وقبل ذلك كله.. كيف يبني البدري اتهامه بالخيانة للأقباط بهذا الشكل الساذج.. رغم عدم إصدار قرار النيابة العامة وقتما صرح بهذه الأفكار الموجهة نحو تأجيج المناخ الطائفي في مصر. كما أعتقد أن يوسف البدري قد اختلط عليه الأمر حيث اعتبر أن حمل الأسلحة البيضاء المنتشرة في عشوائيات القاهرة وغيرها.. هو بمثابة الدليل علي وجود أسلحة داخل الكنائس. الطريف أن الشيخ يوسف البدري صرح أيضاً (بأن هناك قوي خارجية تريد أن تكون هناك فتنة بمصر مثلما حدث في السودان لكي يطالب الأقباط بالانفصال بالناحية الجنوبية. وأن هذا مخطط قديم منذ أن أعتقل السادات البابا شنودة عندما عثر علي رسائل تؤكد رغبة البابا في الانفصال بالناحية الجنوبية من مصر. واليوم يعتقل الأمن آلاف المسلمين ولم يعتقل قبطياً واحداً).
ولا اتفق مع البدري في تحميل ما يحدث علي نظرية المؤامرة.. لأنها في نهاية المطاف دلالة علي ضعفنا قبل قوة غيرنا من الخارج. أما مسألة الانفصال.. فهي وهم لا يمكن تصديقه.. فهل يمكن أن يتنازل أي مواطن مسيحي مصري عن مكانه وممتلكاته ومصالحه للهجرة لجنوب مصر والانفصال؟، وهل يمكن أن يتم التنازل عن المقدسات الدينية والكنائس الأثرية في الشمال والتوجه للجنوب؟، وهل سيتم ترحيل المواطنين المسلمين المصريين من الجنوب القبطي إلي الشمال؟!. وتري من أين جاء البدري بقصة عثور الرئيس الراحل السادات علي رسائل تؤكد رغبة البابا في الانفصال بالجنوب؟!.
أما مسألة اعتقال قبطي واحد من عدمه.. فهو أمر هزلي.. لأن القانون يجب أن يطبق علي الجميع بدون استثناء.. فكل من يتجاوز القانون أو يخالفه.. عليه أن يتحمل عقوباته سواء كان مسيحياً أو مسلماً.. ولو كان كلام البدري صحيحاً.. لما حدث العديد من التوترات والأزمات الطائفية. أما عن النغمة النشاز في الحديث عن ضعف الدولة المصرية.. فهي ترويج لشائعات تيار الإسلام السياسي بالتعاون مع جماعات التهريج السياسي.. أو الحركات الاحتجاجية سابقاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة