سلسلة مقالات للشباب : نحو ثقافة حقوقية أفضل (1)
الصورة للقديسة الشهيدة مريم فكري
من شهداء إسكندرية
ما ديانتك ؟ هذا السؤال الذي يسبق من أنت ؟
لا تسمع سؤال مثل هذا في الغرب و الدول المتقدمة في مجال حقوق الإنسان.لا يحق لأحد أن ينطق به.
فقط تسمعه في البلاد المنكوبة بالأنظمة الشموليه الإسلامية في مجملها. حيث يتعزز الإسلام بقدر ما يكره الآخر أو ينكره.
ما معني السؤال
أن يسألك أحد ما دينك ؟ أو هل أنت مسيحي؟.
ليس هذا مجرد سؤال عن الدين بل تصنيف للشخص . يتم علي أساسه تحديد كيف سيعامله الآخر و ما سقف الحدود المتاحة له.
ليس السؤال ما دينك بل دائماً يطرح السؤال بمعني هل أنت معنا أم علينا؟
ليس السؤال ما دينك : بل هل يحق لك أن تطالب بحقك أم أنك من الفئة المنبوذة التي ينبغي قهرها؟
ليس السؤال ما دينك بل السؤال في حقيقته : هل أتجاهلك أم أجاوبك.
إنه كثيراً ما يكون معني السؤال هل أنت مستباح أم محصن بالإسلام؟
يكون السؤال هل أنت مسلماً أم أنك من المتاح ظلمك دون خوف من ردع أو عقاب.
إنه السؤال الذي يتوقف معناه وفقاً لمكان و وظيفة من يسأل و ليس الشخص الذي يوجه إليه السؤال و هذا عجيب.
إذا سأله موظف في مصلحة حكومية فهذا معناه أن مصلحتك لن تنقضي.
إذا سأله مشتري في سوق فهذا معناه أنه لن يشتر منك شيئاً تبيعه.
إذا سأله رتبة في الجيش فهذا معناه أنك لن تلتحق بالعديد من الأفرع المحظورة علي الأقباط
إذا سأله ضابط في القسم و لو كان عيل لم يفهم في الشرطة شيئاً بعد فهذا معناه أنك صرت تسليته إلي حين أن يتعب من إذلالك و ينصرف عنك.
إذا سأله مدرس في الشفوي لأحد الكليات فهذا معناه أنك لم تنجح في الشفوي أو المشروع في كليات التكنولوجيا أو الهندسة.
إذا سأله صاحب منزل تريد أن تستأجر عنده شقة فهذا معناه أنه لن يؤجرك و إن الشقة تم تأجيرها تواً لآخر.
إذا سأله أحد في الإعلام أو الصحافة فهذا يعني أنك لن تتوظف هناك أبداً.
إذا سأله بلطجي فهذا معناه أنه يطلب منك إتاوة.
إذا أردت أن توقف تاكسي و أنت واقف أمام كنيسة فهذا معناه أنك لن تركب تاكسي مطلقاً إلا إذا وجدت سائق مسيحي بالصدفة.
إذا سألك مدرس في المدرسة فهذا معناه أنك يا إبني الصغير لن تنال درجة أعمال السنة المستحقة و لا حتي درجات الإمتحان التحريري .
إذا سأله جارك الجديد فهذا معناه قطيعة تدوم بدوام سكناك بجواره؟
إذا رآي المحرر في جريدة المصري اليوم أو الإهرام إسماً يدل علي مسيحيتك فهو لن ينشر تعليقك إلا إذا خففت لهجة المسيحية من تعليقك أو نافقت مثل أسعد و بباوي و مكسيموس.
إذا أنت مسيحي فلا تحاول التفكير في دخول الشرطة أو وزارة الخارجية و كأنهما أفرع للأزهر
إنه ليس مجرد سؤال . بل نقطة البداية للمعاناة في التعامل مع من يسألك
لهذا نطالب بإلغاء خانة الديانة من الهويات.
و أختم هذا المقطع بقصة ذكرها الأستاذ د. بكلية الطب/ سالم سلامة و هو أيضاً عضو حركتي 9 مارس و كفاية . و هو يشهد بنفسه هذه القصة.
بدأ د. سالم سلام أستاذ طب الأطفال بجامعة المنيا في كلمته في المؤتمر الوطني الأول لمناهضة ا لتمييز الديني باقتباس قصة حكاها الأديب علاء الأسواني يحكي فيه عن الطبيب النابغة د كرم دوس الذي رفض الأستاذ د عبد الفتاح بلبع منحه درجة الماجيستير هكذا علي الهوية ؟ فسافر إلي أمريكا و هناك أصبح من أساطين جراحة القلب و الصدر. و ذات يوم وجد علي مكتبه فاكس من وزير التعليم العالي في مصر يطلب منه جراحة عاجلة لأحد أساتذة الطب في مصر الذي هو د عبد الفتاح بلبع؟
و هكذا الوطن الذي خسر بإمتياز د مجدي يعقوب النابغة خسر أيضاً بغباءه العنصري د كرم عبد الملاك دوس النابغة .فنحن نجيد الخسارة بسبب التمييز الديني علي الهوية.
الأسباب العشرة للمطالبة بإلغاء خانة الديانة ؟
1- لأنه لا هدف من وجود هذا البند. فالهوية الوطنية ينبغي أن تهتم بأحقية المواطن في نسبه للوطن ليس إلا. و لأجل إنتسابه للوطن يترتب علي ذلك أحقيته في كل ما ينبغي أن يناله من وطنه. و إلتزامه بكل ما يشرعه متطلبات الوطن من مواطنيه.
و علي هذا يتساوي الجميع . فما الداعي لوجود خانة تميز بين المصريين و لا تجمعهم؟
2- إذا تم إلغاءها لن تطبق المقولة بإستعلاء الدين الإسلامي في الأديان. وبإلغاء هذا الإستعلاء الوهمي . لن نجد مسيحي يجد نفسه مسلماً رغم أنفه أو بالوراثة أو بأي طريق ملفق.
3- بإلغاء خانة الديانة يعود الحق في المواريث لكل أهل المتوفي بغض النظر عن دينه . و الموقف حتي الآن أن المسيحي لا يرث المسلم؟ أي لو إرتد أحد من الأسرة لا يحق لأسرته ميراثاً منه؟ لأنه مسلم؟
4- بإلغاء خانة الديانة لا يوجد ما يمنع من التواجد في كل مؤسسات الدولة المقصورة علي المسلمين. بل سيكون التنافس شريفاً بين المتقدمين للعمل فيها.
5- إلغاء خانة الديانة يترتب عليه إغلاق مدخل من مداخل التطرف الرسمي و العنصرية المقننة.
6- بإلغاء خانة الديانة سيتم إغلاق الكثير من ملفات خطف البنات و أسلمتهن بالإغتصاب أو التهديدات.
7- بإلغاء خانة الديانة تتوقف معاناة المتنصرين وتزول الحاجة إلي هوية جديدة و يزول الحظر علي سفرهم و كذلك تصبح عودة التائبين من الإرتداد قانونية دون الحاجة إلي إجراءات تسجيل أو تعديل أو قضايا بل توبة فقط.كما تتوقف معاناة البهائيين الذين ترفض الدولة منحهم هوية وفقاً لمعتقدهم و قد حكم لهم القضاء بإستصدار بطاقة خالية من كتابة أي دين أمام خانة الديانة إذن المبدأ القضائي أو هذا الحكم ممكن إعتباره سابقة قضائية تدعم الفكرة.فهوذا القضاء يأمر بعدم تدوين شيء بالبطاقة.
8- بإلغاء خانة الديانة تلغي مطالبات قضائية بالآلاف حائرة بين القانون و بين الشريعة الإسلامية لا يجد القضاة لها منفذاً سوي أفكارهم الخاصة؟كما تحل مشاكل من وجدوا أنفسهم مسلمين بحسب رغبة السجل المدني . و يجدون صعوبة في إثبات العكس. مع أنني للآن لم أسمع أن مسلم وجد نفسه مسيحي في البطاقة ؟؟إنه عالم غريب هذا السجل المدني.
9- بإلغاء خانة الديانة تتجه الدولة نحو المدنية بمقدار ما تبتعد عن الدولة الدينية و يجد مسئولوا مصر شيئاً إيجابياً يردون به علي تقرير لجنة الحريات و البرلمان الأوروبي و يعطون إيحاءاً حقيقياً بالإيجابية في التحرك و التشريع.و يعتبر إلغاءها إستجابة للمحلس القومي لحقوق الإنسان ( المجمدة) في مصر. فليتهم يتجاوبون مع مجلس من تشكيل الحكومة . و إلا لمن سيتجاوبون؟فهذه الخانة الغريبة في الهوية لا تجد من يدافع عنها سوي مفيد شهاب الذي يتولي تبرير خطايا مصر في مجال المواطنة.
10 – بإلغاء خانة الديانة يتساوي المصريون في كافة المجالات .و لو رسمياً كخطوة أولية لحين أن تتحقق المساواة شعبياً بعد حين و ببذل جهود متواصلة.و أيضاً نريح الحكومة من إختلاف التقديرات في أعداد المسيحيين .
هذا المقال سيكون ضمن سلسلة مقالات للتثقيف الحقوقي لكي يستوعب الشباب القبطي لماذا نطالب ببنود المواطنة التي أولها المساواة بين المواطنين و التي تقف خانة الديانة عائقاً أمام هذه المساواة المنشودة.
أحبائي الشباب . إننا لسنا في ثورة . نحن نغضب و لكن غضبنا يتقدس بالمطالب الحكيمة المفهومة . و تكون لدينا قناعة بضرورتها. و بالمزيد من الفهم و التواصل يحدث الضغط الشعبي اللازم لتحقيق ما ينقصنا من حقوق المواطنة.
شبابنا المسيحي و الثلاث فتية القديسين
كل الثورات التي نجحت كانت واعية لتحركاتها .لم ينجح أحد في المزايدة عليها. هكذا كونوا أنتم و فيكم كل الطاقة و الذكاء و المواهب فأنتم مؤيدون من العلي القادر أن يستخدمكم كما إستخدم الثلاثة فتية شدرخ و ميشخ و عبدناغو . و هذه ليست أسماؤهم بل كانت هوياتهم التي أطلقها عليهم النظام البابلي العنصري بقيادة نبوخذ نصر.و هم في الأصل كانت لهم أسماء تعكس هوياتهم اليهودية.حننيا و عزريا و ميشائيل .
بهم تمجد المسيح الذي ظهر في وسطهم . ليس لأجلهم فحسب بل لكي يعطكم أنتم شباب مصر المسيحي رجاءاً أن المسيح يشارككم إعتراضكم علي دولة تنكر حقوقكم و علي نظام لا يريد أن ننال حريتنا الدينية فيه . إنها نفس مطالب الثلاثة فتية التي بسببها رموهم في أتون النار.
أحبائي الشباب أراكم قديسين في آتون مصر. و لكن المسيح إبن الإنسان وسطكم. يشارككم في الآتون. و يغير طبيعته . النار لم تعد نار بل هنا يد المسيح العجيبة تحفظ ليس أجسادكم الطاهرة فحسب بل و ثيابكم .لهذا يفتخر بكم قدام ملائكته كما تفتخرون أنتم به و تشهدون له في كل مصر. رب المجد يحفظكم و سيحفظكم ليس من مجرد الإحتراق بل حتي من رائحة النار فلا تمسكم.
مشاعركم يشاركها المسيح و يعمل بها لخير الكنيسة فقط إحترسوا من أن يجرفنا الإنفعال إلي الخطأ لئلا نخسر وجود المسيح وسطنا هذه هي الخسارة الجسيمة التي نخشاها و يجب أن نضعها نصب أعيننا . إفعلوا ما شئتم علي أن يكون المسيح حاضراً معيناً مباركاً لكي يتمجد فيكم.و خذوا حذركم من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم.
بكل قوة إهتفوا و أطلبوا عن وعي ما تشاؤون و كأنكم تصلون.لا تتحول صلاتكم إلي ما هو بعيد عن المسيح الذي هو فخر الشهداء أجيدوا الحوار و فهم القضايا التي تهتفون لها.
تعلموا و إسألوا و خذوا خبرة فأنتم مستقبلنا جميعاً .لا يوجد من يقلل من حماسكم أو غيرتكم المقدسة. بل أنتم في الحقيقة مصدر فخر لنا جميعاً. و نحن بالفعل نتباهي بكم حين نتكلم عن مظالم الشعب المسيحي في مصر و العراق و غيرهما.
أنتم أعظم منا جميعاً. و بكم يستعلن المسيح في شوارع مصر كلها. لكم من كل قلبي كل تقدير و إحترام . الرب معكم
صلاة من قلب الآتون
تعظم نبوخذ نصر عليك أيها الرب . فقط لأنه بني مدينة. و زينها بمجده فتضخمت ذاته أمامه. و نسي صانع الأرض كلها .و صار إلهاً لنفسه.صنع تمثالاً ليفرضه رباً علي شعبه. لكي يتخلد إسمه بغير نقص. نبوخذ هذا الزمان مثله. و لا يجرؤ أحد أن يمتدح سواه.أو يترجي من سواه... آلهة بابل عندنا؟ أخذوا من شبابك حقوقهم.. أخذوا منهم حتي أسماءهم و أعطوهم أسماءاً ليست لائقة بهم.شدرخ الذي هو حننيا . ميشاخ الذي هو ميشائيل. و عبدناغو الذي هو عزريا.أخذوا هوياتهم بغير حق.
جمع نبوخذ الفقهاء و هكذا يصنع في كل جيل. لكي يقتل بالفقه أعداءه.هل تظهر يا إبن الإنسان ؟ أسمعك تجيب ليس بعد....
وقف الشعب كله يسبح بحمد رئيسه ...هل تظهر يا مسيح القديسين؟ أسمعك تقول ليس بعد.
جمعوا فرق الطبل و العود و المزمار لنفاق الرئيس . كل الشعب يغني له فهل تظهر يا رب الأرباب؟ يجيب لم تأت الساعة بعد
نادي المؤذن بشدة. نادي المنادي بشدة لكي يسجد الشعب للوهم؟ و يخنع للسكوت أمام الكذب و أمام التي ليست إلهاً؟؟؟؟؟ متي إذن تظهر يا ملك الملوك.
هوذا قد إجتمع الحاقدون معاً لكي يشيروا علي المخدوع بالوهم بتوسعة الآتون و مضاعفة النار سبعة أضعافاً إلي منتهاها ؟ أي غل هذا؟ و هل يحتاج حرق الفتية كل هذا الحريق؟ ماذا تنتظر بعد أيها الرب يسوع؟ لا أسمع هنا سوي صمتك.... أما يهمك أننا نغرق؟ هكذا صاح تلاميذك ..و صاح أيضاً بعض من غير العارفين حكمتك. لكن ما هي حكمتك يا رب و الآتون يفتح فاه لكي يبتلع من يقرب منه.
رجال كلدانيون تقدموا للشكاية علي اليهود ؟؟؟ وعند نبوخذ أسبابه الخاصة لقهر شعب الله. هكذا القصة تبدأ و تتكرر , كما كان و هكذا يكون . من جيل و إلي جيل و حتي يستعلن المسيح له المجد.
تشتكي علي شعبك أفواه كذب. يعايرونهم قائلين أين إلههم و أنت لا تظهر. حسبت مع داود أنك تختفي في الضيقات لكنني لست محقاً.
المنتفعون جعلوا نبوخذ ممتلئ غيظاً ضد شعبك؟ من ينقذ من غيظ الملك أيها الرب؟ ألا تعود فتحيينا و شعبك يفرح بك؟ متي تنفث فيهم تأديباتك؟
يعايرون شعبك أنه لا يعبد الوثن؟؟؟ أجاب شبابك قائلين للمنافق لا يلزمنا حتي أن نجاوبك أيها المفتخر بالظلم .
يلومون شبابك أنه لا يسجد لتمثال الملك إبن الملك؟ يوثقون شبابك ظلماً. يقيدونهم للنار المستعرة.
سبعة أضعاف يحمون النار و أنت لا تظهر. سبعة أضعاف و لا منقذ فمتي تظهر . يحملونهم بقسوة . يلقونهم كما في نهر من النيران. الرجال الأقوياء الحاملون . الأقوياء هلكوا بإقترابهم من ألسنة اللهيب فكم بالحري الذين سقطوا فيها؟ بل هلكوا من الإقتراب من شبابك.
سقط الفتية الودعاء في الآتون و لم ترسل ملاكاً ليحملهم ؟ فهل تظهر فهوذا نار و هم مقيدون و قد صاروا منظراً للعالم يتسلي بهم؟ متي تظهر؟
أسمعك ...أراك.. أعرفك ...نعم أنت.. هو أنت المسيا المحب. تظهر حين تجد فتاك معرض للموت و لا منقذ. تظهر وقتما تحدد أنت و ليس وقتما نظن نحن أنه الوقت لظهورك. الرجال يشيرون عليك
يقولون هوذا رابع معهم... كيف إنحلت قيودهم ؟ هوذا يتمشون حول الرابع الشبيه بإبن الله. كيف يحومون حوله كسحابة شهود؟ كمجمع الملائكة. إنه الله القادر علي النار . هوذا إله هنا يستطيع أن ينقذ من النار. ما أروع هذا العجيب الذي له سلطان علي الموت.
يجري الرئيس مسرعاً ألم نقيدهم؟ ألم ألق ثلاثتهم في النار؟ فمن أين الرابع؟ أنا ناظر أربعة؟ من معهم؟ من الذي ينقذهم من يدي و من النار ؟ من هذا القوي في الآتون؟ يا عبيد الله أخرجوا؟؟؟
نبوخذ يدرك الله؟ و ينادي أولاد الله عبيداً لله... نبوخذ يفهم ما خفي عنه. و عن الشعب المنافق له.
يقترب الفتية إلي باب الآتون بتثاقل...لا يريدون أن يخرجوا من الآتون .. لأن المسيح معهم هناك... ما هو آتون بعد بل فردوساً. لا يريد الفتية أن يخرجوا من هذا الفردوس. يسبحك شعبك. و لا يدركون المكان أو الزمان بل يدركونك أنت.
ليس إلهاً سواك. ليفهم الحاقدون. روحك يحكمنا. لا هذا ولا ذاك يحقق لنا النجاة بل شخصك المجيد.تباركت يا إله حننيا و عزريا و ميشائيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة