وقالت إنه يجب الأن الاختيار بين أن الغرق في مجاهل الخصومات السياسية والقلاقل الامنية أو بين الاستقرار والانطلاق من جديد والحافظ على موقع مصر السياسي العربي والعالمي، وهذا يحتاج بالدرجة الأولى إلى حكومة قادرة على فرض الاستقرار الامني والسياسي، ومعهما الاقتصادي.
واضافت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم :"المشوار الطويل الذي ينتظر هبة النيل لا ينحصر فيها وحدها، بل يطال كل العالم العربي، لأن مصر تبقى مظلة هذا العالم الصغير، ولذلك هو بحاجة ماسة الى عملية نهوض اقتصادي تشكل مانعا أمام الاحتجاجات الناشئة من الفقر والعوز والبطالة".
وقالت إن الوضع العربي الأن أشبه بما كانت عليه أوروبا عند انتهاء الحرب العالمية الثانية، مع فارق أن لا دمار ولا عشرات ملايين القتلى ولا هناك مجتمعات معسكرة بالكامل فيه ، بل ان هناك خللا في الموازين الاقتصادية واتساع رقعة البطالة والفقر مع انحسار في فرص العمل والمشاريع التنموية وعدم وجود بنية تحتية اقتصادية متينة، ما يفرض البحث جديا في تأسيس مشروع كمشروع مارشال الذي أخرج أوروبا من عثرتها وحولها ، في غضون سنوات قليلة، قوة اقتصادية كبيرة ومنطقة مستقرة سياسيا الى قرون عدة.
وأشارت الصحفية الى أن مشروع مارشال هذا الذي تتشارك فيه الدول العربية الغنية والدول الكبرى وبما يتراوح بين 200 و300 مليار دولار يمكن أن يغير واقع الحياة في الدول العربية الفقيرة كمصر والاردن واليمن ولبنان وتونس وربما المغرب الذي لا نتمنى ان يصيبه مكروه، وغيرها من الدول التي تعيش على ما يشبه فوهة بركان من اليأس الاقتصادي.
وحسب الصحيفة :"ربما لم يتنبه البعض الى ان الواقع الاقتصادي المتردي في مصر الان يحتاج الى سنوات من العمل، والى مليارات من الدولارات لاطلاق مشاريع جريئة لبناء بنية تحتية شاملة ومتطورة قادرة على استيعاب كل هذه الملايين من الشباب".
وحذرت الصحيفة من أن ما ينطبق على مصر ينطبق على كل العالم العربي الذي تصل فيه نسبة الشباب الى 64 بالمئة، وفي بعض الدول تصل نسبة البطالة الى 22 بالمئة ، وهذه قنابل موقوتة من المحتمل ان تنفجر في اي وقت، او تحول بلدانها الى صومال آخر، وبالتالى يزيد عدد الدول العربية الفاشلة.
وقالت :"نجحت ثورة الشباب في مصر نعم، لكن ليست هذه نهاية المطاف، بل هي البداية التي يجب على الجميع ان يترقب ما ستكشف عنه الايام المقبلة، حتى لا تقع هذه الثورة في خطأ سابقاتها وتقوم ثورة على الثورة وتدور عجلة العنف، وتنتقل من التظاهرات السلمية الى الحروب الاهلية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة