعلى دكة الاحتياطي"، والذي قال عنه خلال حفل التوقيع الذي أقامه الأربعاء 12-1-2011 في القاهرة ،إنه بمثابة الجزء الثالث من سلسلة كتب جمع فيها مقالاته التي نشرها في صحيفة "الشروق".
وتساءل الكاتب في بداية الحفل: "لماذا مصر على دكة الاحتياطي؟" مؤكدا أن النبوغ المصري حقيقة لا يمكن إنكارها؟، ما يدفع المتابعين للتساؤل أيضا: إذا كان لمصر كل هذا النبوغ، فلماذا تقهقرت إلى ذيل الأمم.. وأصبح هذا حالها؟".
ولفت إلى أنه شبه في كتابه الجديد مصر والمصريين بفريق كرة قدم الذي يتكون من لاعبين ماهرين، لكنهم محجوزون على دكة الاحتياط، يرأسهم مدرب يأبى أن يشاركهم أفكارهم وتطلعاتهم، كما تحاصرهم مجموعة أخرى من اللاعبين الفاشلين يخوضون وحدهم كل مباريات هذا المدرب، وبالتالي تصبح النتيجة الطبيعية هي الهزيمة.
ويضيف أنه إذا كانت قواعد كرة القدم تتيح للاعب في حال جلوسه في الاحتياط لأكثر من عامين أن يلغي تعاقده مع النادي، أو يشتكي إلى اتحاد الكرة، فلمن يشتكي المصريون؟!
وأوضح أن الشخصية المصرية ليست أبدا ساذجة كما يتصور كثيرون، بدليل ابتكارهم حلولا غير مألوفة يلجأون إليها حاليا في مواجهة مشاكلهم اليومية، وبدون هذه الحلول لانقرضَ المصريون منذ الأزل.
واستهلم الأسواني الفنتازيا في محاولته رصد ومعالجة مشكلات المصريين، من خلال مقالات أو حكايات، أو حتى حوارات بين مجموعة من الحيوانات تحاكي الواقع، مشددا أنه عندما يتجسد الرأي في شكل أدبي يكون أكثر سرعة في الوصول وبصورة واضحة.
وفي الكتاب الجديد يلجأ إلى شكل آخر وهو المقالات التحليلية، مؤكدا: "لم أكتفِ فيها بذكر رأيي فقط، إنما دعمته بأدلة نظرية وعلمية، وليس من الضروري أن يقتنع القارئ بكل ما أكتب".
وتعجب الأسواني من شكوى بعض الكتَّاب نتيجة عدم وصولهم إلى العالمية قائلا: "لابد أن ينظر هؤلاء بنظرة أوسع من نظرية المؤامرة، فالوصول إلى العالمية له عدة معايير"، ورأى أن جذب الأضواء أمر سهل، لكن الصعب هو الاستمرار تحت هذه الأضواء، وضرب مثالا بإحدى الكاتبات الإيرانيات التي عاش أدبها على فكرة إهانة المسلمين في الغرب، لكنها لم تتمتع بالهواية الحقيقية، فلم تستطع الاستمرار.
وأيد الكاتب ما ذكره أحد الإعلاميين من أن عدد المصريين الذين يحملون درجات علمية ويعيشون في الغرب يصل إلى 328 ألف مصري، أي ما يعادل سكان دولة قطر، مؤكدا أن هؤلاء العلماء المغتربين لديهم الرغبة في المساعدة وتقديم خبراتهم، لكن نظام الإدارة السيئ لا يتيح لهم ذلك.
يُشار إلى أن علاء الأسواني الأديب هو طبيب أسنان ولد عام 1957، وصدرت له مجموعة من الكتب والروايات ترجمت إلى عدد من اللغات العالمية، لعل أشهرها "عمارة يعقوبيان"، "شيكاغو"، وغيرهما من الأعمال الأدبية والروائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة