شهدت المناظرة التي بثتها فضائية الجزيرة من ساقية الصاوي وحملت عنوان "أسباب الفتنة الطائفية وسبل المواجهة" حشدا جماهيريا كبيرا من كافة التيارات الفكرية والسياسية, واستضافت المناظرة القس فيلوباتير جميل كاهن كنيسة العذراء ومار مرقص, والكاتب الصحفي نبيل شرف الدين رئيس شبكة الأزمة الإخبارية,
على الجانب الآخر المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية, والمهندس محمود جابر عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح, وبدأ مقدم المناظرة بطرح سؤاله حول أسباب الفتنة الطائفية التي حدثت مؤخرا, بعدها أخذ القس فيلوباتير زمام الإجابة مؤكدا على أن المجتمع المصري مجتمع بطبيعته وسطيا.
نبيل شرف الدين ومناظرة مع القيادات السلفية 1
سواء في الإسلام أو في المسيحية, بالإضافة إلى مرونة حياته ووسطيته حتى في ممارسة أفراده لأعمالهم, موضحا أنه في الآونة الأخيرة, وتحديدا قبل ثورة 25 يناير, أخذت بعض التيارات تشحن الجماهير سلبيا, وخاصة البسطاء منهم, وانصب الشحن في اتجاهين مرتبطين بوجود أسلحة في الكنائس, وأيضا أسيرات مسلمات تم حجزهن في الكنيسة, وقال إن هذا الشحن كان له نتائج كارثية منها ما حدث في إمبابة, وهى شائعة أطلقت لم يثبت صحتها, خاصة بعد علمنا أن الفتاة حكم عليها بخمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات, ونتج عن
التجمع أمام الكنيسة كل المزاعم وسقط قتلى, مؤكدا على أن هناك تيارات تحاول دائما أن تضع المجتمع دائما في حالة احتقان طائفي, وتستخدم أساليبها المتعددة لشحن بسطاء المسلمين, لتحقق أغراضها التي لا يعلمها أحد, وكان من الطبيعي أن يحدث هذا الانفجار وكل هذه المشكلات لم تكن من فراغ.
نبيل شرف الدين ومناظرة مع القيادات السلفية 2
فيما قال المهندس عبد المنعم الشحات, المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية, إن أخلاق المصريين تمنعهم من عدم نجدة الرجل الذي تم خطف زوجته- على حد قوله – مطالبا تحرك الناس مع صاحب الشكوى, وقال إن السلفيين هم الذين منعوا الناس من التحرش بالمسيحيين والكنيسة, ثم أخرج صاحب مقهى يدعى عادل لبيب المسدس وقام بضرب النار, رافضا ما أسماه التدليل الطائفي الذي تمارسه لجنة تقصى الحقائق, ودافع الشحات عما فعله السلفيون في قنا حينما قاموا بالاعتداء على رجل مسيحي وقطعوا أذنه, ورد عليه القس فيلوباتير جميل, مؤكدا أنه يرفض تعبير الأغلبية تحتضن الأقلية, لأنه ليس مواطن درجة ثانية, بل له كامل حقوقه وعليه كل الواجبات, كما استنكر أن يتحدث الشحات عن تحقيقات النيابة من خلال الصحف, وتساءل "وهل قرأ تحقيقات النيابة أم عرفها من خلال الصحف؟!", واستنكر كاهن كنيسة العذراء ومار مرقص تطبيق الحد بقطع الأذن على مسيحي, وأكد تقديره لاعتذار شيخ الأزهر.
نبيل شرف الدين ومناظرة مع القيادات السلفية 3
من جانبه قال نبيل شرف الدين رئيس تحرير شبكة الأزمة, إن جابر الطبال نصب نفسه أميرا فيما سمى بجمهورية إمبابة وكان يقيم الحدود بيده, وكان في البداية شخصا فاسقا ولا يعرف عن الإسلام شيء, وتساءل – موجها سؤاله لممثل الدعوة السلفية – ما الذي جعلكم تذهبون إلى هناك, وهو ما أقره مقدم المناظرة, فلم يجد الشحات ما يرد عليه سوى بكلمات قال فيها, إنه أغفل واقعة الاختطاف, ولكنهم ذهبوا مع الرجل بناء على استغاثة الرجل بهم, موضحا أن هذا التصرف شرعيا وإنسانيا وتكفله كل المواثيق الدولية والقانونية على حد قوله.
نبيل شرف الدين ومناظرة مع القيادات السلفية 4
كما أكد نبيل شرف الدين على أن المسلمين يعيشون مع المسيحيين, لكن السلفيين يفتقدون منهج التعايش السلمي والمشترك بين المسلمين وأبناء الطوائف المشتركة, موضحا أن العديد من شيوخ السلفيين طالما قاموا بتسفيه شيخ الأزهر.
نبيل شرف الدين ومناظرة مع القيادات السلفية 5
ويحترفون الاختلاف والجدال حتى مع أبناء المذهب الواحد, مشددا على أن هناك العديد من مقاطع الفيديو الموثقة تؤكد ما فعله منتسبون للسلفية من التحقير من المؤسسة الدينية الرسمية – الأزهر الشريف – وقاموا بسب قياداتها ورموزها بأقبح الصفات, بالإضافة إلى قيامهم بتسفيه التدين الشعبي, وبسطاء الناس الذين يذهبون إلى الصلاة
فيجدون التوبيخ والتسفيه, موضحا أن هناك نوعين من السلفية, وهى السلفية الوهابية التي كانت لا تشتغل بالسياسة بل تعتبر الانضمام إلى حزب سياسي, أمر يتناقض مع الإسلام, ولكن بعد 25 يناير تغير موقفهم بعد أن نزل السلفيون فرادي إلى ميدان التحرير وخالفوا أوامر شيوخهم الذين لم يعتذر منهم سوى الشيخ محمد حسان عن موقفه السابق.
نبيل شرف الدين ومناظرة مع القيادات السلفية 6
واستنكر القس فيلوباتير جميل عدم وجود قانون موحد لبناء دور العبادة, موضحا أن الأقباط لا يقبلوا أي تدخل أجنبي في مصر على الإطلاق, واعتذر عن الشباب المسيحي الذي ينادى بالوصاية الدولية, ثم طلب من المهندس عبد المنعم الشحات, المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية بالاعتذار عما فعله الشيخ الذي أقسم باقتحام الدير وإخراج كاميليا, فما كان من الشحات إلا أن اعتذر وسط تصفيق حاد بسبب موقف القس والشيخ, حتى أن الكاتب الصحفي نبيل شرف الدين قام واقفا وأخذ يصفق بشدة بسبب هذا الاعتذار, لكن الشحات
رفض الاعتذار عما فعله المهندس حسام أبو البخاري حين أمر الناس بالتجمع أمام الكنيسة, وعلى الرغم من تأكيدات القس وجود التسجيلات بالصوت والصورة حول هذه الواقعة التي أذاعتها إحدى القنوات الدينية, نفى الشحات هذا الأمر, فيما طالب كاهن كنيسة العذراء ومار مرقص بالتحقيق مع شيوخ السلفية الذين يثيرون حماس الشباب عن طريق محاكمة قانونية, حتى نعرف من وراء هؤلاء.
نبيل شرف الدين ومناظرة مع القيادات السلفية 7
وقال إن أكبر دليل على أن الكنيسة لا تحتجز أحد هو أنه يوجد ما لا يقل عن 2700 حالة عودة من الإسلام, ثم تناول شرف الدين أطراف الحديث, مؤكدا على أن النصح والإرشاد في الكنيسة هو أشبه بالاستتابة في الإسلام, وطالب الشحات بأن "يرحمنا", وتابع: ارحم هذا البلد لأننا على مشارف احتقان طائفي قد يفتح الباب أمام التدخل الأجنبي وهو أمر سيضر مصر كثيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة