بقلم: مريم حليم
هل جرَّبت يومًا أن تكون عروسة ماريونيت تُحرَّك بأطرف الأصابع من أشخاص آخرين؟ هل جرَّبت يومًا أن تجد من يُلبسك هدومك، ويذوق لك وجهك، ويقعدك
ويوقفك ويضحكك، وممكن أن يخلع لك كل شئ في لحظة؟
ويوقفك ويضحكك، وممكن أن يخلع لك كل شئ في لحظة؟
لو أردت التجربة، فكل ما عليك هو التقدُّم والترشُّح لمجلس الشعب في "مصر". فبعد جولات وصولات وتحديات، يتم قبول أوراقك بداية من عدم الرغبة في قبول أوراقك؛ لأنك مش من الحزب ومحدش يعرفك، وصولاً إلى أن تأخذ حكم بقبولك لتدخل دوَّامة الأوراق والتصاريح والموافقات.. كل هذا في ساعات معدودة عشان تلحق أو متلحقش!!
كل هذا وأكثر حدث معي، فهذا ليس كلام مرسَل أو منقول..
بداية من عدم وجود بطاقة انتخابية، ومفيش ليكي إثبات انتخابي- يعني اثبتي إنك مصرية وليكي حق انتخاب- ومحكمة، وقضايا، وهموم، وبعدها مطحنة الحمله الانتخابية، ومنشورات تُلصَق مساءًا لتُرفع صباحًا بواسطة أُناس لا تعرفهم، وتوكيلات تُلغى وتمنع للمندوبين- فكيف تكون مرشَّحًا وليس لك مندوبين باللجان- واعتراضات ومشاكسات- دوامة عشتها أسابيع، بداية من يوم فتح باب التقديم إلى نهاية اليوم الانتخابي، إلى مقار الفرز، والنتيجة. لتجد نفسك وسط السلم، لا أنت نجحت ولا أنت سقطت، فمعك (50000) صوت منهم (25000) محسوب، والباقي محروق. معك كل الناس بقلوبهم، ولكن أصواتهم ليست معك. مجلس شعب ماريونيت كُوِّن وشُكِّل لخدمة غرض آخر غير مصلحة من يعيش في البلد. مجلس شعب في وادٍ ومعارضة وشعب في وادٍ آخر.. مجلس شعب معارض وشعبي. مأزق سياسي صعب وضعت فيه "مصر" أمام العالم، وسط تأكيدات مسبقة بالنزاهة والشفافية. مجلس شعب اُختير أعضائه دون معارضة أو إخوان أو مستقلين.
طوال الفترة السابقة كنت على الحياد؛ لست مع أو ضد. أما اليوم فكيف أكون مع... مع من رفضوني واستبعودني، ولم يعطوني الحق؟!! أم مع المضربين والغاضبين الذين احترقت أعصابهم مما شاهدوه وراؤه.
نحن في ورطة سياسية ووطنية كبيرة.. كيف نقبل وكيف سنتعامل؟
ماذا يكون شعور (50000) ألف شخص انتخوبي ولم تقدِّرهم الحكومة وتنصفني أمامهم.
نحتاج إلى ضبط النفس؛ فالأيام القليلة القادمة ستشهد الكثير، وبوادر الأزمة على وشك الظهور. فاعتكاف البابا رسالة هامة ومهمة لمن يقدِّرها، وغضب النواب السابقين، ومنهم د. "محمد البلتاجي" – عضو دائرة "شبرا الخيمة"- و"مصطفى بكري"، و"عصام عبد المنعم"، و"رامي لكح"، وغيرهم، وآلاف المؤيدين من ورائهم له خطورة..
يارب سلم..
لتحميل الملف أضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لادراج تعليق :-
اختر " الاسم/عنوان url " من امام خانة التعليق بأسم ثم اكتب اسمك ثم استمرار ثم التعليق وسيتم نشرة مباشرة