وصف الكاتب الصحفي نبيل شرف الدين رئيس تحرير شبكة "الأزمة" المظاهرات الحاشدة التي قامت بها تيارات سياسية ليبرالية ويسارية وعلمانية وقومية، فيما عرف بـ"جمعة الغضب الثانية" بأنها تعبر عن اصطفاف أنصار الدولة المدنية، في مقابل أنصار الدولة شبه المدنية، وقال: إن تلك الجمعة والتي سماها بالكاشفة، كشفت عن حجم التيار المتأسلم في مصر، وأنه يمثل جزءًا من المجتمع وليس كل المجتمع.
وأكد شرف الدين على أن الخلاف السياسي هو أمر وارد وطبيعي في العمل السياسي، وقال إن الإخوان يتهمون الآخرين بأنهم يحاولون إقصاءهم، مع أنهم هم الذين يقصون الآخرين، لافتًا إلى وجود بعض شواهد تؤكد وجود تفاهمات بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبين التيار الإسلامي. وطالب شرف الدين مجددًا بضرورة وضع الدستور أولاً قبل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، مشددًا على ضرورة إتاحة الفرصة للقوى والأحزاب السياسية الجديدة في مصر، وكذلك الوقت، لتنظيم وإعداد نفسها لخوض الانتخابات، محذرًا من أن الاستعجال في إجراء الانتخابات سيصب في صالح اختطاف الثورة.
حوار رئيس تحرير شبكة الأزمة على "أون تي في" (1)
جاء ذلك ضمن الحوار الذي أجرته قناة "أون تي في" مع رئيس تحرير شبكة الأزمة، والذي تناول أبعاد مظاهرات جمعة الغضب الثانية، والذي شهد مداخلة هامة للواء أركان حرب ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
الإخوان يستلهمون أدوات وخبرات الحزب الوطني وتناول الحوار أبعاد ما حدث في ما سمي "جمعة الغضب الثانية"، والتي وصفها بالجمعة الكاشفة، لأنها كشفت عن حجم التيار المتأسلم الذي ظل يستأسد طوال الوقت بقوته، بينما ظهر حجمه الحقيقي، وأنه لا يمثل سوى جزء من الوطن وليس كل الوطن. وأكد الكاتب الصحفي نبيل شرف الدين، أن ما يتردد منذ فترة طويلة، حول وجود تفاهمات بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة والتيار الإسلامي بتنوعاته المختلفة له شواهد متعددة، تبدأ من تشكيل لجنة تعديل الدستور، ولا تنتهي عند التصريحات التي وصفها بالاستفزازية، والتي أدلى بها الإخواني صبحي صالح، والذي اختاره المجلس الأعلى ضمن لجنة تعديل الدستور.
حوار رئيس تحرير شبكة الأزمة على "أون تي في" (2)
ولفت شرف الدين، إلى وجود صيغة أسماها الشارع مقابل الشرعية، بمعنى أن الإخوان كانوا يبحثون عن الاعتراف بهم من قبل الدولة منذ عقود طويلة، وفي المقابل فهم يحاولون إفهام المجلس العسكري أنهم يضمنون له هدوء الشارع، وترتب على ذلك مزيد من التفاهمات تصل إلى حد ما أسماه بالصفقة الكاملة، معربًا عن خشيته من أن تتجه جماعة الإخوان المسلمين وبإحساسها بالاستعلاء، إلى التصرف مع المخالفين لها بطريقة الحزب الوطني المنحل، وأن تستلهم أدواته وخبراته، وقال: إن الإخوان يتهمون الآخرين بمحاولة إقصائهم، مع أنهم هم الذين يقصون الآخرين. وفيما يتعلق بتلك التفاهمات التي قال عنها، أشار شرف الدين إلى البعض منها، ومنها استبعاد الفقيه الدستوري الكبير إبراهيم درويش من لجنة إعداد الدستور، واستبداله بأحد تلاميذه وهو المحامى صبحي صالح، والمحسوب على تيار الإخوان المسلمين، مشيرًا أيضًا إلى ما حدث في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، حينما قامت القوى المحسوبة على التيار الإسلامي بتضليل الناس، من أنه استفتاء على المادة الثانية من الدستور، بينما لم يتم الاقتراب مطلقًا من تلك المادة في الاستفتاء، ومع ذلك فإن السلطة العامة في الدولة لم تتدخل وتحاسب هؤلاء، لافتًا أيضًا إلى عدم محاسبة الذين قاموا بالعنف الديني ضد الأقباط، كذلك منع التيار السلفي لمحافظ قنا القبطي، الذي أقسم اليمين الدستورية أمام المجلس العسكري، من دخول ديوان المحافظة، في واقعة وصفها بأنها الأولى في تاريخ مصر، وكان يجب أن لا تعبر ببساطة.
