حوار - هانم الفشن: أنا رايح فرح واحد صاحبي.. أنا نازل تحت وهارجع علي طول” هذه كانت آخر كلمات قالها شهداء ثورة يناير عندما قرروا أن يثوروا من أجل تحرير بلادهم وأن يقولوا لا للفساد ولا للظلم، رجع منهم من رجع واستشهد منهم من استشهد وسطروا أسماءهم في صفحات التاريخ الجديد الذي سوف يدرسه الطلبة والطالبات الذين عاصروا الثورة والذين لم يعاصروها. “الوفد” حاولت أن تقترب من أمهات الشهداء لتعرف تفاصيل الساعات الأخيرة قبل انتقالهم لجوار ربهم. في منطقة المطرية التي أستشهد فيها شباب وأطفال كثيرون ذهبنا إلي منزل الشهيد حسين جمعة حسين »30 عاماً” حاصل علي ليسانس أداب قسم لغة عربية ويعمل مدرساً بإحدي المدارس الإعدادية وكان يعاني من إعاقة بسيطة.. قابلنا والدته الحاجة أم حسين التي تعيش في بيت بسيط وسألناها: ما الذي دفع حسين للتظاهر ياحاجة فقالت (كان قاعد مع أصحابه بيشوفوا التليفزيون وشايفين الحكومة بتموت في الشباب انهار وقال لأصحابه والله حرام اللي بيحصل في الناس ده ياجماعة إحنا مسلمين وموحدين بالله ليه الشرطة بتعمل كده بس.. هما مش حاسين بالناس واللا إيه فدخلت عليه وقلتله ياحسين ياابني احنا مالناش دعوة باللي بيحصل ده الله يخليك ابعد عن الشر وغنيله فقال لي: ياأمي يعني عاجبك أبقي متعلم وسهران الليالي علشان أحصل علي الشهادة الجامعية وفي الآخر أقبض 200 جنيه طب ده يرضي مين. (تركته هو وأصحابه وخرجت وفي اليوم الثاني نزل من البيت بعد مافطر قال لأخوه أنا نازل يامحمد أصلي الجمعة في المسجد فقال له محمد إوعي تروح المظاهرة ياحسين الناس بتموت هناك قال له يارب أموت كده وضحك وقال اللهم أرزقني الشهادة ونزل حسين ووقف مع أصحابه وفجأة اختفي ولم يعد إلي المنزل حتي صباح اليوم التالي وسكت قليلاً وقالت كنت حاسة إني خلاص مش هاشوف ابني تاني مارضيش يقولي خاف أمنعه، فضلت أبكي وأقول ياتري إيه اللي حصلك ياابني انت فين دلوقتي ياحسين فنزل شقيقه الأكبر محمد ليسأل عليه في قسم شرطة المطرية وبكل برود رد عليه رئيس المباحث هناك وقال ماحدش هنا بالاسم ده روح شوف في المستشفيات يمكن مات، فجري محمد علي مستشفي الزيتون وقعد يدور بين المصابين فلم يجد أخاه فدخل التلاجة وشاف أخوه ميت). أم الشهيد إبراهيم سمير في منزل الشهيد إبراهيم رضا محمد عبدالحميد »14 عاماً” في الصف السادس الابتدائي خرج وراء شقيقه وهو خارج قال له خدني معاك أنا عاوز أروح أحرر بلدي فقال له شقيقه تعالي وذهب معه ولم يعد جلس والده ينتظره رجع شقيقه وسأل أين إبراهيم فقال له والده إنت أخذته معك فرد شقيقه أنا خليته يرجع البيت فانقبض قلب الأب وصرخت الأم وقالت روح دور علي ابني شوفوه فين، ذهب الأب إلي مستشفي المطرية ولم يجده فذهب إلي مستشفي الزيتون ووجد ابنه ميتاً بأربع رصاصات حيه رصاصتان في الحوض وأخري في بطنه والرابعة في المخ وصرخت الأم عندما وجدت زوجها عائداً بفلذة كبدها مقتولاً وأخذت تصرخ: ليه عملهم إيه العيل الصغير ده حرام عليهم دول قطعولي قلبي وخدوا روحي ياريتهم قتلوني وماقتلوش ابني. ذهبت إلي منزل شهيد آخر وهو إبراهيم سمير محمد سعدون والذي كان يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً وكان في السنة الثانية جامعة عمالية كما كان يعمل في مطعم بمنطقة عباس العقاد ذهبت إلي والدته وسألتها ما الذي دفع إبراهيم إلي التظاهر ياحاجة فقالت: ابني عمره مانزل مظاهرة ولا كان له في السياسة وفي اليوم ده كان عنده شغل جاء وقال لي هاتيلي اليونيفورم بتاع الشغل أبعته للمكوجي ياماما فقلت له ياابني بلاش تروح الشغل النهاردة في ضرب وموت في الشارع فقال لي ماتخافيش عليا ربنا كبير فطلبت منه أن يحضر لي بعض الطلبات من السوبر ماركت فأحضر لي الطلبات وقالي أنا نازل أودي الهدوم للمكوجي فقلت له عقبال ماتيجي أكون حضرتلك الغدا ونزل ولم يعد فغفلت عيني قليلاً ورأيت ابني في المنام ينظر لي نظرة خوف انفزعت من نومي وسألت والده: إبراهيم فين قال لي لسة ماجاش فقلت لهم أنا خايفة علي إبني روح دور عليه فنزل شقيقه يسأل عليه في كل مكان وأخيراً أرشده الناس إلي مستشفي الزيتون وأول مافتح درج التلاجة وجد شقيقه مصاباً برصاص حي واتصلت بوالده وأنزل الله علي السكينة والصبر لأن ابني مات شهيد كل نقطة دم نزلت من جسده كانت فداء لتحرير نقطة تراب من أرض مصر إبراهيم كان مبيت النية في الذهاب للتظاهر مع أصحابه وخاف أن يقول لي لكي لا أمنعه وذهب دون علمي وأخذت تبكي وتقول هدومه هنا بنام في حضنها وأخذت الجاكت الذي كان يلبسه وحضنته وأخذت تبكي بحرقه وتقول حرمتني منك يا ابني ياغالي ياأحن علي من نفسي ربنا يرحمك ياشهيد. في منزل الشهيد خالد محمد السيد الوكيل الطالب في الصف الثالث الثانوي بمدرسة المطرية الثانوية قابلت والدته وسألتها ما الذي دفع خالد إلي التظاهر فقالت ابني كان نفسه يبقي رئيس الجمهورية وكان حلم حياته إن مصر تتطهر من الفساد اللي كان ماليها وكان عقله أكبر من سنه وكان دايماً يقولي ياماما أنا لو بقيت رئيس الجمهورية هاعطي المساكين وأدافع عن المظلوم وأقضي علي الظالم إحنا تعبنين من الفساد وكنت دايماً أقوله يابني ياحبيبي مالناش دعوة بالكلام ده مالنا إحنا ومال السياسة خلينا بعيد ياخالد ويوم الجمعة كنت أتعب معاه علشان يصحي يصلي الجمعة لكن اليوم ده صحي لوحده ووجهه منور زي البدر قلتله هاتنزل تصلي الجمعة ياخالد قالي أيوه ياماما هاروح أصلي الجمعة وبعدين هاروح لإبراهيم صاحبي أجيب منه الملزمة علشان أذاكر منها قلتله ماتروحش ياخالد الناس بتموت بره قالي ياريت أموت وأنا بدافع عن بلدي دا أنا كده أبقي مت شهيد قلتله ماتقولش كده ياخالد ربنا يحميك لشبابك المهم نزل من البيت وببص عليه من البلكونة لاقيت رجالة كبار واقفين معاه وعمال يتكلم عن المظاهرات واللي بيحصل في الناس والرجالة واقفة وعمالين يسمعوه وكأنه راجل كبير كنت فرحانة به جداً وفضلت أدعيله وبعدين دخلت علشان أحضر الغدا وبعد تقريباً ساعه لاقيت والده بيكلمني وبيقولي هو خالد لسه ماجاش قلت له لأ لسه ليه في إيه قالي ابنك نزل في المظاهرات راح لصاحبه لاقاه نايم نزل من عنده وراح المظاهرة فضلت أصرخ وأقوله: لأ خالد لايمكن يعمل حاجه من غير مايقولي رد عليا والده وقالي واحد جارنا تحت كان معدي من هناك وشافوا قلتله طب روح جيبه بسرعه وقبل ما ينزل فوجئت بصديقه جايلي ويقول خالد مات فضلت أصرخ وماصدقتش إن ابني مات ونزلت دموعها من عينيها وسكتت ثم قالت والده جاتله صدمة بعد مارجعنا من المدافن فضل يصرخ ويقول ماشي ياخالد لما تيجي أنا هاعرف شغلي معاه عملي فيها سعد زغلول لما ترجع ياخالد وفضل يصرخ ويبكي بحرقة ويقول مش مصدق إن خالد مات منك لله ياحبيب ياعادلي »حسبي ربي وهو وكيلي” وصمتت الأم قليلاً ثم أكملت (كان مالي عليا الدنيا كان أكبر إخواته في الأولاد منه لله رئيس مباحث المطرية الناس كلهم بيقولوا إن هو اللي كان بيضرب النار عليهم. وذهبت إلي منطقة الدرب الأحمر حيث كان يسكن الشهيد محمد محروس رشاد والذي كان يبلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً كان يعمل مهندس ديكور وكان في بداية إنشاء شركه خاصة له، قالت شقيقته عندما تحدثت إليها في الهاتف بأن الشارع الذي يسكنون فيه اسمه الشماشرجي وعندما ذهبت إلي الشارع وجدت لافته تحمل اسم شارع الشهيد محمد محروس.. الشماشرجي سابقاً فسألت علي منزل الشهيد ووجدت أشخاصاً كثيرين يرشدونني إلي المنزل ويقولون ربنا يصبر أهله كان أطيب واحد في المنطقة تركتهم وذهبت إلي المنزل وصعدت إلي الدور الثالث وطرقت الباب ووجدت شقيقته تفتح لي فدخلت ووجدت أمامي والدته جالسه والحزن يملأ وجهها والدموع تملأ عينيها وتقول كان خاطب قبل مايستشهد بـ12 يوم وكان فرحان بس مات شهيد الله يرحمك يا ابني اللهم اسكنه فسيح جناتك واستمرت في البكاء ثم قالت أنا مؤمنة وعارفة إن ده قدر بس الفراق صعب عليا قوي فسألتها كيف نزل محمد المظاهرة فقالت نزل بدون علمي عندما علم أن ضباط قسم شرطة الدرب الأحمر يقومون بضرب الناس فحزن علي مايفعلون ونزل ولم يعد الله يرحمك يامحمد كان بيعشق الأطفال وكان حنين وطيب مع كل الناس وكان ضد الفساد اللي بيحصل وهو شاب زي كل الشباب كان له رأيه ولما نزل يعبر عن رأيه قتلوه منهم لله ثم قالت لو شوفتي هدومه الرصاص عامل فيها إيه هاتحسي بناري فطلبت منها إحضار الجاكيت الذي كان يرتديه يوم وفاته فأحضرته لي ولم تستطع أن تمتلك أعصابها فانهارت من البكاء وكلما كانت تبكي كانت تستغفر الله وتقول الله يرحمه قدره كده اللهم لا اعتراض. تركتها وذهبت إلي منطقة الأباجية بالسيدة عائشة وهناك كان يعيش الشهيد أحمد خليفة »19 عاماً”، كان طالباً بالسنة الأولي بالجامعة العمالية فصعدت إلي الدور الثالث حيث كان يعيش وطرقت الباب وفتحت لي والدته رحبت بي فجلست معها وسألتها لماذا ذهب محمد إلي المظاهرة وأين كانت فقالت والحزن يكسو وجهها والدموع تسيل من عينيها (كان قاعد عند خالته واتغدي عندها وقالها أنا هانزل أجيب حاجة ومش هاتأخر ياخالتي فحاولت خالته تمنعه من النزول بس هو رفض، ونزل قلبي قبض جريت علي التليفون اتصلت بشقيقتي وقلت لها اوعي تنزلي أحمد أحسن المظاهرات ماليه الشوارع فاجأتني وقالتلي ده نزل ومارضيش يسمع الكلام طبعاً فضلت قاعدة وقلبي هايقف وادعي ربنا يرجعه بالسلامة وفجأة تليفون البيت رن جريت علي التليفون وفجأه لاقيت أختي عمالة تصرخ ومش سامعة منها حاجة فضلت أقولها ردي عليا ابني جري له حاجة وهي بتصرخ جريت في الشوارع مش عارفة أروح فين أنا ووالده وأجي منين جريت وحاسة، إني نفسي أطير علي ابني روحنا مستشفي أحمد ماهر ولاقيت إبني ميت قالو لي من علي الباب ابنك مات شدي حيلك، صمتت قليلاً ثم أكملت حديثها وقالت، كان نفسه يعملي أنا وأبوه حاجات كتيرة قوي كان حنين وطيب كل نقطة دم نزلت من جسم ابني فدا لوطنه الله يرحمه) وأخذت تبكي ثم تركتها وأنا أدعو لكل شهيد بأن يرحمه الله اللهم أنزل علي جميع أمهات الشهداء الصبر والسلوان. الوفــــــــد |
اخبار عالمية , اخبار اقتصادية , اخبار محلية , صحافة , حوار , مصر , اقباط , كنيسة , تكنولوجيا , علوم , مقال , اليوم اسابع , جرائد , فن , حوار ,
فرصة للعمل من المنزل - شركة تطلب مسوقين من المنزل - بدون مقابلة شخصية - فقط سجل وسيصلك التفاصيل كاملة
ربات منزل - عاطل - حديث تخرج - طالب في كلية - بل وطالب في مدرسة - متقاعد - ضباط جيش أو شرطه - موظف فعلي بأي شركة أخرى
بشرط أن لا تقوم بالتسويق وأنت في مقر عملك لأن وقتك وقوانين عملك لاتسمح لك بأن تقوم بالعمل لشركة أخرى بوقت عملك - إلا بموافقة مديرينك وشركتك
سجل بياناتك من خلال الرابط التالي وسيصلك إيميل التأكيد في خلال دقائق وتكون موزع مع الشركة
برّدوا نارنا.. وأعدموا العادلي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة