فتاوي تحريم مهن الطب والهندسة والحلاقة والعمل فــــــي البنوك وتكفير الأقباط جريدة الفجر بقلم خالد حنفى

تقرير يرصد فتاواهم المضللة والمتناقضة في 10 أشهر

فتاوي تحريم مهن الطب والهندسة والحلاقة والعمل فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي البنوك وتكفير الأقباط

لم يأت إغلاق القنوات المتطرفة دينيا علي هوي البعض.. رأوا في الذين باركوا هذه الخطوة أنهم مدعو ليبرالية.. ينادون بالحريات ويصادرونها علي من يختلفون معهم.. يحرمون منها من لم يأت علي هواهم.. رأوا أن مناقشة ما تنشره هذه القنوات أفضل من إغلاقها.. كأن شيوخ التطرف يؤمنون بأفكار تستحق أن تقف أمامها.. كأنهم يراعون الله فيما يقولونه ويبثونه من سموم.. لقد حول هؤلاء الشيوخ حياتنا كلها إلي حرام في حرام.. البنوك حرام.. البريد حرام.. النوم علي البطن حرام.. قيادة المرأة للسيارة فتنة.. ترقيقها لحاجبيها حرام.. مهنة

الحلاقة حرام.. الكوافير حرام.. عمل المهندس في بناء القري السياحية حرام.. العمل في الفنادق حرام.. العمل في البنوك حرام.. تربح الطبيب المبالغ فيه حرام..حصول مندوب المشتريات علي نسبة أو مكافأة من صاحب العمل حرام.. لعبة الشطرنج حرام.. كرة القدم حرام.. الصور حرام.. تحديد نوع الجنين حرام.. استخدام الصابون برائحة حرام.. الاتصال التليفوني بالخطيبة حرام.. بيع الرجال لملابس النساء حرام.. ترزي السيدات حرام.. اليهود والنصاري كفرة.. الكتب المقدسة عند المسيحيين غير سماوية.. لا يجوز لمسلم أن يبدأ بالسلام علي

نصراني، ولا يجوز له أن يساعد في بناء كنائس.. الاحتفال بالمولد النبوي حرام فهو بدعة استوردناها من الكفار.. لبس الرجال للبنطلونات حرام.. الموسيقي حرام والأفلام داعرة والمسلسلات تخالف شرع الله.. الحديث عند قضاء الحاجة حرام والعطور نجس.. كله حرام ونحن نغرق في المعصية ويبدو أن التكفير عنها أمر مستحيل حتي لو تبرأنا منها أمام الكعبة.. الحلال عند شيوخ التطرف هو ما يناسبهم فقط ويأتي علي هواهم.. فالتصدق للقنوات الدينية حلال.. الرشوة حلال.. بيع الرقيق حلال.. وأخذ الزوجة لأموال زوجها من ورائه

حلال.. وأخذ الابن أموالا من وراء أبيه للتصدق حلال.. فوائد البنوك حلال في حالة انفاقها علي الفقراء أي أنه لا مانع لدي هؤلاء الشيوخ أن يأكل الفقراء من أموال حرموها.. لكنها الفتوي التي تطلق بعناية وتذهب في مكانها حيث تخدم أهداف هؤلاء المتشنجين والمتشددين.. تخدم هؤلاء الذين يخنقون البلد بفتاواهم المضللة، ويضيقون الحياة علي الناس فقط أما هم فلا يأتيهم الباطل أبدا.. تحت يدي تقرير يرصد فتاوي شيوخ التشنج الديني في 10 شهور فقط.. تقرير يرصد فتاواهم المفزعة يومياً.. فتاوي اطلقوها في قنوات الناس والرحمة

والخليجية وقنوات أخري مشبوهة.. فتاوي تم تفريغها باليوم.. تكتشف أن كثيراً من هذه الفتاوي مضللة.. فتاوي متضاربة اطلقها شيوخ في نفس القناة ونفس البرنامج.. شيخ يفتي بأن البيع بالتقسيط حرام وآخر يقول إنه حرام.. شيخ يفتي بجواز الأيام القمرية وآخر لا يجيزها.. شيخ يفتي بجواز أن يغسل الرجل زوجته وآخر لا يجيز.. شيخ يفتي بجواز أن يقوم شخص بأداء العمرة نيابة عن آخر وآخر لا يجيز.. شيخ يفتي بأن الصور حرام وآخر يجيزها بشروط.. ستجد هذا ملحوظا وبقوة علي قناة الرحمة وعبر شيوخها محمد حسان وجمال المراكبي ومصطفي العدوي وعلي السالوس وعبدالله شاكر. هم نجوم هذه القناة ونجوم الفتاوي المتناقضة.. ستكتشف تشدد المراكبي والعدوي رغم أنهما لا يرقيان لنجومية محمد حسان.. ستكتشف أن الشيوخ المتشنجين في القنوات الدينية هي من تزرع الفتن وتحرض علي كراهية الأقباط والتشكيك في عقيدتهم.. هم من يقولون إن عبارة الدين لله والوطن للجميع بها ضلال بين.. هم من يقولون إن النصاري كفرة.. لا يجوز السلام عليهم ولا تهنئتهم في أعيادهم الباطلة.. كلام لا يخرج إلا من قلوب

عامية.. قلوب تملأها الكراهية.. الشيوخ الذين حرموا كثير من المهن -الطبيب والمهندس والعامل في بنك والترزي والحلاق والموظف في شركة سجائر- بالتأكيد هم أول المستفيدين منها.. المزيد من البطالة تعني المزيد من الاستسلام لهم والإيمان بهم والرهان علي الآخرة أما الدنيا فلا يجب أن يلتفتوا لها.. الشيخ الذي أفتي بحرمانية الصور عليه أن يتخلص من بطاقته الشخصية وجواز سفره.. الشيخ الذي أفتي بحرمانية الصابون أبوريحة عليه ألا يستحم بها.. والعطور النجس لا يجب أن يستخدمها.. والشيخ الذي

أفتي بحرمانية قيادة المرأة للسيارة عليه أن ينزل الشوارع ويلم بنفسه المتنقبات اللاتي يقدن سياراتهن ويثرن الفزع بين المارة.. والشيخ الذي أفتي بأن يحوز للرجل أن يتزوج بأخري دون علم زوجته بالتأكيد هو واحد من الفائزين بزوجات كثيرات، ومثله كثير يحب الزواج في السر والتمتع بما خلق الله من فتيات شهيات صغيرات في السن.. إغلاق هذه القنوات وكما سبق أن قلنا رحمة.. فهي قنوات تستحق ما هو أكثر من الغلق.. هي قنوات تستحق الرجم.. الذين اتهموا من بارك إغلاقها بأنهم مدعو ليبرالية نهديهم

هذه الفتاوي ربما تحسسوا ما يفعلونه.. ربما خافوا علي أنفسهم.. سأظن أن من اعترض علي الإغلاق هم حراس الحرية الحقيقيون.. عليهم أولا أن ينظروا إلي مهنهم قبل أن ينزعجوا من الإغلاق.. فإذا كان كاتب أفلام ومسلسلات عليه أن يخاف علي نفسه فما يقدمه في نظر هؤلاء المتشنجين دعارة ويخالف شرع الله ويدعو إلي الفسق والفجور والانحطاط.. وإذا كان مهندساً فليبلع لسانه فمهنته حرام، واذا كان طبيباً عليه أن يلم نفسه فمهنته حرام.. اقرءوها لتعرفوا أن حياتنا كلها حرام في حرام!!