الخلاف السياسي وارد وفيما يتعلق بالخشية من تقسيم المجتمع السياسي في مصر، قال رئيس تحرير الأزمة إن الخلاف السياسي وارد وطبيعي في العمل السياسي، إلا أنه أكد على ضرورة قيام المشير طنطاوي بالتحدث إلى الشعب هو أو نائبه، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ نجاح الثورة وحتى الآن، معبرًا عن تقديره البالغ للمشير طنطاوي والفريق عنان، إلا أنه قال إن الشعب يريد سماعهم ليطمئن على حاضره ومستقبل أولاده، مؤكدًا أن فترة الأشهر الخمسة الماضية كانت كافية، لأن يخرج المجلس العسكري برسالة تطمينية، تطمئن الكثيرين في المجتمع المصري، وترد على ما يتم طرحه من قبلهم من تساؤلات.
حوار رئيس تحرير شبكة الأزمة على "أون تي في" (3)
وفيما يتعلق بالموقف من الانتخابات البرلمانية المقبلة، شدد رئيس تحرير الأزمة مجددًا، على ضرورة وضع الدستور أولاً، وقبل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، موضحًا أن إجراء الانتخابات البرلمانية أولاً، ثم تشكيل لجنة إعداد الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية بعدها، هو وضع لا يتماشى مع ما يسود البلاد من اضطراب أمني واستنفار سياسي، محذرًا من أن الاستعجال يصب في صالح اختطاف الثورة المصرية، لصالح تيارات لم تشارك فيها إلا بعد ضمان نجاحها، لافتًا إلى أنه لا توجد ضرورة للاستعجال، وقال: إنه لو خير بين حكم العسكر وبين تيارات فاشية سيختار العسكر، مطالبًا بالانتظار عدة أشهر إضافية لتبديد مخاوف الأقباط والليبراليين وتيارات سياسية أخرى.
حوار رئيس تحرير شبكة الأزمة على "أون تي في" (4)
ووصف شرف الدين الأحزاب القديمة بأنها تتداعى، وقال إنها كانت جزءًا من المنظومة السياسية الفاسدة التي كانت سائدة في الماضي، مستدلاًّ على ذلك بخروج أحزاب جديدة تعبر عن اليسار لا تنتمي إلى حزب التجمع وأحزاب ليبرالية بعدما أصبح الوفد لا يعبر عن الخطاب الليبرالي الذي رسخته ثورة 1919.
مداخلة اللواء شاهين وفيما يتعلق بالطيف الإسلامي في مصر حاليًا، قال رئيس تحرير الأزمة إنه ينقسم إلى عدة تيارات، يأتي على رأسها تيار الإخوان المسلمين، والتي يمتد عمرها إلى 83 عامًا، واصفًا إياها بأنها تمتلك خبرات سياسية وتنظيمية متراكمة، مقدرا عددهم ومن واقع تصريحات قادتهم بمايقدرب3مليون فرد، يلي الإخوان فصيل السلفيين، والذي وصفهم بأنهم مجموعات متعددة ولا يمثلون تنظيمًا واحدًا، مقدرًا عددهم بضعف عدد الإخوان، ثم هناك بقايا تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية، والذي تقلص حجم عددهم بفعل الزمن وكون تجربة العنف فشلت.
حوار رئيس تحرير شبكة الأزمة على "أون تي في" (5)
وشهد الحوار مداخلة من اللواء أركان حرب ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، شدد خلالها على عدم وجود أي صفقات سياسية بين المجلس العسكري وأي تيار سياسي، مؤكدًا أن المجلس يقف على مسافة واحدة من كل القوى والتيارات السياسية في مصر، ومشددًا على أن المجلس يدير شؤون البلاد على أساس سيادة القانون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة